قراءة تحليلية وتاريخية لبواعث الثورة العربية الكبرى للمؤرخ طريف
المدينة نيوز:- وجه المؤرخ والإعلامي الدكتور جورج طريف الدعوة للمؤرخين العرب لإعادة دراسة مبادئ وأهداف الثورة العربية الكبرى واتجاهاتها الفكرية، وتكريس قيمها في ثقافتنا لتبقى نبراسا يضيء الطريق أمام مستقبل امتنا العربية والاسلامية خصوصا في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ العرب.
ويؤكد طريف في قراءة تحليلية وتاريخية لمنطلقات الثورة العربية وبواعثها، ان الثورة العربية الكبرى قامت على مبدأين؛ اولهما "ديني" يستهدف حماية الاسلام وقيمه ومبادئه من الاتحاديين الذين اختطفوا الخلافة العثمانية وعملوا جاهدين على تغيير الدين الإسلامي من خلال ممارساتهم وغاياتهم التي تتحدث عن مرتكزات جديدة للدين الإسلامي كتغيير أركان الإسلام الخمسة، وإنكارهم للتوحيد وما الى ذلك من ممارسات ما حدا بالشريف الحسين الى الوقوف في وجههم ورفض كل اتجاه يحاول أن يجعل من الدين ركيزة أو اساسا للحكم الفاسد ورفض أي محاولة للنيل من الاسلام.
ويشير "نحن نتعرض في هذه الأيام الى تشويه الدين الإسلامي من خلال عصابات إرهابية ترفع شعارات الإسلام والإسلام منها براء".
اما المبدأ الثاني، بحسب طريف، فيتمثل بالاتجاه" القومي العربي" وهو ما توضح في المنشور الاول للثورة الذي صدر في 26 حزيران عام 1916 الذي يعد دستور الثورة القومي للأمة العربية، مشيرا الى ان هذا المنشور بين دور الأمة العربية في التاريخ وطالب العرب بالوقوف في وجه كل من يحاول القضاء على عروبتهم.
ويقول الدكتور طريف لوكالة الانباء الاردنية (بترا)، ان مناوأة الثورة لسياسات التنكيل والاعتقال والتعذيب والقتل والتتريك، وإقصاء اللغة العربية وابعاد الضباط العرب التي نهجتها جماعة الاتحاد والترقي بدعم من يهود الدونما عكست هذا الاتجاه الرئيسي للثورة.
ويلفت الى ان اهداف الثورة العربية الكبرى ومبادئها كانت سامية وتوفيقية بمعنى انها لا ترى تناقضا بين العروبة والإسلام، لا بل انها في سعيها واتجاهاتها للنهوض بالعرب إنما تسعى لخدمة العرب والمسلمين في آن واحد.
وفي شرحه عن أسباب وأهداف الثورة يشير الى انها جسدت طموحات الأمة العربية في الوحدة والحرية واستعادة مكانتها بين الأمم الناهضة في العالم بعد أن فقد العرب استقلالهم منذ عدة قرون، وكان الاتراك العثمانيون آخر الشعوب الذين سيطروا على البلاد العربية.
ويبدو في الظاهر ان رابطة الدين الاسلامي بين الشعبين التركي والعربي كانت قوية، ولكن حقيقة الأمر كانت غير ذلك فقد كانت السيادة للأتراك، ويقول الملك الشهيد عبدالله الأول يرحمه الله في مذكراته في هذا الاطار: "وما العرب الا بالإسلام وكان من الحق عليهم أن يسعوا الى استعادة مجدهم وحقهم وخلافتهم، وان الثورة العربية الاخيرة التي قام بها والدي ومن معه من عظماء الحجاز، وبإفتاء علمائهم وانضمام عظماء الشام والعراق اليهم، كانت ثورة حق للدفاع عن الاسلام، ثم ليتبوأ العرب المقام الذي خصهم الله به حيث قال في كتابه العزيز "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، فعسى الله أن يقيض لهذه الامة من يعرف موضع الداء فيها فيحسمه وكيفية الدواء فيستعمله قبل أن يقال واعرباه".
ولخص الملك عبدالله علاقة الشعبين العربي والتركي بعبارة واحدة تغني عن الشرح الطويل، ففي رأيه ان لسان حال العرب كان يقول "نحن وانتم أهل الاسلام" فيرد لسان حال الترك قائلا "نعم، ولكن نحن السادة وأنتم التبع".
ويؤكد الدكتور طريف ان العلاقة بين العرب والاتراك زادت توترا بعد تولي جمعية الاتحاد والترقي زمام السلطة اثر اعلان الدستور العثماني عام 1908، مشيرا الى ان هذه الجماعة اخذت تحكم البلاد حكما عنصريا واضحا ليس للعرب أي مشاركة فيه على الرغم من محاولاتهم العديدة تطوير هذه العلاقة من خلال انشاء الجمعيات التي كان بعضها علنيا والبعض الاخر سريا لرفع مطالب العرب في تحمل المسؤوليات في الدولة العثمانية وبحيث تتمتع أقطارهم بالإدارة الذاتية.
ويضيف، طالب العرب بالإصلاح الاداري واللامركزية وأن يكون التدريس في بلادهم باللغة العربية بعد ان اخذت الدولة العثمانية منذ بداية القرن العشرين تعمل على تتريك العرب من خلال جعل اللغة التركية اللغة الرسمية التي تتم فيها أعمال الدوائر الحكومية بما في ذلك الادارة والقضاء، "وأكثر من ذلك جعلت التدريس في الولايات العربية باللغة التركية وفي جميع المدارس الابتدائية. ويؤكد الدكتور طريف ان "جماعة الاتحاد والترقي حاربت الدين الاسلامي واللغة العربية بشدة وكانت تنفذ ممارستها بدعم من يهود الدونما".
واستمرت العلاقة بين العرب وجمعية الاتحاد والترقي بين شد وجذب، يتابع طريف، الى أن دخلت الدولة العثمانية الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، إلى جانب دول المحور ( ألمانيا وإيطاليا) ضدّ دول الحلفاء (بريطانيا، وفرنسا، والنمسا).
وحقا لقد كان الاشتراك في الحرب قرارا مصيريا وحاسما إذ ربطت الدولة العثمانية منذ تلك الفترة مصيرها بمصير المانيا والنمسا، وعلى الرغم من نصيحة الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه للزعماء القائمين على الدولة العثمانية بضرورة البقاء على الحياد لأن الدولة العثمانية كانت ضعيفة وسواحلها مكشوفة لأساطيل دول الحلفاء، لكن اولئك الزعماء لم يأخذوا بنصيحة الشريف الحسين ودخلوا الحرب.
ومع كل ما فعله الاتحاديون ومع كل السخط الذي كان في نفوس العرب الناجم عن سياسة جمعية الاتحاد والترقي التي اختطفت الخلافة العثمانية وتحكمت بقرارات الدولة العثمانية المصيرية وجعلت سلطة السلطان اسمية يقول طريف، "رغم كل ذلك كان اتجاه العرب أن يقفوا الى جانب الدولة العثمانية اذ اعتبروا أن من واجبهم تأجيل مطالبهم القومية الى ما بعد انتهاء الحرب".
ويشير الى ان بريطانيا عرضت من خلال رسالتين بعثت بهما الى الشريف الحسين بن علي قبل وبعد دخول الدولة العثمانية الحرب ان يتولى قيادة العرب وان ينضم الى صفوف الحلفاء، لكن الشريف رفض وفضل البقاء على ولائه للدولة العثمانية، غير أن ممارسات الاتحاديين التعسفية والمتواصلة دفعت بالشريف حسين ومعظم أمراء العرب ورؤساء الجمعيات العربية العلنية والسرية الى الوقوف موقف العداء منهم.
ويعدد طريف الممارسات التي كانت دافعا للثورة العربية، مبرزا سياسة البطش والشدة التي اتبعها القائد التركي جمال باشا السفاح ضد العرب، اذ أصدر اوامره باعتقال عدد من الشبان العرب والزعماء الاصلاحيين وإحالتهم للمحاكمة العسكرية بحجج واهية، وتنفيذ الاعدامات في الجملة فيما بعد، ومحاولات والي الحجاز وهيب بك بأمر من جمال باشا الفتك بالشريف وأولاده والقضاء على استقلال الحجاز، غير أن وثائق هذه الخطة كشفها الشريف مبكرا وأبلغ الحكومة العثمانية بذلك دون أن تبدي أي اهتمام.
وسعى الاتحاديون الى اخضاع العناصر العربية المطالبة بالإصلاح واللامركزية والاستقلال وأعملوا فيهم القتل والفتك والتهجير، بالاضافة الى مواصلة سياسة التتريك في الولايات العربية.
ويقول طريف، انه ازاء ممارسات الاتحاديين اجتمع الامير فيصل بن الحسين مع أعضاء جمعيتي الفتاة والعهد السريتين بتكليف من الشريف الحسين، وتعرف على وجهة نظرهم وعلى مطامحها القومية، وفي الوقت نفسه حدثهم عن العرض البريطاني للشريف الحسين في ضوء الاوضاع المأساوية التي يعيشها العرب، وسألهم رأيهم به ورأيهم بشأن استمرار الاتحاديين في سياستهم التعسفية ضد العرب، وكان الجواب ضرورة صياغة مطالب العرب، وقرر أعضاء الجمعيتين وضع ميثاق يتضمن الشروط التي يمكن أن يعقد بموجبها اتفاق بين بريطانيا والعرب، وتم تسليم نص الميثاق الى الامير فيصل كي يسلمه الى ابيه من اجل مفاوضة بريطانيا على أساسه.
ويقول ان ميثاق دمشق الذي صدر سنة 1915 بعنوان (امة واحدة، دولة واحدة، علم واحد) تضمن مطالب القوميين العرب بضرورة اعتراف بريطانيا باستقلال البلاد العربية من مرسين وأضنة شمالا وحتى بحر العرب جنوبا، ومن الخليج العربي شرقا وحتى البحر الاحمر والبحر الابيض المتوسط غربا، باستثناء عدن، وعقد معاهدة دفاعية بين بريطانيا والدولة العربية المستقلة (المشار اليها)، وإلغاء الامتيازات الاجنبية مقابل اعطاء الاولوية لبريطانيا في المشروعات الاقتصادية، كما تضمن اتخاذ قرار للقيام بثورة عامة لايجاد أمة واحدة ودولة واحدة وعلم واحد، تحمي شرف الشرق وتعيد المجد الضائع.
وعاد الأمير فيصل الى مكة في حزيران عام 1915 وهو يحمل ميثاق القوميين العرب في دمشق وحمل معه ايضا أختام زعماء سوريا في كيس، للدلالة على الوفاء بالوعد الذي قطعوه على انفسهم في العمل لاستقلال العرب، وأن زعماء العرب يفوضون الشريف للتحدث بأسمائهم وعقد أي اتفاق يراه مناسبا لمصلحة الامة العربية.
وفي 21 آب 1915 تم تنفيذ حكم الاعدام في بيروت بالقافلة الاولى من شهداء العرب، وسادت بعد ذلك في سوريا موجة إرهاب طاغية من اعتقالات ونفي واعدام وتعذيب، ولم تلبث جماعة أخرى من احرار العرب وزعمائهم ان اعتقلت واقتيدت أمام المحاكم العسكرية في دمشق، وبعث الشريف حسين ابنه فيصل مرة أخرى الى دمشق لإقناع جمال السفاح باتباع سياسة معتدلة مع العرب، وتوسط الأمير فيصل من أجل المعتقلين الا أن وساطته لم تنجح وتم تنفيذ الاعدام بحق قافلة أخرى من الشهداء في دمشق.
وفي ضوء التطورات المتسارعة، يتابع الدكتور طريف، ان الشريف الحسين بن علي قرر البدء باتصالاته مع بريطانيا كي يتعرف على موقفها الحقيقي تجاه العرب خاصة وأنه كان يعتقد أن بريطانيا ستخرج مع الحلفاء منتصرة من الحرب، وان الدولة العثمانية ودول المحور ستنهزم فيها، ولم يكن يريد ان تقع البلاد العربية تحت الاستعمار الأوروبي، فأرسل مذكرته الاولى الى ممثل الحكومة البريطانية في القاهرة هنري مكماهون في تموز من عام 1915 وتتضمن مطالب العرب مشددا فيها على وجوب تحديد منطقة الاستقلال العربي لأنها للشعب العربي كله لا لشخصه.
وجاء ذلك في مذكرة بتاريخ 14 تموز 1915 أرسلها الأمير عبد الله باسم أبيه الشريف حسين إلى مكماهون، وفيها مطالبة باسم الأمة العربية باعتراف بريطانيا باستقلال البلاد العربية المشتملة على سورية الكبرى (وفيها فلسطين ولبنان)، والعراق، جنوبه وشماله، وجميع الجزيرة العربية ما عدا عدن التي كانت آنئذ مستعمرة بريطانية.
وأكدت المذكرة أن العرب فضلوا بريطانيا على غيرها، كما وعدت أن تفضل بريطانيا على غيرها في المصالح الاقتصادية في جميع البلاد العربية، وطالبت بعقد حلف دفاعي – هجومي بين العرب والبريطانيين، وبموافقة بريطانيا على إعلان خلافة عربية.
وفي 24 تشرين الاول 1915 رد مكماهون على مذكرة الحسين بمذكرة تضمنت وعدا له بأن تعترف بريطانيا باستقلال العرب ضمن البلاد التي اقترحها الشريف وتأييده، غير أن المذكرة استثنت من سورية القسم الواقع غربي ولاية الشام، وورد في هذه المذكرة "إن ولايتي مرسين واسكندرونة وأجزاء من بلاد الشام الواقعة في الجهة الغربية لولايات دمشق الشام وحمص وحماة وحلب لا يمكن أن يقال إنها عربية محضة، وعليه يجب أن تستثنى من الحدود المطلوبة، ومع هذا التعديل وبدون تعرض للمعاهدات المتعددة بيننا وبين بعض رؤساء العرب نحن نقبل تلك الحدود".
وفي 5 تشرين الثاني 1915 رد الشريف حسين بقوله "تسهيلاً للوفاق، وخدمة للأمة الإسلامية، وقراراً بما يكلفها /المشاق/، ولما لحكومة بريطانيا العظمى من الصفات والمزايا الممتازة لدينا، نترك الإلحاح في إدخال ولايات مرسين وأضنة في أقسام المملكة العربية، وأما ولايتا حلب وبيروت وسواحلهما فهي ولايات عربية محضة لا فرق بين العربي المسيحي والمسلم فإنهما أبناء جد واحد.
ورد مكماهون في 13 كانون الأول 1915 بقوله "سرني ما رأيت من قبولكم إخراج ولايتي مرسين وأضنة من حدود البلاد العربية، أما بشأن ولايتي حلب وبيروت فحكومة بريطانيا العظمى قد فهمت كل ما ذكرتم بشأنهما ودونت ذلك عندها بعناية تامة. ولكن لما كانت مصالح حليفتها فرنسا داخلة فيهما فالمسألة تحتاج إلى نظر دقيق، وسنخابركم بهذا الشأن مرة أخرى في الوقت المناسب".
وفي الاول من كانون الثاني 1916 كتب الشريف حسين إلى مكماهون يقول: "أما الجهات الشمالية وساحلها فيما كان في الإمكان من تعديل أتينا به في رقيمنا السابق. هذا، وما ذاك إلا للحرص على الأمنيات المرغوب حصولها بمشيئة الله تبارك وتعالى. وهذا الحس والرغبة هما التي الزمتنا بملاحظة اجتذاب ما ربما أنه يمس حلف بريطانيا العظمى لفرنسا واتفاقهما".
وأجاب مكماهون في 10 آذار 1916، "وقد يسرني أن أخبركم بأن حكومة جلالة الملك صادقت على جميع مطالبكم، وأن كل شيء رغبتم الإسراع فيه وفي إرساله فهو مرسل مع رسولكم حامل هذا". وكانت هذه الرسالة، وهي العاشرة، آخر المراسلات.
ويلفت الدكتور طريف الى ان محاولة الشريف الحسين الأخيرة مع الأتراك كانت في آذار من عام 1916 اذ أرسل برقية الى الصدر الاعظم والى وزير الحربية التركي انور باشا قال فيها "ان خروج الدولة العثمانية منصورة من الحرب مرهون بتوقف اشتراك جميع الشعوب العثمانية فيها ولا سيما العرب، وأن ارضاء الشعب العربي يتوقف على وقف الممارسات التي تمارس ضده، وان العلاج يمكن أن يتم بتحقيق مطالب العرب في اعلان العفو عن المتهمين السياسيين وتحقيق اللامركزية في العراق وبلاد الشام والاعتراف باستقلال الحجاز، وتعهد الشريف بأن يحشد القبائل العربية للجهاد وان يتولى قيادتها في ميداني العراق وفلسطين، الا ان هذه المحاولة لم تجد نفعا لدى الاتحاديين، وإنما كانت معبرة عن حيوية ضمير الشريف وعمق شعوره بالتعامل الامين والصادق". ويقول طريف: "لم يستجب الاتحاديون لمطالب الشريف التي هي مطالب العرب بل زادوا على ذلك انهم أنذروه بأن يلتزم حده ويقف عنده، وأقدم هؤلاء الطغاة على إعدام نخبة جديدة من الزعماء السوريين في دمشق وبيروت عام 1916، ولم يكن أمام الشريف الا تلبية واجبه القومي والديني بالدعوة الى حمل السلاح وتحمل المسؤوليات التي القيت عاتقه".
ويتابع، لما طالب العرب بريطانيا بأن تفي بما وعدت وتعترف باستقلالهم راحت بريطانيا تفسر الاتفاق بأنه يستثني فلسطين بحدودها الدولية عند نهاية الحرب العالمية الأولى، ودأبت الحكومة البريطانية بين الحربين العالميتين على القول "إن التحفظ الوارد في رسالة مكماهون إلى الشريف حسين المؤرخة في 24 تشرين الاول 1915 يشمل ولاية بيروت وسنجق القدس المستقل، وبناء عليه تكون فلسطين برمتها غربي الأردن مستثناة من تعهد السير هنري مكماهون".
وينقض طريف هذه الدعوى البريطانية موضحا، انه يتضح من تحليل رسالة مكماهون إلى الحسين أن فلسطين لم تكن موضع بحث أبداً ولم تشملها التحفظات.
ويتابع "ومهما يكن من أمر هذه المراسلات فإن تصرفات بريطانيا خلال الفترة التي اجريت فيها تدل على نوايا بريطانيا المبيتة في التخلي عن عهودها للشريف حسين، وذلك بتوقيعها الاتفاقية السرية مع كل من فرنسا وروسيا (اتفاق سايكس – بيكو) عام 1916، وبعدها إصدار(وعد بلفور) عام 1917 الذي نص على "اقامة دولة يهودية في فلسطين ما يؤكد خططها الاستعمارية الرامية الى سلخ فلسطين عن جسم الأمة العربية والتمهيد لمنحها للحركة الصهيونية لتقيم عليها دولتها".
ويقول المؤرخ طريف، ان الثورة العربية كانت ثورة شعب طالب بالحرية والكرامة ليأخذ مكانه الطبيعي ويؤدي دوره الوطني والقومي بين أمم الأرض، وأنها سميت بالكبرى لأنها الثورة الوحيدة في التاريخ الحديث التي قامت باسم عرب آسيا جميعا، وشارك فيها مجاهدون من الاقطار العربية كافة من الحجاز ونجد واليمن وسوريا والعراق وفلسطين ولبنان والاردن.
(بترا)
