هل يمكن للفيسبوك أن تتفوق على جوجل؟ 4 طرق قد تؤدي لذلك

المدينة نيوز:- لم تعد الفيسبوك في السنوات الأخيرة مجرد شبكة تواصل اجتماعي بل أصبحت غولا مخيفا وإمبراطورية ضخمة تضم مليارات المستخدمين بها، في أحدث تصريحات مارك زوكربرغ خلال هذا العام أعلن أن تطبيقي: ماسنجر وواتس آب قد كسرا حاجز المليار مستخدم، لينضما إلى القائمة خلف فيسبوك الذي يضم مليارا ونصف المليار مستخدم، العائدات والأرباح أيضاً وصلت إلى مستويات قياسية استطاعت بها التفوق على شركات عديدة نشأت قبل الفيسبوك بسنوات عديدة .

يتوقع الخبراء أن الفيسبوك ستبحث عن الهيمنة أكثر للحفاظ على المستوى الذي وصلت إليه، ولكنها لن تكون لها الحرية الكاملة، حيث ستصطدم بعملاق أكبر منها وهو جوجل التي أصبحت مؤخراً الشركة الأعلى قيمة في العالم، ورغم ذلك فبعض الخبراء اعتبروا أن صعود الفيسبوك الكبير لن يتوقف، وربما قد يتفوق على جوجل نفسها في يوم من الأيام.

الفيسبوك رغم أنها شبكة اجتماعية في الأساس، إلا أنها لا تريد أن ينحصر دورها فقط في هذا الطريق، في تصريح لكريس كوك مدير المنتجات في فيسبوك وفقا لبلومبرج، قال: إن الفيسبوك عبارة عن وسيط متكامل، يجمع بين منصة محتوى وملتقى تفاعلي، وشبكة تواصل كبرى بين الأشخاص، لذلك ومن هذا المنطلق تنظر فيسبوك لنفسها نظرة مستقبلية تجعلها تطمح للوصول لما هو أبعد من هذا، وذلك عن طريق الاستثمار في ابتكارات أو مشروعات أخرى خارج نطاق الشبكات الاجتماعية.

في اللقاء الأخير للمدير التنفيذي مارك زوكربرغ وشيرل ساندبرج كبيرة مسؤولي التشغيل في فيسبوك خلال الشهر الماضي للإجابة عن التقرير النهائي لعام 2015، كانت هناك تلميحات حول قيام الشركة بالتوسع في أنشطة خارجية، وأيضاً خارج نطاق الولايات المتحدة، ورغبة فيسبوك القوية في الدخول إلى هذه المجالات ربما قد يجعلها تتفوق على شركة جوجل، ومن هذه المشروعات:

1- بث الفيديو

منذ عام 2015 ومارك زوكربرغ يضع يوتيوب هدفا أساسيا أمامه، لأنه الموقع الأعلى مشاهدة للفيديوهات في العالم وثالث أكبر موقع عالمي بعد الفيسبوك، وتسعى جوجل التي تمتلك الموقع منذ عام 2005 إلى تحسين وتطوير موقعها من أجل المنافسة مع الشبكات الاجتماعية، إلا أن فيسبوك أيضاً تمتلك خطة مماثلة وهي منافسة يوتيوب على سبق مشاهدات الفيديو.

بدأت فيسبوك رفع نسبة reach (وصول المنشور إلى الآخرين) للفيديو لأكثر من 8%، كما تخطط للسماح للمستخدمين بوضع فيديو قصير بدلاً من الصورة في profile picture، كما سمحت للمعلنين باستخدام الفيديو في الإعلانات، بالإضافة إلى تحسينات تتعلق بمشغل الفيديو. 

هناك بعض الانتقادات عن استخدام فيسبوك لأساليب مثل: تشغيل الفيديو تلقائياً بشكل افتراضي عند المستخدمين، وكذلك احتساب مشاهدات فيديو يوتيوب ضمن أرقامها، وبالرغم من هذه الانتقادات إلا أن الفيسبوك تعمل بجدية في مجال بث الفيديو عبر الإنترنت والذي أصبح المنافس التالي ليوتيوب في أحدث إحصاءات 2015.

2- مشروع M

تحدثنا في مقال سابق عن مشروع M الذي تعمل عليه الفيسبوك والتي تعتمد فيه على تقنية الذكاء الاصطناعي، والذي سيكون أكثر تعقيداً من المساعد سيري أو كورتانا ويوجد أيضاً لدى جوجل مشروع (Google now).

من الأخبار المدهشة أن المساعد M سيتم طرحه قريباً على شكل تطبيق، ويرجح بعض الخبراء أن فيسبوك قد تعلن بشكل تفصيلي عنه خلال الصيف القادم، يتميز المساعد إم بكونه الأكثر ذكاء عن العديد من التقنيات الأخرى، حيث يقوم بطرح العديد من الردود المنطقية، فقد عملت عليه فيسبوك منذ فترة طويلة وقامت باستخدامه في تقنيات التعرف على الوجوه، ويتوقع أن يتم استخدامه في المستقبل في تقنيات تابعة للفيسبوك أو إنشاء تطبيقات خاصة بها.

مما لا شك فيه أن الذكاء الاصطناعي يعد من التقنيات المستقبلية ولذلك تسعى العديد من الشركات خلفه، ومؤشرات تفوق المساعد M على المنتجات المماثلة قد يصنع نقطة تفوق بالنسبة للفيسبوك.

3- المحتوى الرقمي

نظرة الفيسبوك للخروج من النطاق الضيق لمفهوم الشبكات الاجتماعية جعلها تشجع مستخدميها على إضاعة أنواع مختلفة من المحتوى بخلاف المحتوى النصي ومن أبرزها محتوى الفيديو كما شرحنا في نقطة سابقة، تتميز جوجل بأنها تمتلك مواقع محتوى قوية مثل: بلوجر ويوتيوب وموقع للصور والتي تحظى بشعبية عالية وتتصدر قائمة المواقع الكبرى عالمياً، لكن يعيبها نقص الترابط فيما بين هذه الخدمات.

ورغم أن جوجل عملت بالفعل على ربط هذه الخدمات بخدمة جوجل بلس واستخدام حساب واحد، إلا أن الفيسبوك تتفوق عليها في وجود كل محتوياتها تحت سقف واحد ومن خلال نطاق واحد، معركة سباق المحتوى الرقمي قد تتفوق فيه جوجل إلا أن فيسبوك قد تستطيع التفوق فيه على جوجل يوماً ما.

4- الاتصال بالإنترنت

ما لا يعلمه البعض أن فيسبوك عملت فعلياً على مشروع لتزويد المستخدمين بالإنترنت (لم تفصح عن اسمه)، وبدأت تختبر هذا النظام في الولايات المتحدة وكندا وتستخدم تقنيات مثل الطائرات من دون طيار، وربما قد يتم تسميته Facebook air.

على نطاق آخر بدأت بالفعل جوجل على مشروع مماثل منذ عام 2012 وهو مشروع جوجل فايبر، وبدأت بتركيب الخدمة في أكثر من 20 منطقة في الولايات المتحدة.

ربما قد تتفوق فيسبوك في مسألة نقل الإنترنت عبر الطائرات من دون طيار، والتي أشاد بها العديد من الخبراء خاصة أنها تتميز بقلة التكلفة واتساع مداها، ومن المرجح أيضاً إذا أرادت فيسبوك منافسة جوجل والتفوق عليها أن تستخدم الطائرات والفايبر معاً.