هل ينجح الأروبيون بفك الحصار عن غزة ؟
![هل ينجح الأروبيون بفك الحصار عن غزة ؟ هل ينجح الأروبيون بفك الحصار عن غزة ؟](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/46119.jpg)
تتسارع الأحداث في الشرق الأوسط وتتراكم على نحو لا سابق له. ففي اقل من اسبوعين ، وقعت احداث ما كان لها ان تقع لولا الغرور والصلف الصهيوني الإسرائيلي المرتبط بالدعم والحماية الإمبريالية الأمريكية وحلفائها في العالم الغربي وفي عدد من الأقطار الشرق اوسطية المعروفة بميلها للسياسة الأمريكية والتي غالبا ما تغمض عينيها وتصم أذنيها عن الأفعال اللاإنسانية والمشينة التي ترتكبها بحق الفلسطينيين في عموم فلسطين ولولا التخاذل العربي الذي وصل الى اعلى درجات الذل والخنوع والتشرذم الذي لم يسبق له مثيل في التاريخ العربي المعاصر ، في أواخر الشهر الماضي ارتكبت قوات النخبة الإسرائيلية الصهيونية كما يطلق عليها زعماء الإرهاب الصهاينة في فلسطين المحتلة جريمة القرصنة البحرية في المياه الدولية بالاعتراض الاسرائيلي لـ"اسطول الحرية" الذي سعى الذين يقفون خلفه الى فكّ الحصار الظالم الذي تتعرض له غزة. وأعقبها إعتراض السفينه راشيل التي ابحرت وهي تحمل مواد غذائية ودواء وحليب لأطفال غزة الذين يتعرضون لحصار شامل منذ اربع سنوات مضت مما عرضهم للجوع والمرض والى الموت في كثير من الأحيان وقامت بإختطافها من المياه الدولية وإجبارها على التوجه الى ميناء اشدود في فلسطين المحتلة عام الثمانية واربعين واحتكاز طاقمها ومصادرة محتوياتها ، وهكذا تصرفت مع العالم دون خجل او وجل وكأنها الحاكم بأمر الله في الأرض .
وبعيدا عن الأراضي الفلسطينية المحتلة واصلت امريكا وإسرائيل تحريضها للمجتمع الدولي لتبني الدفعة الرابعة من العقوبات الدولية على ايران التي اقرها مجلس الامن التابع للامم المتحدة. كما شهطت المنطقة بروزا واضحا للدور التركي على الصعيد الاقليمي وهناك في الوقت ذاته بداية تفاهم عالمي لضرورة الحؤول دون حصول ايران على السلاح النووي. وهذا ما يفسر الى حد كبيروهذا ما دفع الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد الى اعلانه عن عدم ارتياح وعن الضيق الذي شعر به الإيرانييون من الموقف الروسي الذي عبر نجاد في تصريحاته ومواقفه الاخيرة.
يتبين يوميا، مع تراكم الأحداث ان الوضع في الشرق الأوسط كله ليس طبيعيا. لكن الصعود التركي في مواجهة السياسية الهجومية لايران يعكس الى حد كبير نشوء توازنات جديدة في المنطقة في ظل الغياب العراقي.
فالغياب العراقي المتمثل في مرور ثلاثة اشهر عبى ظهور نتائج الإنتخابات التشريعية العراقية والبلد لا يزال من دون حكومة، وبعد الإجتماع الأول والثاني لمجلس النواب العراقي دون التوصب لتسمية الرؤساء الثلاثة "رئيس الوزراء وهو الحائز على اعلى الأصوات التي تؤهله تشكيل حكومة العراق وانتخاب رئيس لمجلس النواب وتسمية رئيس للجمهورية ليتمكن العراق من العودة الى مكانته في دول المنطقة ويتوقع نثير من المحللين الساسيين والخبراء بأوضاع العراق والمنطقة ان عودة العراق الى موقعه قد يحتاج الى بضعة اشهر اخرى ، وخاصة ان توافق العراقيين على إنهاء حالة الصراع القائم بينهم على تسمية الرؤساء الثلاثة ليست قريبه ، ويشير بعضهم انه وفي حال توصلهم الى تسمية رئيس للحكومة اليوم او غدا او بعد غد، لن يكون ذلك في معزل عن ايران التي وضعت فيتو على الدكتور اياد علاّوي الذي كان على راس "القائمة العراقية" التي فازت باكبر عدد من المقاعد في انتخابات السابع من آذار - الماضي. وفي حال كلّف علاوي تشكيل الحكومة، ستوضع عليه شروط تعجيزية، كي يستسلم للمطالب الايرانية... او يفشل. كان طبيعيا اعطاء رئيس اللائحة التي احرزت اكبر عدد من المقاعد فرصة تشكيل حكومة استنادا الى القوانين والاصول المعمول بها في العراق منذ الإحتلال الأنجلو امريكي للعراق . ولكن ما العمل عندما يكون هناك من يريد اثبات ان الانتخابات لا معنى لها وان هناك منتصرا وحيدا في الحرب الاميركية على العراق وان هذا المنتصر ليس الولايات المتحدة !
ومن أجل وضع العراقيل امام إياد علاوي وقطع الطريق عليه لرئاسة الحكومة ووضعه تحت الأمر الواقع أجرى النظام في إيران عملية قيصرية أدت الى تحالف جديد ذي طابع مذهبي ... تحالف يشكل ألأغلبية ويدفعه للإستسلام .
. يحصلهذا على الرغم من ان علاّوي يحظى بتاييد شعبي كبير في الاوساط الشيعية والسنية وحتى الكردية ولدى كل من لديه حد ادنى من الشعور الوطني في العراق. يبدو ممنوعا على العراق استعادة عافيته في ظل حكومة مركزية قوية قادرة على تطبيق اللامركزية بطريقة لا تسيء الى وحدة البلد وتحافظ في الوقت نفسه على التوازنات الداخلية والاقليمية وعلى الامتدادات العربية الطبيعية للعراق. يبدو مطلوبا اكثر من اي وقت ان يكون العراق مجرد "ساحة" لأيران ...
في اساس الخلل الاقليمي ما شهده ويشهده العراق. من حرب شاملة ادت الى إحتلاله عام 2003م لأسباب لم تتضح بعد، مستندا الى تبريرات لا علاقة لها بالحقيقة. ولكن لا يمكن في الوقت ذاته تجاهل ان المنطقة تبحث عن صيغة جديدة في ضوء الغياب العربي وليس العراقي فحسب والذي كان في الوقتمن الأوقات ركنا من اركان المثلث الذي يحافظ على التوازن الاقليمي والذي يضمه مع تركيا وايران. الآن انهار المثلث ولا بدّ من ملء الفراغ الناجم عن ذلك.
لذا فإن تسارع وتراكم الأحداث في الشرق ألأوسط وتداخلها بشكل يشير الى ان هذه الأحداث حركت المجتمع الدولي وخاصة الأوروبي الذي قرر وزراء خارجيته في اجتماعهم الأخير اليوم الثلاثاء 14-6-2010م مطالبة إسرائيل فك الحصار الجائر واللا إنساني عن قطاع غزة وأنهم مستعدون لتشكيل لجان مراقبة لمراقبة كل ما يصل الى قطاع غزة ربرا وبحرا ، وأنهم " الأروبيون بإنتظار موافقة إسرائيلية على مشروعهم الخاص بفك الحصار عن قطاع غزة . فهل ينجح الأوروبيون في فك الحصار الإسرائيلي الصهيوني المدمر عن قطاع غزة ونفذون قرارهم بفتح اسواقهم امام منتجات الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة ؟