من هي أول "مقصوفة رقبة" في التاريخ؟
المدينة نيوز :- لم يذكر التاريخ في أي حقبة زمنية تم استخدام " قضم الرقبة " كطريقة لعقاب المرأة، ربما لندرة تعرض المرأة بصفة عامة للعقاب جهرا في المجتمع المصري في أغلب حقبه التاريخية، ويبدو أنه مع أول محاولة لهذا الخروج غير المألوف تم قضم الرقبة ليس فقط كعقاب ولكن للردع والتخويف لمن تجروء على المخالفة، فهذا مصيرها وعلى رؤوس الأشهاد. وقد وصل إلى علمنا سيرة أول مقصوفة رقبة من خلال تاريخ الجبرتي وتحديدا بعد خروج الحملة الفرنسية من مصر عام 1801 ، حيث كتب " أنه في يوم الثلاثاء رابع عشرينية طُلبت ابنة الشيخ البكري، حيث حضر معنيون من طرف الوزير إلى بيت أمها وأحضروها ووالدها، فسألوها عما كانت تفعله، فقالت إني تبت من ذلك، فقالوا لوالدها ما تقول أنت؟ فقال: أقول إني بريء منها، فكسروا رقبتها . ولم تكن ابنة الشيخ خليل البكري الوحيدة التي جنت هذه العقوبة وإنما الكثير من النساء الذين قلدوا " نساء الفرنسيس " ومعظمهن من الفاسقات الفاجرات المتهتكات بحسب وصف الجبرتي، ولم يذكر اسما سوي اثنتين " زينب البكرية " وهوي ". ورغم اختلاف قصة السيديتن عن بعضهما ولكن جمعهما عصر واحد وربما تنفيذ العقوبة في يوم واحد. وتعود قصة زينب البكرية سليلة عائلة من أشراف مصر، ينتسبون إلى الخليفة الراشد ابو بكر الصديق، وكان عمها نقيب الأشراف وشيخ السجادة البكرية، وعندما مات كان من المفترض أن يتولي أخوه الشيخ خليل مكانه ولكن رفض كبار المشايخ وذلك لعيب خطير في الشيخ خليل وهو أنه مولع بالغلمان، وتولى بدلا منه الشيخ عمر مكرم الذي فر هاربا بعد مقاومته الشديدة للفرنسيين، ووجدها الشيخ خليل فرصة ذهبية فتقرب إلى الحاكم الغازي نابليون بونابرت وكان نديمه في شرب الكأس وأولع بأحد الغلمان الفرنسيس وأهدى نابليون خادمه المطيع "رستم زاده " الذي أخذه نابليون معه في رحلة سفره سرا إلى فرنسا، كما كان الوحيد الذي ظل معه حتي لفظ نابليون أنفاسه الأخيرة في جزيرة سانت هيلانة. ومن هنا تبدأ قصة الفتاة المصرية التي لم تكمل ستة عشر عاما مع نابليون، يقول بعض المؤرخين إن زينب " فُتنت" بالغازي نديم ابيها والضيف الدائم في منزلهم والذي وضعه عنوة في منصب نقيب الأشراف، وأنها تسللت ليلا بعلم الوالد إلي مخدع نابليون، ويقول آخرون، إنه بعد هروب جوزفين عشيقة نابليون إلى فرنسا كان حزينا مكتئبا فأراد قواده الترفيه عنه فقدموا له " ست " فتيات من أجمل بنات الأعيان في مصر منهم زينب البكرية وهي التي اختارها نابليون لطول قامتها وقلة حجمها مقارنة بالأخريات، ويؤكد الجبرتي أن زينب عاشرت نابليون ولكنه لم يحدد المدة الزمنية بينما يقول بعض المؤروخون إنها كانت عشيقته لليلة واحدة فقط، وأن نابليون كان يكره رائحتها الثقيلة علي أنفه، وعندما هرب سرا، صارت زينب ترافق العديد من قواد الجيش الفرنسي وتشرب معهم الخمر وكما قال الجبرتي صارت تلبس الفستانات وتسير مكشوفة بين الناس، وبمجرد خروج آخر جندي فرنسي فتك بها المصريون في محاكمة علنية وعقاب جماعي . أما "هوي" المرأة المصرية التي كانت زوجة أحد عساكر الإنكشارية العثمانية الذي تركها وهرب إلى الصعيد مع الجنود المهزومة مع مراد بك وإبراهيم بك المملوكين، وتركها مريضة بالحمي، وعندما هجم جنود الفرنسيين علي بيوت المماليك والعثمانين ضربوا المرأة المريضة الوحيدة، وتعاطف معها أحدهم ومنع زملاءه من الفتك بها، وعاد إليها في اليوم التالي يحمل طعاما والكثير من الرفق والأمان، وطوال ثلاث سنوات عاشت "هوي" مع رفيقها الفرنسي الذي رفض أن تصحبه إلى حيث يمضي، وعندما عاد الزوج وعلم ما كان من سيرة زوجته لم يلم نفسه ولم يرحمها وقضى ليلة جنسية في أحضانها، وفي الصباح بينما تغرق في النوم والأمان المخادع هجم عليها وقضم رقبتها.