نتنياهو يزرع الفتنة على أنقاض حطين
المدينة نيوز - : يحذر فلسطينيو الداخل من مخطط إسرائيلي لبناء قرية درزية على أنقاض قرية حطين المهجرة داخل أراضي 48 ويعتبرونه محاولة لدق إسفين بين أبناء الشعب الواحد.
ويفاخر بيان لديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمصادقة المجلس القُطري للتخطيط والبناء على مبادرته إقامة بلدة درزية جديدة -وفقا لقرار حكومي سابق من عام 2012- بجوار مقام النبي شعيب الخاص بالدروز، وعلى حساب أراضي حطين.
وضمن تباهي نتنياهو بذلك يقول إنه لأول مرة منذ إقامتها تنشئ إسرائيل بلدة درزية جديدة، زاعما أنه يولي أهمية كبيرة لإقامتها لأنها ستدفع المواطنين الدروز قدما.
كما يزعم أن الطائفة الدرزية ربطت مصيرها بدولة إسرائيل، ونسبة شبانها الذين ينضمون لجيشها من أعلى النسب.
الهدف المعلن
ويضيف "تهدف إقامة البلدة الجديدة لسد الفجوات الموجودة بين البلدات الدرزية والبلدات الأخرى في إسرائيل بإطار النشاطات الكثيرة التي تقوم بها الحكومة من أجل تحسين أوضاع المواطنين الدروز".
لكن فلسطينيي الداخل يدحضون مزاعم نتنياهو ويرون فيها محاولة جديدة لزرع فتنة داخلهم، ويدللون على ذلك باختياره أراضي حطين الفلسطينية -قضاء طبريا- التي دمرتها الصهيونية في 1948 وهجرت سكانها ولم يتبق منها سوى مسجد تاريخي.
بالنسبة للشيخ محمود رباح (78 عاما) لا تزال قريته حطين باقية، وحقه فيها وحق ذريته غير متقادم، وهو يدأب على اصطحاب أحفاده لزيارتها من دون انقطاع.
معركة تاريخية
وأوضح رباح -اللاجئ في وطنه- أنه يزور حطين المدمرة منذ نكبة 48، يتجول بين الكروم قبل أن يخلد للراحة في أفياء المسجد التاريخي المبني منذ فترتي المماليك والأيوبيين الذين انتصروا بقيادة صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين في معركة فاصلة عرفت باسم البلدة لوقوعها بالقرب منها.
وحذر من التعاون مع المخطط الحكومي الإسرائيلي الهادف لشرذمة فلسطينيي الداخل وزرع الفرقة بينهم بعد احتلال أرضهم، داعيا الدروز الفلسطينيين لتأكيد رفضهم القاطع له.
وأضاف "نملك هناك 130 دونما موثقة بصكوك ملكية، وستبقى لنا إلى ما شاء الله، فما من حق يضيع وراءه مطالب".
وبذلك يعبر رباح عن موقف فلسطينيي الداخل، حيث يؤكد رئيس لجنة المتابعة العليا -الهيئة التمثيلية العليا داخل أراضي 48- محمد بركة أن المقصود من هذا زرع بذور الفتنة وتعكير العلاقات الأخوية بين أبناء الشعب الواحد.
بركة الذي استعرض المخطط الخطير خلال لقائه الرئيس الروحي للطائفة العربية الدرزية الشيخ موفق طريف يدلل على ما وصفها بـ"أكاذيب" نتنياهو بالقول إن 80% من أراضي القرى العربية الدرزية صودرت على عدة فترات منذ 1948.
زرع الفتنة
وأشار إلى أن هذه القرى -كباقي أخواتها القرى العربية- تعاني من أزمة سكنية خانقة وترفض السلطات توسيع مناطق نفوذها، خاصة مسطحات البناء.
وينقل بركة عن الشيخ طريف قوله إن الرئاسة الروحية للدروز لا تقبل تعكير الأجواء وبث الفتنة، وتسعى دائما لإرساء العلاقات الأخوية.
ويلفت طريف إلى أن الأولوية الأساسية والأولى لحل مشكلة السكن هي توسيع مناطق النفوذ ومسطحات البناء لتشمل الأراضي الخاصة والمصادرة.
لكن بعض رؤساء الحكم المحلي من دروز الداخل يبدون موقفا أكثر حزما ووضوحا، منهم رئيس مجلس محلي دالية الكرمل رفيق حلبي الذي يرفض قرار إقامة "مستوطنة درزية".
وشكك حلبي بنوايا الحكومة الإسرائيلية "لأنها لو كانت تريد حل أزمة السكن للدروز لفعلت منذ عقود، ولا سيما أنها قامت ببناء مئات المستوطنات على أراضي الدولة".
ويستذكر حلبي أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وعدت بحل أزمة السكن لدى الفلسطينيين الدروز وما لبثت أن عمدت للتأجيل والتأخير.
من جهته، أكد محرر موقع المصادر الصحفي وجدي خطار -من الطائفة المعروفية- أنه يرفض هذا المخطط، ويدعو الحكومة الإسرائيلية لتسوية أزمة السكن بطريقة أخرى.
وقال إنه "عدا عن ذلك فلا يمكننا كطائفة معروفية أن نكون طرفا في هذه القضية كوننا جزءا لا يتجزأ من المجتمع العربي، وعلينا ألا نكون مخلب قط لمخططات إسرائيلية أهدافها سياسية". الجزيرة