ستار أكاديمي أم أكاديمية الخراب

تم نشره الثلاثاء 08 حزيران / يونيو 2010 12:25 مساءً
ستار أكاديمي أم أكاديمية الخراب
أحمد عطاالله النعسان

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المروي في الصحيحين: "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم، قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى، قال: فمن؟ ". صدقت يا حبيبي يا رسول الله لقد تبعناهم وبالغنا بإتباعهم، ويا ليتنا تبعناهم في التقدم العلمي أو التقني المفيد، ولكن تبعناهم بكل ما جر وما زال الخراب والدمار للأخلاق والمروءة، قلدناهم باللباس وبالعادات السيئة الدخيلة على ديننا وعاداتنا وتقاليدنا، نحن مع التطور ولكن ليس مع الانسلاخ والتخلي عن كل القيم والأخلاق الحميدة.
غزتنا في السنوات الأخيرة وللأسف الشديد برامج تدمي القلب حسرة وقهرا للحال الذي آلت إليه أمتنا، برامج غربية وغريبة تم تعريبها وتهجينها لتصبح بقالب عربي مع أنها برامج تتناسب مع تقاليد وعادات مجتمعات غربية أوروبية ولا تتناسب أبدا مع مجتمعاتنا العربية الإسلامية، خاصة منها تلك التي لا زالت تحافظ علي ما تبقى من أخلاق وفضيلة ولا زالت تعرف العيب وتتجمل بالحشمة والحياة والخجل بين أفرادها ومجتمعاتها على حد سواء، والملفت للنظر انبهار المشاهدين العرب بهذه البرامج وإقبالهم وحرصهم على مشاهدتها ومتابعتها وانتظارهم لأوقات بثها والحديث عن محتواها ومغزاها وما بها من حرية وجرأة وتحرر من كل القيود الأخلاقية والاجتماعية وتجاوز ذلك كله بإنفاق وتبذير المال الذي سيسأل عنه أمام رب العزة سؤالين من أين اكتسبه وفيما أنفقه على التواصل مع هذه البرامج المدمرة لكل خلق ودين، وحاولت البحث عن سبب هذا الإقبال فلم أجد تفسيرا واحدا مقنعا لهذا الانبهار وهذا الإقبال من المشاهدين العرب على هذه البرامج المستوردة ولا يسعني إلا أن أقول حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
إلى متى سنبقى مكتوفين الأيدي عن هذه السرطانات التي تنشر الرذيلة وتفسد وتفتك بأخلاق شبابنا وشاباتنا وتحاول تقليد الغرب في الانحلال الأخلاقي وتحطيم ما تبقى لأمتنا من قيم وعادات وتقاليد وتعاليم دينية، في وقت يُقتل به أبناؤنا في فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال وغيرها، نحن بأمس الحاجة في هذا الوقت لبرامج توعوية نوعية تركز على تربية جيل صالح وناضج قادر على حمل المسؤولية والنهوض بالأمة والأخذ بيدها لتتخلص من مكانها المتذيل للأمم في هذه الأيام، نحن بحاجة إلى شباب واعي ومدرك ومثقف يميز بين الغض والسمين، ينفتح على الآخر بحدود ويستفيد من تجارب الآخرين ويفيد ويثري بها أمته ويكون عنصر بناء في مسيرة وطنه وأمته، نحن بحاجة إلى شباب لهم أيدي تبني لا معاول تهدم في أساسات القلعة الأخلاقية التي أُخترقت من جميع الجهات واستبيحت للأعداء بمساهمة أبنائها.
أكثر ما أوجع قلبي وأثر بليغ الأثر في نفسي أنني سمعت بخبر تأهل شاب أردني أسأل الله له الهداية وأن يكون له من اسمه نصيب فهو محمد نسأل الله أن يرجع حامدا لله ورمضان شهر التوبة والهداية فأسأل الله له توبة خالصة ولجميع المسلمين، وبخصوص سبب وجعي وألمي فهو تلفزيوننا الأردني الموقر الذي قرأت وعلمت من خلاله أنه ترشح شاب أردني لهذه المهزلة الأخلاقية، ففي شريط الأخبار تم نشر خبر يدعو للتصويت له وقام بنشر أرقام الهواتف وأكد على رقم سفيرنا في هذه الخرابة اللعينة، وبهذه الخطوة غير المحسوبة يشرع تلفزيوننا الحبيب هذه البرامج ويدعو المواطنين ويذكرهم ويحضهم على التصويت ليكون الرابح الأول من بعد أعداء الأمة والدين أصحاب هذه المحطات الفاجرة وشركات الاتصالات التي لا تهتم إلا بجني الأرباح بغض النظر عن الطريقة أو الأسلوب أو حتى النتائج الكارثية.
وللمصادفة أنه في نفس اليوم أو باليوم الذي يليه قرأت خبرا عن طبيب أسنان أردني يفوز بجائزة على مستوى عالي، فبمثل هؤلاء الشباب يحق لنا أن نفخر ونباهي ونبث لهم البرامج ونخصص لهم الأوقات ليكونوا القدوة الحسنة والمضاد القوي الفعال للأجيال القادمة من فيروسات الشر والخبث التي تغزوها. حمى الله وطننا ووفق شبابنا لكل ما فيه خير للبلاد والعباد، نحن لسنا بجلادين ولكن الأمانة والمسؤولية والغيرة على هذا البلد وعلى هذه الأمة وعلى أجيالنا وأبنائنا تحتم علينا التنبيه والتحذير من هذه المؤامرات التي تحاك من أعدائنا ليل نهار، هدى الله أصحاب هذه القنوات الفاسدة المفسدة وأعادهم إلى طريق الرشد، وهدى الله أصحاب شركات الاتصالات التي ما كانت لتستمر لولا دعم أبناء هذه الأمة ومتابعة هذه البرامج الخبيثة التي تدمر الشباب .والأهم أيها الشعب الطيب اتقي الله في مالك وأهلك ووقتك فوالذي نفس محمد بيده لتسألن عن كل ذلك.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات