لماذا لم يغادر سكان الرمادي رغم دعوات الحكومة العراقية؟

تم نشره الإثنين 28 كانون الأوّل / ديسمبر 2015 11:34 صباحاً
لماذا لم يغادر سكان الرمادي رغم دعوات الحكومة العراقية؟
سبق أن تعرض نازحون للاختطاف على مخارج الأنبار

المدينة نيوز - : رغم الدعوات من جانب الحكومة العراقية لأهالي مدينة الرمادي لمغادرة المدينة، إلا أن الدعوة لم تجد استجابة تذكر، فيما عزا مواطنون السبب إلى عدم توفر طريق آمن إضافة إلى الخشية من اختطافهم على يد المليشيات.

ويؤكد بعض الأهالي أن أحد الأسباب التي تمنعهم من الفرار خارج أحياء الرمادي التي تشهد قتالا شرسا؛ هو الخوف من اختطافهم على أيدي المليشيات التي تسيطر على المنافذ الحدودية لمحافظة الأنبار باتجاه العاصمة بغداد.

وقال علي حسين العلياوي، أحد المحاصرين داخل منطقة الثيلة، بعد أن استطاع الهروب من قرية البو علي الجاسم: "لست مدافعا عن تنظيم الدولة ولا أنتمي إليه فكرا ولا عقيدة، فأنا مواطن أنباري وقعت ضحية حصار لا مفر منه لم تسعفني الظروف للهرب".

وأضاف: "لم يلوح لنا التنظيم بالسكاكين إذا توفرت ممرات آمنة للمغادرة، وكذلك لم يجبرنا أبدا على البقاء تحت نيران الاشتباكات، وقصف طيران التحالف الدولي المكثف. نحن من أصر على البقاء داخل منازلنا لأن حياة عائلاتنا خارج أسوار الأنبار ستكون في خطر، خاصة بعد ما تردد من أنباء تفيد باختطاف وإعدام قرابة 1500 عائلة على يد مليشيات الحشد الشعبي، وهم في طريقهم إلى كربلاء وبغداد" وفق قوله.

وأضاف العلياوي: من أعاق وصعب مغادرتنا هي قوات الجيش العراقي و قوة مكافحة الإرهاب لسرعة اقتحامها المدينة، دون أن تضع خطة لإجلاء العديد من العائلات المحاصرة.

وتابع الحديث قائلا : "قبل بدء العملية وجهنا نداءات إستغاثة مستمرة لتلك القوات لتأخير اقتحام الرمادي إلى حين أن نتمكن من مغادرتها، لكن الحكومة العراقية تؤكد مرارا عبر إعلامها أن تتظيم الدولة هم من يمنعوننا من الخروج، وأن معظم من تبقى من السكان المدنيين هم أصلا عائلات وأقارب التنظيم"، على حد قوله.

وأعرب علي عن خشيته من وقوع مجازر في حال بقيت العائلات محاصرة بلا غذاء أو ماء، مع تواصل المعارك الضارية وتباطؤ القوات الحكومية بسرعة التحرك لإنقاذهم.

أما زياد الدليمي؛ فقد تمنى لو أن المعارك تتوقف في مدينة الرمادي بين الجيش ومقاتلي التتظيم لنصف ساعة فقط، حتى يتمكن من نقل عائلته إلى مكان آخر.

ويقول الدليمي : "شراسة المعارك قيدت من حركتنا وأرعبتنا، لكن عناصر التنظيم نقلوا مئات العائلات على شكل وجبات إلى مناطق تتمتع بإجراءات أمنية شديدة التحصين طبعا، ومن بينهم أسرهم عبر سلسلة أنفاق محصنة ممتدة تحت الأرض، وعلى طول وعرض الرمادي تصل حيا بحي آخر، ومنطقة بمنطقة أخرى"، وفق قوله.

ويضيف الدليمي، وهو يصف ما تعيشه أكثر 1000 عائلة باتت محاصرة داخل الرمادي خاصة المناطق القريبة من منطقة الحوز والضباط وحي الأرامل؛ بالوضع الصعب: "أصوات الرصاص والانفجارات وسقوط الصواريخ والهاونات لا تنقطع، وهي تتساقط بكثافة على الأحياء من كل جانب، والهروب الآن أصبح مستحيلا ومكلفا"، مضيفا: "كل ما بوسعنا عمله هو انتظار انتهاء المعارك على أمل ألا نكون رقما في سجل إحصاء الموتى".

وكانت القوات العراقية قد وجهت قُبيل انطلاق معركة الرمادي؛ إنذارا أخيرا مماثلا لخروج العائلات، وإلا فإنها ستواجه خطر الموت، أو سيتم اعتبارها متعاونة مع تنظيم الدولة.عربي21



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات