ندوة في "الكتاب" تناقش صورة الارهاب والعنف في الفن التشكيلي
المدينة نيوز:-ناقشت ندوة بعنوان "تمظهرات العنف والإرهاب في الفنون التشكيلية" مساء امس الثلاثاء في رابطة الكتاب الاردنيين بعمان، إبداعات عدد من التشكيليين العرب والعالميين في تجسيدهم لصورة الارهاب والعنف وتوثيقه فنيا على لوحات تشكيلية واعمال نحت عبرت عن قسوة المضمون الذي تحمله سعيا لإيصال الصورة للمتلقي الذي بدوره سيشكل رافعة للتنديد بتلك القسوة. وقال الناقد والتشكيلي محمد العامري في الندوة التي نظمت بالتعاون بين الرابطة ومركز"تعلم واعلم" للأبحاث والدراسات، وأدارها الدكتور احمد ماضي، انه لم تخل حياة الانسان من عنف عبر وجوده منذ بدء التاريخ، فقد تنوعت صور الارهاب والعنف كالإرهاب الفكري والعنف الجسدي وصولا الى العنف المجتمعي.
واضاف العامري إن الإرهاب هو التهديد المباشر لوجود الانسان وكينونته، فمعظم الذين يطالبون بالاختلاف على شتى انواعه يتعرضون لإرهاب مركب ومتنوع، عبر التهديد او التصفية الجسدية او السجن.
وبين أن الفن لم يكن بمنأى عن تلك التحولات، إذ خبرت الروح الانسانية عبر الفن منجزات هائلة تنتقد تلك السلوكيات اللإنسانية، مشيرا إلى ما ذهب اليه فرانشيشكو دي غويا في لوحة (الاعدام رميا بالرصاص) الذي قدم من خلالها غويا كشفا مهما عن أعمال نابليون بونابرت في احتلاله لإسبانيا، وقام بقتل من يقف ضده، حيث شكلت اللوحة مادة فاعلة لإدانة بونابرت على مدى التاريخ، وإلى يومنا هذا واللوحة تعرض الآن في متحف دي برادو بمدريد، ولاقت تعاطفا جماهيريا وتفاعلا منقطع النظير، بسبب فكرة نبذ الاحتلال التي شكلت قوة غويا في التعبير عن الحالة المأساوية التي تعرض لها المقاومون، وتركيزه على مصدر الاضاءة من الاسفل ليبين الخوف المرعب في لحظة الاعدام اضافة الى حركة الايدي للمعدومين.
واستحضر أعمال عدد من الفنانين العالميين من امثال الفنان الاسباني الشهير بابلو بيكاسو في لوحة الغيرنيكا، والروسي فاسيلي الذي أُتهم بنقده للحرب.
وأشار إلى عدد من التشكيليين الذين نبذوا الحرب بوصفها آلة للدمار والتخريب، ووقفوا ضد ما يمارس على شعوبهم من إرهاب منهم: الفنان الفلسطيني إسماعيل شموط وسليمان منصور والعناني وغيرهم وكذلك الكويتي سامي محمد والإنجليزي ماكس في لوحته (الانجليزي القتيل) والسوري يوسف عبدلكي واخرين كثر، مبينا أن شموط كرس جل تجربته في كشف عورة الإرهاب الذي يمارسه الكيان الصهيوني على الفلسطينيين، وعبدلكي في نقده لإرهاب السلطة السياسية، والكويتي محمد في مناخات أخرى عبر اظهار صورة الإنسان المقاوم للظلم والاضطهاد.
وتساءل الدكتور ماضي في الندوة التي حضرها عدد من المهتمين عن سبب غياب اعمال اردنية في الساحة التشكيلية الاردنية تعاين الارهاب والعنف وتنقله كصورة بصرية للمتلقي تعبيرا عن جسامة التجربة والحدث وبشاعة العنف.
(بترا)