باقة من الأشواك

تم نشره الإثنين 07 حزيران / يونيو 2010 09:45 صباحاً
باقة من الأشواك
عدنان الرّواشدة

 أخذت تنمو بين يديّ وكأنّها ( ظاهرة ) كمثل كلّ تلك الظّواهر المؤلمة الّتي بدأت تتكاثر في هذا الوطن ... تتحوّل أوراقي فجأة بين يديّ إلى ( باقة ) من الأشواك ... تدمي أناملي , وتجرح كبريائي الّذي ترسّخت جذوره في أعماق الوطن منذ أن كنّا ( نهتف ) سويّا في هوائه الطّلق ... " عاش الوطن ... عاش الوطن " ... لم تعد تستهويني ( الكتابة ) في وقت لم أجد فيه من يقرأ لي سوى اولئك الّذين ( يحتضرون ) على طرقات الوطن , أو اولئك الّذين ( أجهدهم ) النّفاق والتعب والإحتقان .

أخشى أن تتحوّل الكتابة في يوم ما إلى ( جنحة ) أو جريمة أو ربّما إلى ( عبثيّة ) حينما يصبح الفساد إنجازا , وتصبح (التياسة) عند المتملّقين عنوانا للتنمية والتطوّر والإصلاح , أو حينما يكون ( الإسترزاق ) على ظهور الغلابا والمساكين مهمّة وطنيّة شريفة , أو عندما يكون الضّمير (غائبا ) لا محلّ له من الإعراب في كلّ الأحوال والحالات .

قد أبدو في وقت ما ( مدمنا ) على الكتابة لا أقوى على اعتزالها ومفارقتها , ولكنّني رغم كلّ ذلك لن أقبل أن أكتب تحت وطأة (الرّجم ) والتحجيم والإستغفال ... ولن أسمح لنفسي أن أكون ( شاهد ) زور في وقت تؤجّر فيه بعض الأقلام وتستباح الحقائق , فالكلمة أمانة لا يجوز أن تكون أداة للإبتزاز والمحاباة والنّفاق وإيذاء الأبرياء وإخفاء الزلل .

هذه المرّة وجدت نفسي حائرا عمّا أكتب ... هل أكتب عن النّوم العميق الّذي أخذ يسيطر على ( العقلاء ) الّذين وجدوا في الصّمت لغة الحكمة وفي الكلام وجعا للقلوب ... أم أكتب عن ( الإستهواء ) في إطلاق الأحكام والأراء, أم أكتب عن حكومة باتت عاجزة عن احتواء الأزمات , أم أكتب عن تجّار ( ينشلون ) جيوب الفقراء ويتحكّمون بالأسواق ... هل أكتب عن سيارات التكسي ( الصّفراء ) الّتي تحوّلت إلى صالونات سياسيّة متحرّكة , أو أكتب عن بعض أساتذة الجامعات الّذين تسيطر عليهم ( المزاجيّة ) ويخرجون عن دائرة المألوف وتكون قراراتهم قطعيّة غير قابلة للطّعن ... أم أكتب عن التلفزيون الأردنيّ الّذي تحوّل إلى مكتبة للأرشيف وذكريات الماضي الجميل ... أم أكتب عن أحزاب تحوّلت إلى دواوين تقام فيها حفلات التعارف ويمارس فيها ( المتفيؤون ) لعبة السّيجة ... هل أكتب عن خضروات وفاكهة تباع في الأسواق وعلى الأرصفة وجنبات الطّرق ليس فيها من رائحة الأرض من شيء ... أم أكتب عن وطن ( يئن ) تحت وطأة الفاسدين والحاقدين وأصحاب ( الملفّات ) وحاملي حقائب السّفر ؟

adnan_rawashdh@yahoo.com



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات