كرامة الأردني...!
![كرامة الأردني...! كرامة الأردني...!](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/45885.jpg)
لم يعُرف عن الأردني منذ القدم إعتزازه بشيء بقدر اعتزازه بكرامته, ليس هذا فحسب, وإنما قدمهما على المال والولد لأنه يعلم بحكم فطرته العربية الأصيلة وبمبادئه الإسلامية التي رفعت من شأن الإنسان ومن كرّمته, بأن المال والولد يمكن تعويضهما, أما الكرامة إذا فقدت من الصعب تعويضها, على هذا تربينا وعلى هذا جُبلنا. يقول عز من قائل: " ولقد كرّمنا بني أدم", صدق الله العظيم, وقال جلالة المغفور له بإذن الله الحسين " الإنسان أغلى ما نملك", ويقول جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله " إن كرامة الأردني فوق كل اعتبار". فأين نحن من هذا كله؟
بعد كل ما تقدم, ينبغي علينا أن نحافظ على كرامة بعضنا البعض في هذا البلد قبل أن نصب جام غضبنا على الغير حين يتطاولوا على كرامة مواطن أردني هنا وهناك. إن ظاهرة تكرار حوادث الاعتداء التي تقع بين الحين والأخر على المواطنين من قبل بعض رجال الأمن تمس بكرامتهم وتحط من كبريائهم وانتمائهم وتعطي مبرراً للغير بالتطاول عليه, فالمواطن الذي لا يجد كرامته في وطنه, يصعب عليه أن يجدها في مكان آخر.
لم أستطع أن أتمالك نفسي بعد أن شاهدت لقطات لمواطن بين يدي رجال الأمن وهم ينهالون عليه بالضرب وهو يصرخ " أنا ضابط طيار..أنا ضابط طيار", كيف أستطيع أن أطالب هذا المواطن بأن يكون مواطناً منتمياً وهو يضرب أمام المارة وتداس كرامته وربما أمام زوجته وأطفاله, ليس لكونه ضابط طيار يدافع عن حياض البلد وبذل من عمره سنوات عديدة ليحضى بشرف الانتساب إلى ميدان الرجولة والشرف وان يكون جندياً مدافعا عن سماء البلاد والعباد, وإنما لكونه مواطناً يمتع بكامل الحقوق الدستورية وخصوصاً أنه لم يرتكب جريرة يعاقب عليها بهذا الصورة, أقل ما يقال عنها انه صورة غير حضارية على الإطلاق. ولنفترض أنه ارتكب جريمة أو جنحة مهما كانت, ليس من حق رجال الأمن المساس به بأي شكل من الأشكال, وليس له ما يبرره على الإطلاق.
إن الاعتداءات المتكررة على المواطنين من قبل رجال الأمن لا تقف عند الاعتداء على شخص, وإنما تعتبر اعتداء على شعب بأكمله من حيث أنها تنقل صورة سيئة عن بلدنا للآخرين حتى أننا أصبحنا موضوع للتندر والسخرية من الغير على المواقع الالكترونية وعلاوة على ذلك فهي تشكل اعتداءً صارخاً على الشعار المرفوع على الجباه ومساس بقدسية اللباس العسكري الذي طالما كان رمزا للأمن والآمان.
أمام هذا الواقع, فقد أصبحت العلاقة بين المواطن ورجل الأمن بحاجة إلى إعادة نظر من خلال تكثيف برامج التوعية لرجال الأمن بحقوق المواطنة لكي يبقى رأس الأردني مرفوع وكرامته مصانة دائما وأبدا.