إصرار على حق العودة رغم التشرد والقهر
![إصرار على حق العودة رغم التشرد والقهر إصرار على حق العودة رغم التشرد والقهر](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/43859.jpg)
تحتفل الدول وشعوبها كل عام بذكرى استقلالها وتحررها من سيطرة وتسلط الإستعمار، وتتبع احتفالاتها بدفع عجلة التطوروالنمو العلمي والإقتصادي والعمراني والثقافي لتصل الى رفع مستوى الخدمات الإجتماعية والإنسانية، الى اعلى المستويات الهادفة الى تأمين معظم إحتياجات المواطنين ليتمتعوا بنعمة الإستقلال وليمارسوا الحياة الحرة الكريمة فوق تراب اوطانهم.
بعيدا عن القهر والعبودية وعدم الإستقرار والجهل الذي يفرضه الإستعمار على الشعوب التي يستعمرها ويذل اهلها
ويمعن في ظلمهم وتسخيرهم لخدمته ، والإستقلال يعني الخلاص من الجهل والعبودية والقهر المتواصل للشعوب المستعمرة .
تحتفل الدول بذكرى استقلالها كل عام باستثناء ابناء الشعب الفلسطيني داخل فلسطين وفي بلاد الشتات فهم مرغمون على العيش تحت نير الإحتلال والتشبث بالنضال والجهاد ومقاومة الإحتلال الصهيوني الإستيطاني واليميني العنصري المتطرف.الذي يعتبر من ابشع انواع الإحتلال في العالم .
بدل ان يحتفل شعب فلسطين المناضل الذي قدم أكثر من مائة ألف من الشهداء والجرحى والمعتقلين والمعوقين الذين أصيبوا بإعاقات دائمة او مؤقتة جراء ما تعرضوا له خلال الحروب التي شنتها عليهم إسرائيل على إمتداد "62 عاما هي سنوات النكبة والتشرد التي حاقت بالشعب الفلسطيني" الذي شرد من وطنه بقوة السلاح والإرهاب الصهيوني المنظم .
و في ذكرى النكبة الفلسطينية والقومية الكبرى، التي المت به في الخامس عشر من أيار عام1948، والتي شكلت ولازالت تشكل
محصلةً لأبشع جرائم التاريخ الحديث، جرائم عصابات الغزو الاستيطاني الصهيوني بدعم من الانتداب البريطاني، في ابشع
حرب إبادة وتطهير عرقي ضد أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل، وتدمير وتهجير 530 مدينة وقرية، أسفرت عن طرد الشعب الفلسطيني من دياره وأرضه ووطنه، والإستيلاء على أراضيه التي تشكل 93 بالمئة من مساحة فلسطين أراضي عام 1948،
وتشكل أكبر عملية تطهير عرقي يشهدها العالم المعاصر، مازالت متواصلة وقائمة وعلى أكثر من ستة عقود.
وبالرغم من كل ما تعرض له شعب فلسطين من مآس وويلات وتشرد قصري واحتلال جاثم على انفاس الفلسطينيين من اجل
كبتهم وثنيهم عن النضال الهادف الى تحرير ارضهم وإقامة دولتهم الوطنية الحرة المستقلة مهما كان الثمن باهضا .
ما زالو يصرون على انه لا بديل عن حق العودة، الحق المقدس والتاريخي الذي يُحظى بإجماع دولي، حق العودة ومجمل
القرارات الدولية بشأن القضية الفلسطينية، وفي مقدمها القرار 194 ورفض جميع المشاريع التي تنتقص منه، وتلتف عليه أو تحاول التنازل عنه، أو المساومة عليه، وهو القرار الذي يحظى بإجماع شعبي فلسطيني، قلّ نظيره على صعيد قضايا الشعوب .
وقد قدم شعب فلسطين في سبيله عذابات المخيمات، وأغلى التضحيات في مواجهة البطش العنصري، وفي سبيل صون هويته الوطنية، وحماية حقوقه الوطنية في الحرية والاستقلال وعودة اللاجئين الى ديارهم وممتلكاتهم.
ان المرحلة الراهنة التي تمر بها القضية المركزية للأمة العربية تتطلب من الفلسطينيين والعرب، وإلى جانبهم الأمة ألإسلامية
والشعوب المحبة للسلام والعدل في العالم ان تطالب محمود عباس وسلام فياض ومن سار على دربهم بوقف المفاوضات
المباشرة وغير المباشرة مع العدو الأسرائيلي الصهيوني ، وأن لاتستأنف ابدا إلا بعد ان تستجيب حكومة نتنياهو وتلتزم تماما
بالوقف الكامل للاستيطان الصهيوني ومصادرة الأراضي الفلسطينية في القدس ومدن وقرى الضفة الغربية التحتلة ،وهدم بيوت
الفلسطينيين في منطقة القدس ومن حولها بهدف تغيير معالمها الجغرافية تمهيدا للسيطرة الكاملة عليها وضمها للقدس الفربية
التي احتلت عام 1948م .
لقد بدأت المفاوضات غير المباشرة بين الصهاينة الذين يقومون بالإستيطان في عموم الضفة والقدس حتى دون الإعلان عن
نيتهم وقف الإستيطان ، وتصريحات رئيس بلدية القدس الصهيوني التي يؤكد فيها: " ان البناء في القدس سيتواصل ولن يتوقف"
، وبالذات عندما كانت لجنة المتابعة العربية مجتمعة في القاهرة لتوفير غطاء عربي للمفاوضات غير المباشرة، في اجواء تتماشى
مع حالة التعاطي لمؤسسة النظام العربي الرسمي مع الضغوط الأمريكية، ومع رؤيتها لاحتلال عام 1967 للأراضي الفلسطينية والعربية واستمرار استعمارها، فمتطلبات واشنطن من هذه العواصم، تملي عليها منطقها الذي يطالب الضحية بتقديم المزيد من
التنازلات، بينما المطلوب عربياً الضغط على واشنطن؛ كي ترفد مبادراتها بأوراق ضاغطة على "إسرائيل"، ليتسنى لها
النجاح وهو الأمر المفقود عربياً ، وبالرغم من الإجراءات التعسفية للعدو الصهيوني والذي لايقيم وزنا للعرب واقوي الرافضة
للإحتلال وممارسة كل انواع القهر والعبودية والعنصرية لايزال العرب على موقفهم من مبادرة السلام العربية التي اجهزت عليها إسرائيل منذ لحظة الإعلان عنها في الجلسة الختامية للقمة العربية في
بيروت .
امام هذه الأوضاع العربية المزرية يقع على كاهل قوى التغيير والتطوير اليسارية الديمقراطية والليبررالية الوطنية، عبء تصحيح مسار النضال الوطني وتصويبه، نحو تطوير الحوامل والروافع الكبرى والمشتركة في الحالة الفلسطينية الراهنة،
وعامل استقطاب للعديد من الفعاليات والشخصيات والفئات الاجتماعية، وإعادة الاعتبار للبرنامج الوطني الفلسطيني الموحّد،
الذي أعادت تظهير عناوينه وأهدافه "وثيقة الوفاق الوطني" (وثيقة الأسرى) في 27/6/2006، وعليه لم توافق معظم المنظمات
وحركات المقاومة الفلسطينية على قرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بالشروع بالمفاوضات غير المباشرة، ودعت
وتدعو اللجنة التنفيذية إلى الالتزام بقرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير برفض المفاوضات غير المباشرة والمباشرة
قبل الوقف الكامل للاستيطان في القدس والضفة. وعقد دورة جديدة للمجلس المركزي التزاماً بقرارات الهيئة التشريعية
لاتخاذ القرار الوطني دون أي انفراد بالقرار الوطني العام.
وبناءا عليه ودرءا لأي اخطار قد تلحق بالقضية الفلسطينية .
لذلك ينبغي تعزيز الصمود الشعبي في عموم ميادينه، في القدس والضفة وقطاع غزة، وفي أقطار اللجوء والشتات، ترى هل يتمكن يوما ما ابناء الشعب الفلسطيني من تحويل ذكرى النكبة واستذكار ما حل بهم من تشريد ودمار الى ذكرى
للنصر على العدو والإستقلال ليتمكن ان يحتفل بدكرى النصر والتحريروالإستقلال مثل الشعوب الأخرى التي ذاقت حلاوة النصر على الأعداء ونيل الإستقلال كاملا وغير منقوس .
بصوت عال وقلب مكلوم ليسمعها كل فلسطيني وكل عربي حر وشريف ان النصر الذي نريده لن يتحقق بدون إنهاءالانقسام بين ابناء الشعب الواحد وأخوة النضال وإعادة بناء الوحدة الوطنية بقوانين ديمقراطية تقوم على الشراكة الوطنيةالشاملة.
وفق التمثيل النسبي الكامل داخل الوطن وفي أقطار الشتات، عملاً بمبدأ "شركاء في الدم شركاء في القرار". كما ندعو الجميع الجميع، الى العمل الجاد لاعادة بناء وتفعيل م.ت.ف ممثلة بالفلسطينين كافة دون انتقاص حق ايّ منهم ، واعادة بناء
مؤسساتها، عبر انتخابات ديمقراطية للمجلس الوطني الفلسطيني على اساس التمثيل النسبي الكامل، كما جاء في "وثيقة
الوفاق الوطني"، باعتباره مطلباً وحدوياً ومصيرياً حيوياً بتعزيز مكانة المنظمة كممثل شرعي ووحيد لكل الشعب
الفلسطيني، وضمانة صون حق العودة، وتكامله مع حق الاستقلال وتقرير المصير .
62عاما والفلسطينيون يناضلون ويحلمون بالعودة الكريمة الى وطنهم المغتصب وهم يخبؤن مفايتح بيوتهم في قلوبهم وصدورهم
فهل يتحقق الحلم الفلسطيني وهو ذاته الحلم العربي ؟