التصدي لعصابات القرصنة الأولى في العالم

تم نشره الثلاثاء 08 حزيران / يونيو 2010 11:15 صباحاً
التصدي لعصابات القرصنة الأولى في العالم
عبدالرحيم غنام

مشاهد تنقلها محطات التلفزة العربية والأجنبية من داخل ألأراضي الفلسطينية المحتلة يظهر فيها قطعان المستوطنين الصهاينة اقرب ما يكونوا الى حقيقتهم التي طالما حاولوا إخفاءها و الظهور امام العالم المتحضر بأنهم اناس متحضرون وذلك بهدف التستر على حقيقتهم الفاشية النازية الصهيونية إعتقادا منهم انهم بذلك تمكنوا من خداع العالم ، وأن بإمكانهم الإستمرار في الخداع طالما الإمبريالية الأمريكية تغمض عينيها وأذنيها عن المجازر التي تقوم بها ضد الفلسطينيين والعرب والمسلمين داخل الوطن الفلسطيني في كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام الثمانية وأربعين " والتي مضى على إحتلالها إثنان وستين عاما ، ويوم الخامس من حزيران الجاري دخل الإحتلال للقدس والضفة الغربية وقطاع غزة عامه الثالث والأربعين  الذي هرب الصهاينة منه وانسحبوا من طرف واحد بعد ان إقتنعوا انهم لم ولن يحققوا من هذا الإحتلال سوى خيبة الأمل والمزيد من الخسائر البشرية في صفوف جيشهم وصفوف قطعان المستوطنين الذين  اصبحوا لايعرفون سوى القتل والتدمير باستمرار داخل ما يروق للصهاينة تسميته بالخط الأخضر ، وفي الضفة الغربية المحتلة  والجولان السوري والجنوب اللبناني ،وقطاع غزة المحاصر منذ اكثر من ثلاث سنوات ويتعرض اهله الى الإعتداءات اليومية من قبل العدو الإسرائيلي .
هذا الحصار الإسرائيلي الجائر على غزة دفع الكثير من الشعوب المحبة للسلام والإستقرار ومساعدة الشعوب المضطهدة تقديم الدعم من اجل التخفيف من معاناتها ، وأمام الصلف والتعنت الإسرائيلي الصهيوني في التضيق المتواصل على ابناء غزة ومنع وصول المواد الغذائية والدوائية اليهم تحرك احرار العالم لنجدتهم عن طريق البحر الى ميناء غزة الذي تحاصره إسرائيل وتمنع السفن من الدخول اليه لإيصال المساعدات الإنسانية للغزاويين معتبرة شواطيء غزة منطقة عسكرية مغلقة ، وأمام اصرار المتضامنين مع الغزاويين على تسيير اسطول الحرية "1" بهدف كسر الحصار عن غزة انبرى لهذه السفن التي تنقل المساعدات الغذائية والدوائية قراصنة الإحتلال الإسرائيلي الصهيوني في عرض المياه الدولية ،لتقتل وتجرح العشرات من المتضامنين في اسطول الحرية وليمارس قادة هذا الكيان المغتصب لأراض عربية فلسطينية وسورية ولبنانية .
  إسرائيل التي لاتتورع عن القيام بأي عمل إجرامي مشين بحق الفلسطينيين في فلسطين المحتلة كاملة لاتخجل من نفسه عندما تدعي امام العالم الذي أحبح يعرف حقيقتها جيدا هذه الدولة المغتصبة لفلسطين والتي أقيمت عبى حساب الشعب الفلسطيني عام 1948م تدعي  انها  دولة "ديمقراطية وواحة الحرية الغربية في ليل الشرق الأوسط البهيم"،بالرغم من طبيعتها العدوانية الاغتصابية التي كانت أحد مبررات وجودها,هي التي لم تكتفي بما ترتكبه من مجازر جماعيه يوميا بحق الفلسطينيين  تحولت الى عصابات من القراصنة القتلة وليس كالقراصنة الذين قرأنا عنهم عبر التاريخ ،ولا كالقراصنة الذين يعترضون السفن في عرض البحار كقراصنة الصومال لا يخجلون من التسمية ،فهم قطاع طرق بحرية ،يخطفون السفن ويفاوضون على الفدية التي يريدونها ، تتضخم أو تضمر تبعا لطبيعة الحمولة ،وليس لطبيعة البحارين ،ولكنهم لم يقدموا مرة على القتل،لا بل تعرضوا هم أنفسهم له من قبل الطرادات الحضارية التي نشرها التحالف الدولي للقضاء على القرصنة والإرهاب ،فقتل بعضهم واعتقل آخرون واقتيدوا إلى بلدان لمحاكمتهم.
هذا لايعني ابدا ان القراصنة الصوماليون من حقهم الإعتداء على السفن في عرض البحر بل العكس من ذلك تماما  .ولكن في حال المقارنة بين قرصنة عصابات الصهاينة الحقيقية في البحر الأبيض المتوسط،وفي مياهه الدولية نكتشف حقيقة
"واحة الحرية والديمقراطية "التي زرعها الغرب الأمريكي والأوروبي في منطقتنا  والتي بفعلتها أثبتت أنها حولت المياه الدولية في البحر الأبيض المتوسط الى ساحة واسعة للقرصنة وبأحدث الأساليب،رغم أن قادة الكيان الغاصب يتحدثون من وراء منصات رسمية دون ان نتفرس في وجوههم جيدا لنكتشف أنهم من ذوي العين الواحدة.
وجميل ان يتصدى المجتمع الدولي لهؤلاء القراصنة والأجمل ان يحارب مجلس الأمن والغرب والعالم بمجمله قراصنة الشاطئ الصومالي ،وهو أمر مرحب به ،وسفن الاتحاد الأوروبي العسكرية ترافق السفن التجارية في بحر العرب لحمايتها من القراصنة.
هذا شيء جميل كما اسلفت وهو تصرف مطمئن للتجارة البحرية العالمية .ولكن المجلس نفسه،والغرب نفسه تناسى بالأمس،أكبر عملية قرصنة في التاريخ الحديث ،عندما استولى جيش في المياه الدولية على 6 سفن وقتل وجرح العشرات من ركابها المسالمين واقتادها إلى موانئه وحقق معهم وسجن بعضهم صادر ما يحملونه ون وثائق رسمية ، وبالرغم من الضب الذي إجتاح العا لم ولم يتوقف حتى الأن قامت العصابات الصهيونية بقرصنة جديده في المياه الدولية واختطفوا سفينة التضامن مع قطاع غزة وهي السفينة التي حملت المواد الغذائية والدواء لأبناء قطاع غزة واقتادوها الى ميناء اشدزد في فلسطين المحتلة بعد ان احتجزوا من كانو على متنها .السؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا يصمت المجتمع الدولي على قرصنة العصابات الصهيونية الأكثر خطورتا من غيرها وهم الذين يتحتم عليهم التصدي وبكل الوسائل لمثل الأفعال المدمرة لمباديء مجلس الأمن والفرب والعالم بمجمله .
 على المجتمع الدولي بكافة مؤسساته ان يتصدى لدولة القراصنة الأولى في العالم..




مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات