رابطة الكتاب تحتفي بـ"ابابيل الغياب" للشاعر انور الاسمر
المدينة نيوز:- احتفت رابطة الكتاب الاردنيين بإشهار المجموعة الشعرية من قصائد النثر للشاعر انور الاسمر مساء امس السبت في مقر الرابطة بعمان. وقال الشاعر الدكتور هشام القواسمة في تقديمه للامسية الاحتفائية ان "ما يؤمن به الشاعر هو الذي ينتصر في شعره، وبما انه يضع الحب في المقام الاعلى في مسلة ايمانه فإنه حتما سينتصر له، فكيف يكون الشاعر شاعرا بلا حب، والحب الذي اقصده مفهوم سام وكبير يبدأ بالوطن ولا ينتهي الى المرأة او الحقيقة او الجمال او الالم".
واضاف ان "الشاعر ينتصر لاي الم انساني، ويهزه غياب الحبيبة مثلما يهزه صمود المدافعين عن اوطانهم".
وقال "شاعرنا الذي تخطى حدود الحروف ورسم بها آفاقا حلقت في المدى البعيد ورست بنا على شواطئ الابداع وتألقت حروفه بالاحساس المرهف، والكلمة الحالمة، التي رسمت اجمل الصور لتدخل الى قلوبنا تلامس مشاعرنا بكل بساطة ودون تكلف".
واشار القواسمة الى ان قصيدة "الومضة" هي دفقة وجدانية شاهقة، فكرة متوهجة تكتفي بكلمات قليلة لبناء نص متكامل، مثيرة ومكتنزة، خاطفة مثل البرق يضيء السماء كلها في لحظة، عادا قصائد الاسمر تحمل هذه الاسلوبية .
ولفت الى ان قصيدة "الومضة" تعد من الكتابة الصعبة والسهلة في آن ، اذ هي بعيدة عن الاسراف اللغوي وبريئة من المفردات الكمالية التي توسم الكتابة بالاسهاب والترهل، مشيرا الى ان هذا النوع من الكتابة ظهر في الادب العربي منذ زمن بعيد، مستشهدا بالنفري الذي قال "كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة".
وقال الناقد الدكتور حسين العمري، في قراءته للمجموعة الشعرية "خلق الصورة وانسنة الاشياء هي من السمات الاولى التي يتحلى بها الشاعر، فالقبر لم يعد قبرا، بل تحول الى حالة انسانية تخالط انفاس الشاعر فترهقه حينا وتسكبه حينا اخر".
الشاعر الاسمر لم يترك للاشياء حريتها في الحركة، بحسب العمري، الذي يتابع "بل قيدها باسلوب لغوي شعري قابل للتحدي، فالغيم ليس سحابا يعلو ويهبط بل حمله صفات عجز هو الانسان عن تحملها فهو الجبان من وجهة نظره".
وخلص الناقد العمري الى ان الشاعر الاسمر هو الباحث عن الفرح الكامل والسعادة الكاملة والحب الكامل لكنه لم يجد غير بعض هذه الاشياء فقرن الكلام بالهديل والنفس بالغياب والضحكة رافقتها لحظة البكاء، مستدركا انه في نهايات المجموعة تكبر الاشياء وتحاصره حتى لا يستطيع المضي الى نهاياته فيغلق كل حواسه فيما هول يقول: لا اصغي الي اقول لي ولا اصغي الي فانا لست قربي لاسمع ما اقول ولست قربها لتصغي الى ماء اصابعي وتشرب ما اقول.
وكانه يعود الى مقولته في بداية مجموعته، بحسب العمري: "قد يتعرف المرء على دوائه تماما لكنه لايتناوله خشية ان يوجع شخصا آخر.
وكرمت الهيئة الادارية في الامسية الشاعر انور الاسمر والناقد الدكتور حسين العمري.
(بترا)