قلق حكام إسرائيل والإدارة الأمريكية

تم نشره الأربعاء 26 أيّار / مايو 2010 10:41 صباحاً
 قلق حكام  إسرائيل والإدارة الأمريكية
برهان إبراهيم كريم

 بصورة دائمة ومستديمة  ستجد القلق  يضرب بأطنابه حكام إسرائيل و رموز الإدارة الأمريكية. فعلى مدار الساعة يشدو الواحد منهم  بعويله وشكواه وقلقه >أو هو وقح يهدد ويتوعد رغم أنه جبان يظن الشجاعة وقاحة ,والوقاحة إنما هي شجاعة غير مهذبة.
بحيث  باتوا قلقين ومقلقين, وحتى وجودهم  بات مقلقا . فهم غيرمكترثين لما يقلق الشعب الأمريكي  وشعوب العالم, ولا هم قلقون  من أكاذيبهم وتصرفاتهم الإجرامية والعدوانية والإرهابية التي  تفتك  بأرواح الملايين من البشر, وتدمر المدن  والقرى بمن فيها.ولا حتى  من سياساتهم العدوانية التي تعرض الأمن والسلام العالمي للخطر. وإنما هم قلقون  على مصير الخونة والعملاء,و من  تنامي دور فصائل المقاومة الوطنية في العراق وفلسطين ولبنان وأفغانستان,ومن مفاعلات نووية تشاد في دول للأغراض السلمية.
وهذه الأيام زاد قلقهم من أن يكون لدى حزب الله  صواريخ طويلة المدى, فالكذب والمكر وخداع وتضليل الشعوب هي مضامين  سياسات وأساليب قوى الاستعمار والصهيونية وإسرائيل والإدارة الأمريكية في تبرير شنهم الحروب, أو تبرير ما يعانونه من فشل وهزائم ومحن, فخطاب السيد حسن نصر الله الذي هدد فيه إسرائيل "أن كل عدوان جديد على لبنان سيرد عليه بالمثل ,فالسن بالسن والعين بالعين والبادئ اظلم" رفع من وتيرة قلقهم,

 فسارع  البعض منهم لفبركة إتهام كاذب وعلى عجل يتهمون فيه سوريا وإيران بتزويدهما لحزب الله بصواريخ سكاد. وفاتهم أن مثل هذا الاتهام الكاذب سيعيد خلط الأوراق في كثير من جوانبه لغير صالحهم.

 فمن هو قلق أو مصاب بالقلق  سيبقى متردداً أو متهوراً لأن نعمة العقل قد تعطلت لديه, وسيتحرك بردود الأفعال كثور هائج في حلبة للمصارعة. وسيلحق الأذى بنفسه وبغيره. فهذا الاتهام الكاذب الذي فبركوه و  تذرعوا به لتفسير خطاب السيد حسن نصر الله  بهدف التهويل من خطر سلاح وصواريخ حزب الله سيوقعهم في الكثير من المطبات التي لن يكون الخروج منها بهين. فالقصد من هذا الاتهام  تحقيق الأهداف التالية:

نشر الرعب في الشارعين الأمريكي والإسرائيلي أكثر فأكثر من خطر مشروع إيران النووي ومن تحالفاتها أو صداقتها لبعض الدول, وإن زاد من نقمة الإدارة الأمريكية على إيران إلا أنه سيحرج إدارة (باراك أوباما)  في انفتاحها الجديد  على سوريا , بعد أن قررت إعادة سفيرها الجديد إلى دمشق,وهذا سيلحق الأضرار بالمصالح الأميركية ولن يضر أو يضير دمشق بأية حال, لكنه سيقلق ويؤرق مضاجع الشعب الأميركي من خطر تورط بلادهم بحرب جديدة ليس لها من داع. 
والزام  نتنياهو وحزب الليكود في الزاوية  بفتح أعين الإسرائيليين على أنه وحزبه ليس لهم من قدرة على مواجهة حركة حماس وحزب الله ,أو منع حزب الله من تطوير ترسانته الصاروخية كما وعدهم نتنياهو  , وهذا سيصب في مصلحة حزب العمل في أية انتخابات جديدة. ويمكن فهم ذلك من خلال تصريح مارتن أنديك السفير الأميركي السابق في إسرائيل و مستشار جورج ميتشل حين  صرح لإذاعة الجيش الإسرائيلي بالقول:على إسرائيل أن تأخذ المصالح الأمريكية في الاعتبار إذا كانت بحاجة إلى المساعدات, وأن على رئيس حكومتها نتنياهو أن يختار مابين الصدام مع شركائه في حكومته اليمنية أو الصدام مع بارك أوباما,وإذا كانت إسرائيل دولة عظمى وليست بحاجة لحماية الولايات المتحدة الأميركية التي تعزل وتمارس ضغوطاً على إيران فافعلوا ما يحلوا لكم,لكن إذا كنتم بحاجة إلى الولايات المتحدة الأميركية فإن عليكم أن تأخذوا المصالح الأمريكية في الاعتبار.وأن الرئيس أوباما يوقع على رسائل إلى عائلات الجنود القتلى أكثر بكثير مما يوقع رئيس الوزراء الإسرائيلي,وعلى إسرائيل الالتفات للمصالح الأميركية في الحرب ضد الإرهاب.
هذا بالاضافة الى تخفيف الضغط عن إسرائيل وفك العزلة عن نتنياهو وإطلاق  يده بحرية له للرد بعدوان جديد .
وضغط على  نتنياهو لدفعه إلى تقديم استقالته والتوجه نحو انتخابات جديدة يخرج بخفي حنين.
ليكون صك براءة و خلاص لوزير الحرب الإسرائيلي لتبرئة نفسه وحزبه وجيشه من أية مسؤولية شخصية  عن أية هزيمة أو مصيبة  ومحنة قد تلحق بإسرائيل في أية مواجهة جديدة مع حزب الله وفصائل المقاومة. 
ودغدغة لعواطف العسكر لكسبهم كي  يصوتوا لصالح حزب العمل في أية انتخابات قادمة. وتحريض الحكومة اللبنانية على سوريا بأنها لا تراعي التزاماتها بضبط الحدود. ومحاولة مفضوحة لنفخ الروح من جديد في قوى 14 آذار بعد أن تهلهلت وفرط عقدها نتيجة تطوير مواقف بعض أطرافها باتجاه زيادة اللحمة مع سوريا وقوى المقاومة اللبنانية, وكذلك دعم لمواقف بعض الإطراف التي مازالت منضوية فيها ومحبطة نتيجة هزيمة الجمهوريين والمحافظين الجدد.

والانتقاص من دور وهيبة الجيش الأميركي من خلال تبيان أنه رغم وجوده بكثافة في العراق وبعض دول الخليج لم يتمكن من كبح  عملية تسليح حزب الله,وكذلك الانتقام منه والإساءة إليه نتيجة تصريحات الجنرال (بيتريوس) وبعض قادته والتي تتعارض والمصالح الإسرائيلية, وتسريب شريط الفيديو الذي بثته بعض الفضائيات حول جريمة قتل ثمانية مدنيين عراقيين من قبل الطيران الأمريكي بدم بارد ومع سبق التصميم والإصرار وبقرار من القادة العسكرية الأمريكية  في هذا الوقت بالذات هو إساءة للجيش الأميركي وانتقام منه على دعمه لسياسة رئيسه وإدارته, والشريط مسروق من أرشيف  البنتاغون, وسرقته غير ممكنة إلا من قبل أصدقاء إسرائيل المتنفذين والمتعاطفين مع إيباك في البنتاغون!! 
  ولو سألت من هو قلق من تسليح حزب الله بصواريخ السكود  عن الكيفية التي تم به نقله لحزب الله دون أن تنتبه لنقله الأقمار الصناعية التجسسية وطائرات الاستطلاع الإسرائيلية التي  نجوب سماء لبنان طيلة الليل والنهار مع أن نقله  يحتاج لوسائط نقل خاصة؟ لأجاب  بكل وقاحة وغباء  وبدون حياء أو خجل وبدون احترام لعقول البشر:نقل على ظهور الدواب من الحمير والبغال. وكم جيفري فيلتمان معاون كلينتون ساذج وأحمق وغبي حين يفترض من نفسه وصياً على لبنان بتصريحه لوسائل الإعلام بأنه قلق,وأن اللبنانيين قلقون من تسلح حزب الله.وكم هي مقلقة وقلقة السيدة ديبورا جونز السفيرة الأميركية في الكويت حين تصرح لصحيفة الراي الكويتية بقولها: حزب الله اللبناني عنصر مثير للقلق.

   burhanb45@yahoo.com
                                            .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات