المؤسسة الاقتصادية الاطول عمراً في العالم العربي
![المؤسسة الاقتصادية الاطول عمراً في العالم العربي المؤسسة الاقتصادية الاطول عمراً في العالم العربي](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/45231.jpg)
قصة نجاح تلك التي كتبتها قضبان السكك الحديدية التي حملت قطار الملك المؤسس عبدالله الاول عندما جاء ليبني وطناً كان الاردنيون ينتظرون بناؤه، قصة اردنية عربية كانت الثورة العربية الكبرى، ترسم تفاصيلها، قصة سعودية اعتبرت من قصص النجاح الاولى في المنطقة، وقصة سوريه امتدت عبر مئة عام منذ ان انشأت سكة حديد الحجاز زمن ولاية السلطان العثماني عبد الحميد الثاني لغرض خدمة حجاج بيت الله الحرام انطلاقاً من مركزها في دمشق، مرورا في عمان وحتى الحجاز.
الخط الحديدي الحجازي يعتبر المؤسسة الاقتصادية الاولى في العالم العربي من حيث طول عمرها، وقد ولدت فكرة إنشائه عام 1864 م إلا انه ونتيجة الصعوبات المالية بقى المشروع حبرا على ورق حتى عام 1900م حين أعاد إحياء الفكرة عزت باشا العابد عربي الاصل سوري الجنسية الذي كان يشغل منصب الأمين الثاني للسلطان العثماني عبد الحميد والذي تولى عملية جمع التبرعات لانجاز المشروع الذي بلغت تكاليفه آنذاك 4 ملايين و283 ألف ليرة عثمانية ِويعد ِِِمعلما هاما من معالم مدينة دمشق أنشأه السلطان العثماني ودمره البريطانيون وأعاد الهاشميون والدمشقيون الألق إليه، وهي المؤسسة الاولى على صعيد الاستثمار في مجال النقل، كما انها أصبحت شرياناً رئيسياً واستراتيجياً لكافة الدول وأصبح لها الأولوية والأهمية البالغة للنقل.
اتخذت مؤسسة الخط الحديدي الحجازي اجراءات متوازنة لاعادة تأهيل الخط من خلال مشروع بث الروح في القطار واعادة الاعتبار له بحيث شكلت الحملات التي اطلقتها المؤسسات التي تشرف على الخط كل في بلدها نقطة تحول في جدية الاستخدام الاقتصادي الامثل للقطار بحيث يعود بالنفع المادي والمعنوي على ذلك البلد.
اقتصادياً عمل الخط على تنشيط الزراعة ونقل الحبوب والماء وكانت عمان ودمشق طريقاً للتجارة القادمة من القوقاز وفارس واليمن الأسود وفلسطين ولبنان وتركستان، وصولا الى الحجاز كما كانت طريقاً للهجرات مما أثر على حركة العمال والعمالة التي تنقلت بين مختلف دول المنطقة من اجل كسب العيش وطلب الرزق فعلى سبيل المثال ارتفع عدد سكان معان بسبب إقامة محطة إصلاح للقطارات.
العامل الاقتصادي هذا فتح باب الرزق فأثر في علاقات السكان مع الخط وهاجر الناس على طريق الخط إذ أصبحت عملية الاختلاط بين الناس سهلة بحيث شكلت نقطة تواصل في مختلف انحاء دول الخط.
ويعتبر الخط امتداداً لطرق القوافل وطريق الحج كما كان له قيمة حربية وإستراتيجية واستخدم في نقل الجنود لمواجهة بعض الحركات المحلية كما أنه نافس قناة السويس.
وجود الخط الحديدي الحجازي يعتبر من أهم أعمال القرن العشرين التنمويه على الإطلاق وكان أساس التجارة وأساس الاقتصاد السليم كما أن أهم ما يميز منطقة الخط عن غيرها من الدول، هو استقرارها السياسي والأمني، فضلا عن مركزها المتوسط بين دول المنطقة ومناخها المعتدل، الأمر الذي جعل منها منطقة جذب سياحي واستثماري، حيث ازداد عدد السياح.
ويعمل الخط الحديدي الحجازي على تعزيز الاقتصاد القومي، من خلال المساهمة في نقل الصادرات والواردات في قطاع النقل، لإنعاش الاستثمار الضخم، الذي بدأ مطلع القرن العشرين؛ لخدمة الرقعة الجغرافية المار بها الخط.
الهدف الذي وجد من اجله الخط الحديدي الحجازي تغير بسبب التطورات التي طرأت على قطاع النقل إلا انه أشار إلى إمكانية استثمار هذا الخط في ترويج المنطقة سياحيا على أعلى المستويات، خصوصا وان بعض القاطرات البخارية التي تمتلكها المؤسسة تعد من أقدم القاطرات في العالم وهي "القاطرات البخارية ".
أول رحلة للخط الحديدي الحجازي بين دمشق والمدينة المنورة مروراً بمعان تعود إلى 101 عام مضت حيث أعلن السلطان عبد الحميد الثاني عن البدء بمشروع إنشاء سكة حديد تربط بلاد الشام بالديار المقدسة لنقل الحجيج واعتبر هذا المشروع " وقفاً إسلامياً " ومازال كذلك حتى يومنا هذا.
في سورية ومن محطة الإنطلاق الأولى في وسط دمشق يعمل الخط نحو درعا وبصرى وكذلك ينطلق قطار المصايف التاريخي الشهير في سورية، وحالياً يستخدم الخط الذي يربط بين دمشق وعمان بشكل غير منتظم، وأعيد تأهيل بعض القاطرات التاريخية، حيث تعمل حالياً تسع قاطرات في سورية وسبع في الأردن، ولا تزال العديد من العربات القديمة تستخدم كذلك. وفيما يتعلق بالسعودية يمكن أن يستخدم وصل خط سكة حديد الحجاز بمشروع سكة حديد الخليج الذي بدأ في عام 2005.