رابطة الكتاب تحتفي بإشهار "كلام طري" لرشاد ابو داوود
المدينة نيوز - : احتفى بيت الشعر العربي في رابطة الكتاب الاردنيين بإشهار مجموعة من قصائد النثر "كلام طري" للكاتب الزميل الصحافي رشاد ابو داوود مساء امس السبت في مقر الرابطة بعمان.
وقال التشكيلي والشاعر محمد العامري في الاحتفائية التي ادارها الشاعر الدكتور هشام القواسمة، في قراءة بعنوان "محاولات للقبض على المسافة بين رائحة الحبر والحزم الضوئية" "في لحظة اشتباك العالم الانساني مع الشاشات الالكترونية واقتراف الكتابة المباشرة على الشاشة كانت المحبرة تنأى شيئا فشيئا ، تنأى الراحة وكذلك الورق ولعاب القلم".
واشار العامري الى الكتابات البوحية للشاعر ابو داوود التي بدأت على صفحات الشبكة العنكبوتية "حيث تتدحرج العبارة في الحزم الضوئية لتصل الى الاقاصي"، مستحضرا عبارة يقول فيها الشاعر "الخامسة فجرا وخمسون تنهيدة ، الشباك يستيقظ ، يحط على الفجر الحمام" .
ويتابع "ففي تحليل بسيط واولي لتلك العبارة الشعرية نستطيع ان نحس المكان الذي كتبت فيه، فهو مكان يكسوه الليل، وحدة من نوع اخر الى جانب عناصر متعددة تتجلى في تلك العبارة اهمها: سكون الليل /العزلة/ الحرية/ الزمن الطويل في الانتظار حتى يحط الحمام على النافذة/ بزوغ الفجر على الشاعر/ اختلاط العزلة بين الزمان والمكان في آن/ انسنة الشباك/، فهي بالضرورة لحظة الكتابة الشعرية بفأس الشقاء".
وقال الناقد الدكتور عماد الضمور في قراءة نقدية للمجموعة "ان الملفت للنظر في نصوص رشاد ابو داوود انها لم تعنون وكأن الكلام الطري الذي جعله الكاتب اسما للديوان قد احتواها جميعها في طراوته وجعلها دائمة التدفق لا تنقطع بنوانات جزئية ولا بنسق تأويلي واحد، انما تقع في دائرة الكلام الذي يبرق مرة واحدة ولا تنطفئ جذوة تأثيره في الاخرين"، مشيرا الى انه كلام يسعى لخلق حالة اخرى موازية لحالة الابداع.
واوضح الناقد الضمور ان الكاتب يوفر لنصوصه تكثيفا لفظيا ودلاليا قوامه حركية الفعل والمتضادات وتكرار الجمل ليمنح متلقيه اعلى درجة ممكنة من التصعيد العاطفي والتحفيز الذهني لمتابعة التلقي.
وتكشف النصوص عن تصورات ذاتية لحالة ذهنية تبرر فوضى الواقع المعبر عن التشظي، بحسب الناقد الضمور الذي استدرك بقوله "لكنها فوضى ابداعية محببة لا تلبث ان تنتظم في معطى ابداعي يقدم المعنى قربانا للذات ويصيغ الحب برؤى الحالم الباحث عن الحياة في عالم الموت والضياع".
وبين ان النصوص حققت ثراءً وجدانيا واضحا وبوحا شفيفا لامتلاكها قدرات تعبيرية ثرة تعود لما تكتنزه من رمزية مقبولة تحتضنها البنية المختزلة لها، ولخروجها خروجا خلاقا لا تخريبيا على النمطية السائدة من الاشكال التعبيرية الشعرية المقيدة بالوزن والقافية .
وقال ابو داوود " لهذا الكلام الطري قصة ، فهو لم يكتب لينشر، بل كان بوح نبض ، حالات حب وغضب وعتاب وفرح ووجد ، كلام حقيقي صادق بريء عفوي بعيدا عن الوزن والقافية وبحور الشعر ومقتضيات النثر".
واشار الى ان العمل الصحفي الذي امضى فيه جل عمره ولا يزال منحه الكثير لكنه حرمه من نفسه فكان "للفيسبوك" فضل على النشر الفوري لما يشعر به بلا قيود او ترتيب.
وفي ختام الاحتفائية التي حضرها عدد من الشعراء والصحافيين والمهتمين وشارك في تقديم مقطوعات موسيقية مصاحبة لها ناصر القواسمي على العود، ورؤى المصري على الاورغ، كرمت الرابطة الزميل ابو داوود بدرع بيت الشعر وشهادات التقدير للشاعر العامري والناقد الدكتور الضمور. (بترا)