القدس في العهد الأردني عنوان برنامج "عين على القدس"
المدينة نيوز:- قال الوزير الفلسطيني لشؤون القدس عدنان الحسيني ان المقدسات والمقدسيين يواجهون زيادة غير مسبوقة من الانتهاكات والاستباحة والاعتداءات من قبل احتلال غير مسبوق في الممارسات الممنهجة والمتنوعة، فيما تعيش المدينة حالة اشتباك مستمر مع الاحتلال في كل قطاعات الحياة.
وإضاف ان هذه الفترة تشهد مزيدا من المس بالمشاعر الدينية لدى المقدسيين، مسلمين ومسيحيين في أماكن العبادة والمقدسات، بحسب ما اكد الحسيني في برنامج "عين على القدس" الذي بثه التلفزيون الأردني مساء أمس، و"صار التعامل مع الناس بطريقة لا تطاق وغير مقبولة أبدا".
وأشار الى أن استباحة المقدسات الاسلامية والمسيحية صارت ثقافة احتلال، وكل التصريحات التي تشير الى حقيقة الديمقراطية المزعومة في اسرائيل "انتهت وانكشفت حتى من قبل أصدقائها الذي كانوا يدافعون عنها، لأنهم لا يعترفون بالآخر ولا يحترمونه لأنه في نظرهم غريب ويجب التعامل معه بطريقة مختلفة"، ولكن أهل القدس المرابطين أثبتوا أنهم الرقم الصعب، واسرائيل غير قادرة على تطويعهم، وخاصة الجيل المقدسي الشاب المحب لمدينته وأرضها ومقدساتها.
واعتبر الحسيني، الاردن وفلسطين مرادفين، "وعندما نقول الأردن نقول فلسطين، وعندما نقول فلسطين نقول الأردن لأننا واحد ونكمل بعضنا"، مشيرا الى ان الأردن لم يقصر يوما بواجباته والتزاماته وهو دائما في الساحة في مواجهة الاحتلال الذي يريد أن ينتزع كل شيء، لكن سياساته الاحتلالية انكشفت وخاب ظنه في تطبيق أهدافه الخبيثة، والأقصى سينتصر أكثر من المواجهات السابقة.
من جانبه، قال رئيس الهيئة الادارية لجمعية المقاصد الاسلامية الدكتور عرفات الهدمي، ان العلاقة بين الاردن وفلسطين عامة والقدس خاصة تعود الى عام 1924، عندما بايع الفلسطينيون والمقدسيون الشريف الحسين بن علي، ثم توطدت هذه العلاقة في كل المجالات رغم الانتداب البريطاني، وبعد إعلان الدولة الدولة الاسرائيلية كان الجيش الاردني على رأس الجيوش العربية، فحرر القدس من عصابات الهاجاناه وطردهم منها وحافظ على الضفة الغربية.
وحافظ الملوك الراحلون عبد الله الأول وطلال والحسين، يرحمهم الله، على ما تبقى من فلسطين رغم الخطط والدسائس الاسرائيلية التي كانت تعمل على الفرقة وخلق المشاكل، ولكن الأردن صمد أمام أساليب اسرائيل ونواياها السيئة، واتبع الاردن استراتيجية في ادارة القدس والضفة جعلت الناس يشعرون بالأمن والطمأنينة، وما يزال الأردن يقوم بواجبه تجاه المقدسات الاسلامية والمسيحية والوصاية الهاشمية تأكيدا على الدور الأردني في حماية المقدسات.
وقال اللواء المتقاعد مصطفى علي بني مصطفى، انه بعد نهاية الحرب العربية مع اسرائيل، كان طول خط الهدنة 650 كيلومترا، ودافع الجيش الأردني عن هذه الحدود رغم الامكانيات المحدودة، وتمركز بستة ألوية في كافة أنحاء الضفة الغربية خاصة في نابلس والخليل والقدس والخان الأحمر.
وأشار اللواء بني مصطفى الى أنه كان هناك اعتداءات اسرائيلية مستمرة، خاصة بعد عام 1956، وجرت معارك مع اسرائيل كان أكبرها في صوينية وحوسان التي جرح فيها قائد اللواء واستشهد عدد من الضباط والجنود الأردنيين، وكان آخرها معركة قرية السموع، مشيرا الى أن الهدنة التي وقعت مع أربع دول عربية لم تكن معاهدة سلام، وكان اليهود يخرقونها باستمرار، وكانوا يغيرون على القرى الحدودية، وكانت ردود الفعل الأردنية مهاجمة بعض المستعمرات ، حيث جرت اشتباكات على فترات بين الجانبين.
وقال مدير الأوقاف الاسلامية في القدس الشيخ محمد عزام الخطيب، أن الاردن ما يزال يحتفظ بأملاك كثيرة في القدس كمبنى البريد وفندق الأقواس السبعة ومخفر الشرطة ودائرة البيطرة والزراعة ومبنى محافظة القدس ومبنى المحاكم ومدرسة عبد الله بن الحسين ومبنى مستشفى كانت تشيده الحكومة الأردنية ولم يكتمل، وغيرها من المباني التي تستغلها الآن حكومة الاحتلال واستولى المستوطنون على بعض أجزائها.
فيما قال عضو مجلس الأوقاف فؤاد الدقاق، ان الحكومة الأردنية حافظت على أملاك الغائبين ولم تتصرف بأي عقار، ومنعت أي انسان من الاعتداء عليها، وقامت بالعمل السليم قانونيا، وكانت مؤتمنة على التسجيلات الرسمية الموثقة في الطابو، ولكن اسرائيل عند احتلالها للقدس غيرت في التسجيلات الرسمية ولم تحترم هذه الوثائق وطبقت قانونها عند احتلال المدينة.
(بترا)