الغربة والإغتراب !!

تم نشره الإثنين 14 حزيران / يونيو 2010 05:24 صباحاً
الغربة والإغتراب !!
سميرة فاخوري

الغربة كلمه لها معنى بائس حزين وهي شعور بالوحدة والأختناق بالرغم من وجود الهواء حولنا، والقيود بالرغم من الحرية ، وعدم الانتماء يشعر به الغائب عن وطنه ، فالشعور بالغربة مرتبط بالبعد عن الوطن والأهل والأرض، ما اصعب الغربه .. وما اصعب البعد عن هواء الوطن ، لا شيء يعدل حب الوطن .. ومهما غاب الانسان عن وطنه .. ترابه وسمائه.. فروحه تبقى معلقة فيه ولا يعاني الشوق إلا من كابده، ولا يشعربالغربة والحنين إلا من عاشهما لحظة بلحظة ولا يحس بالألم إلا من تذوق مرّ ضرباتهما ولا يشعر بقيمة الأرض والوطن إلا من ذاق طعم الغربة وقسوتها و ينتظر اليوم الذي يعود به لوطنه منبع الذكريات التي لا تجف ولا تنتهي .. الأرض تحتضن جميع أبنائِها بحب وتمنحهم خيراتها الكثيرة ليأكلوا منها ويعيشوا في ربوعها في أمن وسلام .. فمن الواجب الدفاع عنها وحمايتها من الأيادي التي تتطاول لتنال منها وتحرمنا من خيرها .
ظاهرة الهجرة والإغتراب عن الأوطان أزلية صاحبت وجود الإنسان على الأرض .. آدم عليه السلام أول مغترب حيث انتقل من موطنه وهو الجنة إلي وطن جديد وهوالأرض . غربة الوطن وغربة الروح هما وجهان لعملة واحدة .. وهما نوعان " إغتراب داخلي وإغتراب خارجي فهي لا تعني الابتعاد عن الوطن الجغرافي كما يكون المغترب خارج حدود وطنه فقط وأنما عن المكان سواء في اطار جغرافي تحكمه حدود كان بين مكان واخر داخل حدود الوطن أو خارجه و المكان هو من يصنع الحنين والذكريات .
يكون تفكير الشباب بين الحلم والواقع يتأرجح ليصطدم بظروف محيطة بهم تتلاشى بسببها كل تطلعاتهم المستقبلية والطموح كالعلم والدراسة والعمل وغيرها من الأسباب التي تشجعهم وتدفعهم للتفكير بالهجره للبحث على عالم جديد وعلى امل أن يتحقق لهم ذلك .
قد يسافر البعض بحثاً عن تحقيق حلم ما والبعض من شبابنا يرى في الهجرة مهرباً ومتنفساً ومناخاً أرحب لتحقيق ذاته وصعوبة الحصول على وظيفة وتحسين مستوى الدخل, والاحساس بالعجزعن تحقيق الذات كلها أسباب تدفع الألاف من الشباب للبحث عن أمكانية الأغتراب للخارج لتحقيق طموحاتهم . والبعض الاخر يرفض مبدأالسفر للخارج والأغتراب ليفضل البقاء في وطنه رغم المصاعب التي تواجهه في بناء مستقبله الذي يرغب , رافضاً مبدأ الهجرة ومرارة الغربة .. والبعد عن الأهل والأحباء والشوق للوطن ، كلها ضرائب يدفعها المغترب طوعاً أو كرهاً ، وخطورة الاغتراب انه يجعل العودة الى الوطن صعبة بعد ان يكون البعض قد تأقلم على الحياة هناك و سهولة العيش فيها.
لقد أصبحت الغربة في هذا الزمن قضاء وقت بلا طعم ,وسجناً بلا حكم, وفوق هذا وذاك فقد ولى قطار العمر وفات إلي غير رجعة مع غربة لا تعرف للشط طريقا . وإذا كان هذا حال الغربة بكل ما أفرزتها من سلبيات أضرت كثيرابالمغتربين.. لماذا لا نعيد النظر في ( كنز القناعة) لأن القناعة كنزلا يفنى ونرفع هاجس الخوف الذي براودنا من صعوبة العيش ؟ و هل صحيح إن عدنا وعاد بنا الحال سنعاني أكثر مما نعانيه في الغربة ؟ ما يزال متسع من الوقت كي نلحق بقطار العمر .. و يكفي أن نقول ....
اذا كانت الغربة سجنا بلا سجان.. فالعيش في الوطن نزهة و أمان . ؟



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات