"تجليات الخوف في الشعر الأموي".. كتاب جديد لعبيدات
المدينة نيوز:- صدر مؤخراً كتاب جديد لمؤلفه الدكتور حسين محمد عبيدات بعنوان "تجليات الخوف في الشعر الأموي"، ويحتوى نصوصا أدبية ونقدية قيمة وكبيرة في مرحلة هامة من مراحل التاريخ العربي.
ويقع الكتاب في 463 صفحة من القطع الكبير، ويغطي مرحلة هامة من مراحل التأريخ العربي الذي شهد قيام أول دولة عربية مركزية ومنظمة (الدولة الأموية)" بحسب الكدتور عبيدات.
وأضاف، يتناول الكتاب ظاهرة الخوف التي تعد من الظواهر المهمة والمقلقة التي تعتري النفس الإنسانية، "ودراسته في أدبنا العربي ستضع أيدينا على الجانب الإنساني للشعر، وتعبيره عن ذات الشاعر، وما ينطوي عليه من هموم وقلق وخوف".
وأوضح ان الكتاب يهدف الى تصحيح رؤية بعض الدارسين وآرائهم حول الأدب العربي وما أثاروه حوله من شكوك، وما يصمون به الشعر القديم بخاصة من أنه كان بعيدا عن الفكر متلهيا بمدح الخلفاء، منشغلا بالتشبيب بالنساء من غير أن يكون له حظ كير في التعامل الفكري أو أن يكون للنفس البشرية قيمة عند الشعراء، موضحا ان الكتاب يلقي الضوء على وجودنا المعاصر بكل ما فيه من قلاقل واضطرابات ومخاوف تمتد في بعض جذورها إلى تلك الحقبة القلقة.
وكشف الكتاب عن مظاهر الخوف وتجلياته في الشعر العربي القديم بالعصر الأموي في مستوياته وأبعاده المختلفة، ورصد أحوال الشاعر الأموي في معاناته وتصويره لنفسه المرعوبة، أو لنماذج من مجتمعه المذعور.
ورأى أن مصادر الخوف أو مثيراته عند الشاعر الأموي تمثلت في أربعة محاور رئيسة، شكلت الفصول الأربعة الأولى من الدراسة، وهي: الخوف من السلطة، الخوف من الزمان (الدهر)، الخوف من المكان، والخوف من الموت.
ولدى معاينة الكتاب مصادر الخوف ومثيراته في نفس الشاعر الأموي، تبين أن المجتمع الأموي كان محاصرا بالعديد من المخاوف، وكان لهذا الخوف الفضل الكبير في تفتيق قرائح الشعراء وصقل مواهبهم، فنظموا عددا من المقطوعات والقصائد التي تعكس انفعال الخوف لديهم.
وكان هذا الشعر للخائفين المذعورين رسولا مسموعا وناجح المسعى أحيانا، للعطف والصفح لدى الملوك والسلاطين، لذا جاء الفصل الخامس للكشف عن تلك الطاقة العالية للشعر ليس كمرآة عاكس لحالة الخوف فقط، وإنما كسبيل من سبل مقاومة الخوف وردعه والتسامي عنه.
ولم يغفل الكتاب الجانب الفني الذي ارتبط بسياق الخوف، فخصص الفصل السادس والأخير لينهض بهذه المهمة ويجليها، لما لها من دور هام في توضيح معالم النصوص، ورسم أبعادها المختلفة من خلال الوقوف على الصور الفنية التي كان لها الدور الكبير في تشخيص مناخات النفس الوجلة، ورصد حركة المشاعر المضطربة والقلقة للخائفين، كذلك توقفت عند أهم الظواهر الأسلوبية التي تعد من أبرز المقومات اللازمة للدخول في صميم العوالم الفكرية و النفسية للشاعر، فكشفت عن مشاعر الخائفين وردود أفعالهم في ظل محنة الخوف.
(بترا)