حملة عالمية لفك حصار الجوع عن السوريين
باتت سياسة الحصار والتجويع الوسيلة الأوضح لنظام بشار الأسد من أجل الضغط على بعض المناطق السورية لإخلائها من سكانها الأصليين واستقطاب سكان آخرين يتبعون، وليضمن أيضا سيطرته على بقع سورية تكتظ بالفصائل المسلحة، وقد كان أشد هذه الحصارات ذلك المفروض على مضايا، مما دفع العديد من الناشطين والصحفيين والحقوقيين السوريين للتفكير في إطلاق حملة عالمية تحت عنوان "اليوم العالمي لفك حصار الجوع في سوريا" وذلك يوم 16 يناير/كانون الثاني الحالي.
يقول المنسق الإعلامي للحملة مؤتمن ميرة المقيم في مرسين التركية في حديث للجزيرة نت، إن هذه الحملة بدأت بفكرة من الصحفية السورية كارول معلوف في بيروت وما لبثت أن توسعت بعد التنسيق مع عدد من الناشطين والصحفيين السوريين لتغدو حملة عالمية يتم التجهيز لها من قبل فريق متكامل من الإعلاميين والمصممين والمنسقين.
وأضاف ميرة أنهم تواصلوا مع العديد من المؤسسات الإعلامية والهيئات والمنظمات السورية التي أعلنت انضمامها للحملة.
وأشار إلى أن الأمر قد بدأ بالتنسيق مع جهات ونشطاء سوريين داخل سوريا، موضحا أن عدة مناطق داخل سوريا وخارجها شهدت وقفات تحمل شعار الحملة.
وأكد ميرة أن دولا عدة ستشهد مظاهرات ووقفات احتجاجية في اليوم المحدد لانطلاق الحملة، مبينا أنه ستكون هناك مظاهرات في عدة مدن تركية بالإضافة إلى فرنسا وألمانيا والنمسا وأميركا.
وقال "لن تكون هذه الحملة الوحيدة بل سنستمر حتى تحقيق هدفها وهو فك حصار الجوع في سوريا والانطلاق بحملات جديدة".
رأي عام
من جهتها قالت المنسقة العامة للحملة كارول معلوف إن الحملة تهدف لتشكيل رأي عام دولي لكسر سياسة حصار الجوع المتبعة في سوريا ليس فقط في مضايا فحسب، بل في عدة مناطق أخرى.
وأشارت في حديث للجزيرة نت إلى أن مضايا هي الوجع الأكبر، موضحة أنه سيتم بعث رسالة مفتوحة بوقفات احتجاجية بعدة مناطق داخل وخارج سوريا في يوم واحد وساعة واحدة موجهة لممثلي الأمين العام للأمم المتحدة.
وأكدت كارول أن الوقفات والاعتصامات ستشمل عدة مناطق تركية بالإضافة لألمانيا والسويد وأيرلندا والولايات المتحدة وكندا ولبنان بالتزامن مع المظاهرات في الكثير من مناطق الداخل السوري، لافتة إلى أنه سيتم رفع شعارات موحدة في كل هذه المناطق.
وأفادت كارول بأن التفاعل الدولي مع الحملة قد بدأ يظهر، حيث إن وزير الشؤون الإنسانية في الحكومة الألمانية قد صرح بأن سياسة الحصار المُتبعة في سوريا من قبل النظام السوري يجب أن تتوقف.
وذكرت كارول أن الحملة لن تقبل أي تبرعات لأنها ستذهب إلى شبيحة النظام لإدخال المواد الغذائية للمناطق المحاصرة وهذا أمر غير منطقي، حسب تعبيرها.
وأكدت كارول أن النظام السوري يسعى في كثير من المناطق لاتباع سياسة الحصار والتجويع لطائفة محددة في سوريا بهدف إجبارها على ترك مناطقها وإفراغها كما يحدث مع مضايا، مطالبة بضرورة تفعيل ميثاق جنيف للأمم المتحدة لحماية حقوق الإنسان في الحروب.
تضامن
بدورها قالت الصحفية روان الصالح مسؤولة العمليات في المجموعة الإعلامية السورية (شبكة إعلامية تم إنشاؤها في ظل الثورة السورية) والمقيمة في غازي عنتاب التركية، إن المجموعة تدعم الحملة في كل نشاطاتها، وإنها ستشارك في كل احتجاجاتها وتؤمن ترخيصها.
وأضافت روان للجزيرة نت أن المجموعة تقوم عبر راديو حارة بتقديم برامج وتغطيات إخبارية لكل تجهيزات الحملة، في وقت سيوجه الناشطون داخل مناطق سيطرة النظام في حلب لتنفيذ حملات سرية تخدم الحملة، مشيرة إلى مشاركة فريق لمية للإنتاج الإعلامي (تدار من قبل المجموعة) في تقديم تقارير مرئية تغطي الحملة.
وركزت روان على أن المجموعة ومن خلال نشاطاتها ستسعى لإيصال صوت الحملة للعالم وستستمر في التصعيد حتى تحقق الحملة هدفها الرئيسي وهو كسر سياسة الحصار والتجويع في سوريا. الجزيرة