دمشق وريفها بين التفاؤل والتخوف بشأن الهدنة

تم نشره الثلاثاء 01st آذار / مارس 2016 12:38 مساءً
دمشق وريفها بين التفاؤل والتخوف بشأن الهدنة
أحد أسواق دمشق القديمة وقد خرج السكان لمزاولة نشاطهم
انقسم السكان في دمشق وريفها بين متفائلين بأن الهدنة السارية في سوريا حاليا بين قوات النظام والمعارضة المسلحة قد تنهي حالة الحرب التي تشهدها البلاد واللجوء للمفاوضات، ومتخوفين من أن تكون هذه الهدنة عبارة عن الهدوء الذي يسبق العاصفة.

المدينة نيوز - :  مع انتهاء اليوم الثاني من بدء سريان الهدنة بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة المسلحة يسود العاصمة دمشق وريفها هدوء حذر، وتنقسم آراء السكان بين متفائل بخطوة قد تعني نهاية للحرب، ومتخوف من هدوء قد يسبق العاصفة.

وفي جولة للجزيرة نت بشوارع دمشق الأحد كان الهدوء سيد الموقف، هدوء تخرقه أصوات مدافع متقطعة من حين لآخر، وازدحام قد ينم عن راحة السكان ورغبتهم بمتابعة حياتهم بعيدا عن قذائف الهاون العشوائية والتفجيرات التي كانت الطابع المميز للأيام السابقة للهدنة.

أما في ريفي دمشق الشرقي والغربي فأجمع عدد من الناشطين والأهالي الذين تحدثت إليهم الجزيرة نت عن انخفاض حدة المعارك بشكل كبير، والتوقف شبه التام للقصف والغارات الجوية إلا في بعض المناطق ومنها خان الشيح وبالا وأطراف حي جوبر، الأمر الذي شجع كثيرا من السكان على الخروج من منازلهم بحثا عن حياة طبيعية افتقدوها خلال السنوات الخمس الفائتة.

فمن غوطة دمشق الشرقية أكد الناشط الإعلامي حسان تقي الدين ارتياح معظم الأهالي بعد يومين من توقف القصف والغارات الجوية، مما تسبب بحركة ملحوظة في شوارع المدن والبلدات المختلفة داخل الغوطة.

ونوه تقي الدين بأن اليوم الأول للهدنة لم يحمل الكثير من التفاؤل لسكان الغوطة، بسبب القصف العنيف الذي شهدته خلال الأيام السابقة لها، إلا أن الالتزام شبه التام من كافة الأطراف بوقف إطلاق النار رسم بعضا من التفاؤل على وجوه المدنيين.

ولا ينفي الناشط الإعلامي تخوف السكان من تأزم الأوضاع مجددا، خاصة أن "النظام السوري يحاول تأجيج الصراع من جديد عن طريق ادعاء قصف مقاتلي المعارضة للعاصمة دمشق ورده بالمثل، الأمر الذي يتطلب مراقبة المجتمع الدولي الذي يقف للأسف على الأغلب بصف النظام".

هدوء

أما في داريا بغوطة دمشق الغربية فأشار الناشط الإعلامي مهند أبو الزين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي إلى هدوء غير مسبوق عم المدينة التي تعرضت خلال السنوات الماضية لحملات عسكرية عنيفة وقصف شبه يومي بالبراميل المتفجرة، وأكد التزام الجيش الحر بالهدنة.

وفي حديث للجزيرة نت وصف أبو الزين وضع المدينة وأهلها "بالتأرجح بين الراحة النفسية والقلق، فالجميع مرتاح دون القصف والمعارك والوداع اليومي لأصدقاء أو أقارب يقضون حتفهم، لكن الشعور بالخوف من الحصار يسيطر على الجميع، فالهدنة تعني وقف المعارك دون فك الحصار، مما يهدد آلاف السكان بالموت جوعا ومرضا".

وفي قلب العاصمة دمشق لم يخف كثير من السكان فرحهم وتفاؤلهم بالهدنة وتفاجؤهم من التزام كافة الأطراف بها نسبيا حتى الآن.

أبو قصي -وهو رجل أربعيني يعيش في حي الميدان وسط العاصمة- وصف للجزيرة نت منتصف ليل الجمعة/السبت بأنه حدث تاريخي انتظره السوريون منذ سنوات، نأمل استمرار وقف إطلاق النار والانطلاق منه لحل أشمل ينهي الحرب تماما.

أما فريدة -وهي طالبة جامعية في العشرين من عمرها- فرأت أنه رغم سقوط بعض القذائف يوم أمس داخل العاصمة وسماع أصوات اشتباكات متقطعة فإن العزم الدولي على إنهاء الحرب في سوريا يبدو واضحا هذه المرة، لم يعد خافيا أن قرارا كهذا لم يعد بيد الشعب السوري أو حتى النظام، وكل ما يرجى هو جدية كافة الأطراف.

ولعامر -الذي يقطن حي المهاجرين بدمشق- رأي آخر، إذ يقول إن ما يحدث ليس سوى مسرحيات هزلية "فعن أي هدنة يتحدثون وآلاف السوريين مغيبون في معتقلات النظام، وآلاف آخرون محاصرون لا يستطيعون الحصول على أدنى مقومات الحياة؟ أي هدنة لا تشمل إنهاء كل مظاهر الحرب لا يعول عليها". الجزيرة



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات