الكرك : حكايات مواسم هطل المطر أيام زمان تنشر البهجة
![الكرك : حكايات مواسم هطل المطر أيام زمان تنشر البهجة الكرك : حكايات مواسم هطل المطر أيام زمان تنشر البهجة](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/3711d3eff6ba35784ede99bc6ee5fb75.jpg)
المدينة نيوز - : لمواسم هطل المطر والثلج فى قرية حمود شمال الكرك وكما في القرى الأردنية الأخرى حكايات خاصة قائمة على التنظيم الطبيعي وروابط الدم والجيرة وعشق الأرض وحبهم لبعضهم بعضا.
ولكون المطر بالنسبة للقرية واهلها هو الخير والعطاء وغسل الذنوب تجد الفرح يشع من وجوه الجميع كبارا وصغارا نساء وأطفالا فالكل يعبر بطريقته الخاصة عن فرحة بقدومه لتبدأ حركة دؤوبة لتوفير كل مستلزمات مواجهة تقلبات الطبيعة. يقول الباحث ضرغام هلسا من قرية حمود يشكل مواسم هطل الامطار والثلوج في القرى قديما حالة من الترابط الاجتماعي قائمة على التنظيم الطبيعي والتسابق لعمل أي شيء فى وقت لم يكن هناك شوارع معبدة ولا كهرباء ولا خدمات ولا بنية تحتية كل ما هناك أفرادا تجمعهم روابط الجيرة والدم وحبهم للأرض وبعضهم بعضا.
ويضيف وتبدأ النساء والشباب في حركة دؤوبة لتوفير مستلزمات مواجهة تقلبات الطبيعة فمنهم من يهتم بالماشية واحتياجاتها والقسم الاخر يقوم بفتح قنوات تصريف المياه على الابار من اجل زيادة كمية حصاد المياه ، وقسم يقوم باستخدام المدحلة الحجرية لاغلاق الشقوق في اسطح المنازل منعا للدلف والتهيؤ لأي طارئ .
ويبين الستيني نعيم الخيطان ان كبار السن من وجهاء ورجال عاديين يتنادون للمجالس حيث يقوم بعضهم بذبح الذبائح وإصلاح ذات البين او الطلب من النسوة تحضير الخبز العويس من اجل غداء دسم يسمى" الفطيرة او المجللة" والمكون من الخبز العويس واللبن الممروس والمضمخ بالسمن البلدي.
لافتا الى ان الكل ينظر الى المطر بفرح وخوف في آن وفي دواخلهم جميعا الاستعداد لمواجهة اي طارئ ولم يكن انذاك لديهم مؤسسات اسمها بلدية او مجلس قروي فقد كان مجتمعهم منظما بطريقة طبيعية بروابط الدم والجيرة وعشق الارض والشراكة في الماء والكلأ والهواء و لم يكن هناك نشرة جوية او ارصاد جوية ولم نحلم يوما بان هناك آلة اسمها الجرافة من الممكن ان تزيل تراكم الثلوج باقل من ساعة في كل طرقات القرية الترابية بل كنا نقوم بكل ذلك بسواعدنا وبجهودنا ومع ذلك كم كنا سعداء وفرحين ويضيف عاطف العمارين انه تكثر الأحاديث عن المطر وعن تاريخ القبائل وكيف كانت تعيش في تلك الأيام الماطرة ويستذكرون فقط الجميل منها وغير مسموح ان يفترض الرجال افتراضات عن خطورة المطر او ذكر سيئاته او بعض ما مر من نكباته وهكذا يشدون من ازر بعضهم بعضا ويبقون طيلة الايام الماطرة متقاربين وموحدين يجمعهم المطر و قلوبهم بيضاء كبياض الثلج حيث يتم تجميد كل خصومة او عتاب لان متطلبات مواجهة الطبيعة تحتاج لجهودهم جميعا ومتهيئين لتحمل مسؤولية اية مصيبة قد تحصل وبشكل موحد ويستعرض مدير ثقافة الكرك خالد البرقان وصفة للحياة بقرية حمود قديما التي شكلت عامل ترابط بمواسم المطر وغيرها حيث كانت القرية مركز انتاج ومورد مهم للمواد الغذائية من الريف الى المدينة. وحتى لم يكن يوجد انذاك سوى العدد القليل من الغرف الاسمنتية المصفوفة بجانب بعضها بعضا على طريقة البناء في القرية الشامية.
ويضيف ان البناء الأساسي للقرية فهو عبارة عن دور من حجر جاهز صلد وطين وقش وسقوفها من قصيب وخشب وبلان وطين تتكي على قناطر حجرية ضخمة متقنة الصنع وكل دار تتكي على جارتها حتى اننا نحن ابناء القرية كنا نركض فوق سطوح المنازل من اولها الى اخرها دون وجود اية عوائق او فراغات.
وكان الرابط بين كل بيوت القرية لتسريع عملية الاتصال وجود طاقة (شباك صغير ) مفتوحة من الجانبين بين جميع دور القرية. (بترا)