المطلوب موقف عربي موحد مع تركيا
![المطلوب موقف عربي موحد مع تركيا المطلوب موقف عربي موحد مع تركيا](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/46343.jpg)
الترهات التي تفوه بها توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق ومبعوث اللجنة الرباعية الدولية لتحقيق ما يسمى بالسلام في الشرق الأوسط تذكرنا جميعًا بترهاته في خطابه الكاذب التاريخي أمام البرلمان البريطاني للتمهيد لاحتلال العراق حيث اكد للبرلمانيين البريطانيين ان الرئيس العراقي صدام حسين قادر على ضرب أوروبا بأسلحة دمار شامل في غضون 45 دقيقة. كما تذكرنا أيضًا بمحاولاته الصيد في الماء العكر أثناء العدوان الإسرائيلي الغاشم الأخير على قطاع غزة لإيجاد موطئ قدم لحلف شمال الأطلسي في المنطقة من خلال ذلك الاجتماع الشهير الذي مهد له للأقطاب الفاعلين في الناتو ولقائهم المسؤولين الإسرائيليين آنذاك (أيهود أولمرت وتسيبي ليفني والذين معهما). وهاهو الأن يدخل بكل قوة على خط اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المخصص لبحث رفع الحصار الظالم عن قطاع غزة، مُبرزًا قدرته ولباقته في الإقناع غير المعهودتين أو بالأحرى خبثه وأنفاسه النتنة وكأنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتطرف أو وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان الذي يخاطب الوزراء الأوروبيين بأنه خلال المحادثات التي أجراها مع نتنياهو، علم أن هناك موافقة إسرائيلية على السماح للسلع بعبور القطاع، وأن الإسرائيليين سيواصلون الحصار المفروض على الأسلحة والمواد القتالية، إلا أنهم مستعدون للسماح بعبور السلع الضرورية للحياة الطبيعية ، وهذا يعني ان بلير يتدخل مرة أخرى مدافعًا ومنافحًا عن حلفائه الإسرائيليين بالقفز على موضوع رفع الحصار نهائيًّا بدخول سلع وصفها بأنها "ضرورية للحياة الطبيعية"، ومحاولة ثني أولئك المتحمسين لفكرة إنهاء الحصار، هذا أولًا. وثانيًا للتخفيف عن حلفائه الإسرائيليين فيما يخص موضوع لجنة التحقيق الدولية في الجريمة النكراء التي ارتكبتها قوات الإرهاب الإسرائيلي في المياه الدولية ضد أسطول الحرية. ولذلك يجب علينا في الوطن العربي أن تنتبه إليه وتتنبه اليه تركيا الرافضة للجنة التحقيق العبثية التي شكلها الكيان الإسرائيلي وفصل مقاساتها بما يحمي القتلة من حتى الاستجواب، والمصرة على إنشاء لجنة تحقيق دولية، هو أن محاولة الربط بين تخفيف الحصار والموافقة على لجنة التحقيق "الداخلية" أمر مرفوض، لأن ما حصل في المياه الدولية جريمة وخرق للقانون الدولي، والإبادة الجماعية في قطاع غزة عبر الحصار جريمة ومخالفة للمعاهدات الدولية. كما أن أي نهاية عادلة ستسفر عنها لجنة التحقيق العبثية الإسرائيلية التي القاضي والمدعي العام فيها أيديهما ملطخة بالدماء؟
إن الكيان الإسرائيلي يعلم حجم الضغوط التي عليه والحرج الذي يعانيه نتيجة همجيته وغروره وصلفه، فهو يعلم أيضًا أن الجريمة لو ارتكبت بحق العرب لكانت هينة عليه لجنة التحقيق الدولية، لكن القضية فيها تركيا الحليف الرئيسي له في المنطقة والتي تشكل قوة مؤثرة على المسرح السياسي العالمي، والتي يمكن أن تشكل تحالفًا مع العرب في مواجهة المشاريع الغربية والإسرائيلية أو حتى التأثير عليها، أضف إلى ذلك أن المسؤولين الإسرائيليين يعرفون أنهم ارتكبوا جريمة والأدلة التي تدينهم كثيرة، سواء من خلال الشهود الذين تعرضوا للعدوان أو الصور التي توضح التعمد والإصرار على القتل والاعتداء، وبالتالي فإن المطلوب عربيا مساندة تركيا في موقفها من لجنة التحقيق الإسرائيلية العبثية ورفضها والإصرار على لجنة دولية كرد للجميل الذي قامت به تجاه شعب فلسطين المظلوم.ام ان الكثير من نخبنا العربية وعلى رأسها قادة وزعماء عرب التزمو الصمت من قبل على كل ما تقوم به إسرائيل وما زالو يلتزمون الصمت حتى امام الكارثة التي اقدم عليها الصهاينة من خلال شن قواتهم الغارة البربرية على سفن اشطول الحرية الى غزة في المياه الدولية بالرغم من اعلان اصدقاء إسرائيل سخطهم الشامل قبل أعدائها في الوقت الذي وقف عدد من نخبنا العربية تدعي التنور والليبرالية لم يكلفو خاطرهم ولو باتضامن اللفظي مع المتضامنين الذين سقطوا شهداء بفعل العدوان اللاإنساني الذي شنته قوات الإحتلال الإسرائيلي الصهيوني على اسطول الحرية واوقع اكثر من ستة عشر شهيدا وأكثر من ستة وثلاثين جريحا من المتضامنين في اسطول الحرية ويمثلون حوالي اربعين دولة ويهدفون الى كسر الحصار عن قطاع غزة
وفي الأخير يبقى السؤال: إلى متى سيظل الكثير من نخبنا العربية تغمض عينيها عن الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين والعرب والعالم مثلهم كمثل غلاة الصهاينة في فلسطين المحتلة وفي العالم ايضا ، والى متى يبقى توني بلير في هذا المنصب؟ أم أن الصامتين الخانعين من الأمة العربية الموالين لأوروبا والولايات المتحدة وفي المحصلة لإسرائيل لايقلون خطرا عن نتنياهو وافيغدور ليبرمان وعن توني بلير الذي في حال رحيله عن منصبه هذا فسيرحل وهو مرتاح وعلى ثقة انه ترك خلفه من يكملون طريقه ، وما يثير الضحك والسخرية، والأسى والألم في الوقت ذاته أن تلتحف إسرائيل المجرمه بلحاف النزاهة والعدالة، وينتقل جيشها من قاتل سفاك للدماء إلى قاضٍ نزيه، طبعًا هذا يحدث في زماننا الأعور الذي يرى بعين واحدة يجب على الجميع ؛ من مجتمع دولي إلى مؤسسات ومنظمات وهيئات دولية رسمية وغير رسمية أن تنظر إلى الأمور ومحدثاتها بقضها وقضيضها، بخيرها وشرها بعين القرصان الإسرائيلي الصهيوني الذي يمارس قرصنته صباح مساء، ليل نهار، والويل والثبور وعظائم الأمور لكل من يرفع عقيرته مدافعًا عن العدل وواقفًا في وجه الظلم والإرهاب اللذين أصبحا لا هوية لهما سوى الهوية الإسرائيلية ختمًا ورسمًا.
المؤسف أن هناك من يحبون الظهور بمظهر الحرباء، ويتقنون دورها، بل ربما تكاد قدرتها على تغيير لونها تساوي صفرًا أمام قدرة هؤلاء الذين أقل ما يمكن وصفهم بأنهم بيادق بيد الصهاينة يحركونهم في المكان والزمان اللذين يريدون.
امام هذه المواقف التي وقفتها وتقفها تركيا من القضايا العربية عموما ومن القضية العربية المركزية قضية فلسطين فأقل واجب علينا كعرب ومسلمين القيام به هو إعلان التضامن التام مع تركيا في موقفها الحازم من قضية رفض لجنة التحقيق الصهيونية الإسرائيلية وتايد مطلب تركيا بتشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة . والمطالبة بعزل توني بلير عن منصبه كمبعوث للجنة الرباعية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط بعد ان ظهر على حقيقته في تأييده لإسرائيل ودعمه لقراراتها المعادية للقضية الفلسطينية وللقضايا العربية عامة ، ودفاعه المستميت عن جرائم إسرائيل باستمرار .