" اسرائيل " .. أخرجت الأسد وقتلت الطفلة
سماح اسرائيل لأسد كان مريضا بإحدى حدائق الحيوان بمدينة غزة للخروج عبر معبر بيت حانون إيرز لتلقي العلاج في مدينة طولكرم بالضفة الغربية، في الوقت الذي مُنعت فيه الطفلة مرح دياب 10 أعوام من الخروج لتلقي العلاج الأمر الذي أدى إلى وفاتها بسبب إغلاق المعبر، يضع علامة استفهام كبيرة حول مستوى اللاإنسانية الذي وصل إليه الاحتلال؟
اللافت في الأمر، أن بمجرد أن قدمت وزارة الزراعة بغزة طلبا بواسطة الارتباط الفلسطيني لنقل الأسد للعلاج وافق الاحتلال على الفور بعد عدة أيام فقط، وذلك لإبراز صورة الاحتلال المشوهة أمام الرأي العام العالمي بفعل اعدامه للشباب والفتيات الفلسطينيين بدم بارد وبدون ذنب، كأنه أراد أن يبعث رسالة للعالم أنه يرفق بالحيوانات.
لكن في حقيقة الأمر أنه لم يرفق بالإنسان فكيف يرفق بالحيوان؟، بل لم يرفق بطفلة بريئة تعاني من الفشل الكلوي، فهل يعقل أن يبقى المعبر مغلقا في وجه طفلة تحتاج للعلاج ؟ ولماذا لم يقم المسؤولون الفلسطينيون بدورهم المطلوب في العمل على تحويلها ؟
في نهاية الأمر هناك قواسم مشتركة بين الاحتلال الإسرائيلي والأسد الذي سمح بنقله، فهما يتشابهان في شيء واحد وهو أن الأسد هو مخلوق متوحش لا يعرف الرحمة، وكذلك الاحتلال الذي يفوق الأسد اجراما وبطشا وظلما وطغيانا وعنصرية.
ربما أكثر ما يطرحه الفلسطينيون للتساؤل: هو لماذا لا يوجد خطوط طبية بواسطة الأمم المتحدة للعلاج في الداخل المحتل وباقي الدول الأوروبية بعيدا عن التعقيدات الأمنية المفروضة؟ خاصة بعد حادثة وفاة الطفلة مرح دياب وغيرها المئات من كبار السن والنساء الذين توفوا بسبب عدم قدرتهم للخروج لتلقي العلاج بسبب إغلاق المعبر.
إن من يتحمل مسؤولية وفاة تلك الطفلة الاحتلال بفعل حصاره المفروض على القطاع منذ عشر سنوات ويمنع الطواقم الطبية الخارجية من القدوم للقطاع والمساعدة في تقديم خبراتهم للأطباء الموجودين في مستشفيات القطاع المحاصر.
تماما كما يتحمل مسؤولية مرض هذا الأسد بسبب الحصار أيضا، وهو المسؤول عن قصف حديقة حيوان غزة في عدوان 2009م وقتل الكثير من الحيوانات الموجودة فيها وغيرها من الحدائق في عدواني 2012م و 2014م، فكما هو لا يرفق بالإنسان أيضا من الطبيعي أن لا يرفق بالحيوان.
حتى وإن حاول استغلال الكثير من الأحداث والقضايا للترويج لصورته المشوهة ومحاولة تجميلها، تبقى بشاعة الجرائم التي يرتكبها بحق الفلسطينيين واضحة كوضوح " الشمس "، وانتفاضة القدس شاهدة على جرائم مصورة تحدث أمام مسمع ومرأى من المجتمع الدولي الذي لا يحرك ساكنا لإدانة الاحتلال الذي يعدم الأطفال بمجرد الاشتباه بهم ثم يلفق تهما باطلة كمحاولاتهم طعن جنوده!.