"الكتاب" تنتدي لرواية "صديقتي اليهودي" للروائي الفحماوي
المدينة نيوز:- انتدت رابطة الكتاب الاردنيين في مقرها مساء امس الاثنين برواية "صديقتي اليهودية" للروائي صبحي الفحماوي.
وقالت استاذة النقد والبلاغة في جامعة الزاوية في ليبيا الدكتورة ماجد صلاح حسن في ورقتها النقدية، إن رواية "صديقتي اليهودية" متنوعة المعارف والاجناس، مصنفة إياها ضمن الروايات السياسية التاريخية الواقعية وأدب الرحلات.
ولفتت الدكتورة حسن الى ان الرواية حملت العديد من اقول المشاهير العالميين التي تؤيد حقوق الشعب الفلسطيني وتتحدث عن مأساتهم ومنهم نلسون مانديلا ومالكوم اكس والبرت اينشتاين.
وبينت ان لغة الرواية السهلة اتخذت شكلين رئيسين هما السرد والحوار، إذ بني السرد على الوصف الدقيق للاماكن والشخوص حتى ليبدو للقارئ انه يرى الاماكن رأي العين، مركزا على المواقع ذات الاهمية التاريخية المرتبطة بأحداث القصة وكان لها أثر فيها بطريق مباشر او غير مباشر.
وقالت ان وصف الأمكنة في الرواية احتل مساحات كبيرة ما ساهم بتهدئة الحركة السردية الصاخبة، والتخفيف من حدة الاحداث القهرية من خلال بث صور تتسم بالرومانسية، مشيرة الى ان الراوي يختار مدنا كان لها اثر بارز في الحضارة الانسانية.
وعرضت الناقدة لأبرز عناصر الراوية ومنها الأزمنة والحوارات والشخوص والانزياح والتناص والمقارنة.
وقال الشاعر والناقد نضال قاسم في ورقته له حملت عنوان "الرؤيا والتكتيك" ان مختلف عناصر البناء الروائي تتوافر في رواية "صديقتي اليهودية"، حيث نجد انفسنا امام شخصيات متكاملة الملامح ابطالا رئيسيين، وآخرين مساعدين، وأحداثا متصاعدة، وامكنة محددة المعالم ومتنوعة التضاريس الجغرافية، ورصدا اجتماعيا مركزا لمفردات البيئة، وتحيط بكل ذلك رسالة فكرية اراد الفحماوي ايصالها الى المتلقي.
واشار الناقد قاسم الى ان المكان الحقيقي في رواية "صديقتي اليهودية" ليس مسقط الرأس فحسب، بل هو ذلك المكان الذي يتشكل من الاشياء واللحظات الخاصة والحميمية، انه المكان الذي يبادلك المشاعر الذي يشبه روحك الثائرة والقلقة والطموحة اما دون ذلك فهو اطلال بلا روح.
ولفت الى ان المكان في الرواية لا يحمل وجودا محايدا ويعكس وجودا موضوعيا مفعما بالدلالة من خلال الافعال وتشابك العلاقات، مبينا ان المكان يتجرد من موضوعيته واستقلاله عن النص وذلك بتخلي لغة السرد عن العموميات والاسماء العامة وكل ما من شأنه ان يشير الى موجودات كبيرة او امكنة محددة موجودة خارج النص، فالزمان يتخلى عن هذه الصفات عن طريق التحامه بالمكان والأشياء واختزاله الى مجرد صفة من صفاتها او حالة من حالاتها.
ويبرز في الرواية، بحسب قاسم، خليط من الامكنة والازمنة والمدن والتجارب الشخصية المليئة بالخيبات والمسرات التي منحت الرواية طعما خاصا، مشيرا الى ان الرواية نافذة تطل على مشهد واسع يكاد يكون بانوراما لكل زوايا الحياة وابعادها ومشكلاتها.
ولفت الى ان فحماوي في روايته لجأ الى اسلوب القص ذي الحبكة الدرامية النمطية ووفق في تقطيع زمني متصاعد للتعبير عن شفافية الزمن ودوره في فعل السرد، مستفيدا من مونتاج ادبي لحكاياته عبر توظيف اكبر طاقة ممكنة من الوصف والتعبيرية عن الاماكن والاشخاص والازمنة.
من جهته قال الروائي فحماوي في شهادة له عن الرواية "قالوا لي لماذا "صديقتك اليهودية"، قلت لأننا رغم كل الدمار الذي يعيشه الشعب الفلسطيني بفعل جرائم الاحتلال الاسرائيلي والمآسي التي تتعرض لها جميع الشعوب العربية بلا استثناء، هي بسبب هذا الاحتلال، لكننا لا نكره اليهود، وإنما نكره المحتلين القتلة المدمرين لكل شيء امامهم، من اي جهة جاءوا.
وفي ختام الندوة التي دار فيها حوار ونقاش مع الحضور النخبوي، احتفل بتوقيع الرواية مثلما كرمت الهيئة الادارية للرابطة الناقدين والروائي الفحماوي.
(بترا)