وزير السياحة يرعى فعاليات مؤتمر الإدارة السياحية والتراث بالجامعة الهاشمية

المدينة نيوز - : رعى وزير السياحة والآثار نايف حميدي الفايز المؤتمر الدولي الأول بعنوان: "الإدارة السياحية والمحافظة على التراث" الذي نظمته الجامعة الهاشمية بالتعاون مع صندوق دعم البحث العلمي في رحاب الجامعة. وتضمن المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام مناقشة أوراقاً علمية محكمة مقدمة من (80) عالماً وباحثاً وخبيراً سياحياً من (14) دولة عربية وأجنبية، وتتناول الأوراق الإدارة السياحية والسياحة المستدامة، وإدارة التراث والبيئة المتحفية، وعلوم المحافظة على الآثار والتراث الطبيعي والحضاري، واستخدام التقنيات الحديثة في توثيق الآثار وترميمها بالإضافة إلى جلسات نقاش بمشاركة نخبة من العلماء لبحث القضايا الحيوية المتعلقة باستراتيجيات حماية التراث، وآليات تسويق القطاع السياحي الأردني عالمياً.

وقال وزير السياحة والآثار إن اكبر تحد يواجه الأردن يتمثل في تطبيق الممارسات الدولية في الحفاظ على الآثار ما يتطلب بناء شراكات وطنية للحفاظ الموارد السياحية والأثرية. وأكد أن الأردن مهد الحضارات، مبينا أن للأردن مكانة تاريخية بارزة في المنطقة وتسلسلا تاريخيا لآثاره ومواقعه السياحية, ودلالة على كافة الحضارات التي سكنت المنطقة.

وأشار الوزير خلال المؤتمر الذي حضرته رئيسة جمعية أصدقاء الآثار والتراث الشريفة نوفة بنت ناصر إلى أننا استرشدنا برؤى جلالة الملك ورغبته بأن يكون الأردن منطقة ارتكاز لما مر فيه من الحضارات، والرغبة والطموح في مواصلة تبني نظام عالمي لتشجيع الإبداع والحفاظ عل السياحة والآثار وإيجاد حلول إبداعية وخلاقة, مبينا أن وزارة السياحة تدعم البحث العلمي في مجال السياحة وتدعم العلاقات مع المنظمات الدولية لاكتشاف الأسرار المدفونة في منطقتنا مع الاستدامة في عملية البحث والتنقيب .

وأكد السيد الفايز في كلمته على تنوع إرث الأردن الحضاري وتعدده الثقافي ومقوماته السياحية الواسعة. مبينا أن الأردن يتميز بغناه الحضاري والتاريخي الأثري والتراثي مشيرا إلى أن الأردن يضم مجموعة من المواقع التراثية المدرجة على لائحة التراث العالمي كان أخرها العام الماضي موقع المغطس. وقال ان الوزارة ماضية في خططها لتطوير صناعة السياحة المتضمنة الإدارة المعلوماتية للمواقع السياحة، والتسويق، والمحافظة على الآثار والتراث.

من جهته أكد أمين عمان الكبرى عقل بلتاجي أهمية الاستدامة في السياحة وإعادة إحياء المواقع التاريخية والأثرية وإدماجها ضمن برنامج سياحي يهدف إلى تثمين الموروث الثقافي الذي يساهم في تنمية الاقتصاد والحركة السياحية الثقافية والتعريف بهوية البلد والحفاظ عليها, مشيرا إلى أن الأردن يزخر بالمعالم والآثار التاريخية والثقافية والدينية والطبيعية والبيئية. وأشار إلى أن الأردن ومنذ بزوغ فجر التاريخ كان مركزا حضاريا تاريخيا تراثيا ومهدا للديانات, خاصة تلك الآثار التي ما تزال واضحة أمام الزوار. كما تحدث أمين عمان عن أهمية الإدارة السياحية المبدعة القادرة على تحقيق الاستدامة في السياحة والمحافظة على التراث، مشيرا إلى أهمية إعادة إحياء المواقع التاريخية والأثرية وإدماجها ضمن برنامج سياحي يهدف إلى تثمين الموروث الثقافي الذي يساهم في تنمية الاقتصاد والحركة السياحية الثقافية والتعريف بهوية البلد والحفاظ عليها.

وأكد رئيس الجامعة الهاشمية الأستاذ الدكتور كمال الدين بني هاني على أهمية التراث والآثار كأعظم الكنوز في تاريخ البشرية كما يعدان مصدرا عظيما للتعلم والمعرفة، ويشكلان الهوية الحضارية للدول والمجتمعات، ومورداً اقتصادياً هاما، وأضاف أن الجامعة تعيد إحياء التاريخ القديم لهذا الوطن من خلال إطلاق اسم الملك الحارث الرابع ملك الأنباط على أضخم مجمع للقاعات التدريسية في الجامعة، واسم الملك ميشع المؤابي على مبنى كلية الملكة رانيا للسياحة والتراث الجاري تنفيذه حاليا. مؤكدا على أن الجامعة ماضية في تخريج الكفاءات المتميزة في مجال السياحة والتراث المتوائمة مع حاجات السوق المحلي والعربي.

وقال مدير عام صندوق دعم البحث العلمي الأستاذ الدكتور عبدالله الزعبي إن الصندوق يقوم بدعم البحوث العلمية الهادفة في التنمية السياحية والتراثية وتوجيه الباحثين نحو البحوث العلمية الأكثر فائدة لتلبية حاجات المجتمع الأردني خاصة في قطاع السياحة والآثار والتراث من خلال تقديم الدعم المالي لمشروعات البحث العلمي التي تُقدمها الجامعات الأردنية والمؤسسات العامة والخاصة ذات العلاقة بالإضافة إلى بناء القدرات في مجالات البحث العلمي المختلفة.

وذكر الدكتور يحيى الشوابكة عميد كلية الملكة رانيا للسياحة والتراث رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر أن المؤتمر يتيح الفرصة المناسبة لطلبة الجامعة بحضور مؤتمر علمي هام بمشاركات علمية نوعية بالإضافة إلى وضع الجامعة الهاشمية على خارطة التميز في مجال العلوم السياحية والتراثية وتعزيز تعاونها مع المؤسسات الدولية والجامعات العالمية. وقدم الشكر للجهات الداعمة للمؤتمر على دعمها المادّيّ والمعنوي وتوفير كافة المستلزمات لإنجاح فعاليات المؤتمر.

وذكر الدكتور فادي بلعاوي رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر أن المؤتمر يُشكل أداةً لترويج للسياحة الأردنية، والتأكيد على أن الأردن واحة آمنة وبيئة علمية مميزة ضمن سياق حضاري متصل منذ آلاف السنين ولغاية اليوم.

وفي ختام حفل الافتتاح تم تكريم راعي المؤتمر وزير السياحة وأمين عمان الكبرى، والجهات الداعمة للمؤتمر والتي تمثلت في صندوق دعم البحث العلمي، وهيئة تنشيط السياحة، وإدارة الشرطة السياحية، والمركز الأمريكي للأبحاث الشرقية ACOR، ومنظمة Islamic Aid بالإضافة إلى جمعية أصدقاء السياحة والتراث، وشركة زين، وشركة جت للنقل السياحي، ومشروع استدامة التراث الحضاري من خلال المجتمعات المحلية SCHEP.

جلسات المؤتمر في اليوم الأول: الجلسة الأولى

وتحدث في الجلسة الأولى مدير عام دائرة الآثار العامة الدكتور منذر جمحاوي حول "استراتيجية دائرة الآثار العامة (2014-2018) تركز على تعزيز الهوية الوطنية، وتشجيع السياحة، وحماية المواقع الأثرية في الأردن، وإدارة الإرث الأثري بما يتوافق مع أفضل الممارسات العالمية ومساهمتها بشكل ملحوظ في الاقتصاد الأردني ورفاه المجتمعات المحلية.

وتناول مدير عام هيئة تنشيط السياحة الدكتور عبدالرزاق عربيات دور الهيئة في تسويق تراث الأردن للترويج والتسويق السياحي للمملكة والعمل على خلق الطلب على المنتج السياحي الوطني. حيث تستخدم الهيئة أفضل الاستراتيجيات التسويقية لوضع الأردن على الخارطة السياحية للعالم وليصبح الأردن مقصد رئيسي للسائح في الأسواق العالمية". وعكس صورة الأردن كمنتج سياحي يتمتع بالأبعاد الحضارية الطبيعية والدينية بالإضافة إلى تقديمه روح المغامرة و المتعة لزواره من مختلف أنحاء العالم.

وقدم الأستاذ الدكتور زيدان كفافي من جامعة اليرموك ورقة عنوانها "الأمن القومي للتراث" بين فيها أن تنبيه المجتمعات في العالم العربي لمآل التراث العربي والإسلامي نتيجة للصراعات الدائرة في المنطقة العربية. وتساءل حول موقف أبناء العروبة من المحافظة على تراثهم، وتعجب من مدى جهل الكثير من أبناء الجيل المعاصر وعدم اهتمامهم بتراث أجدادهم. كما تركز الورقة على عدم الاهتمام بتدريس علوم الإنسانية والاجتماعية في المؤسسات التعليمية والتركيز على العلوم البحتة، وهذا يؤدي إلى جهل الجيل الجديد بتراثهم وهويتهم.

وتحدث الأستاذ الدكتور نوربرت هاله من جامعة شتوتغارت الألمانية حول "استخدام التصوير الرقمي عالي الكثافة لتطبيقات التراث الثقافي. وعرضت مديرة المركز الأمريكي لدراسات الشرق الأوسط (آكور) في عمان السيدة باربرا أ. بورترادور لدور المركز في حفظ وعرض التراث في الأردن.

وتحدث مدير عام متحف الأردن المهندس إيهاب عمارين حول دور المتحف في الحفاظ على إرث الأردن الحضاري حيث يعرض المتحف تراث المملكة الحضاري والتاريخي، ويعتبر مركزاً وطنياً شاملاً للعلم والمعرفة يعكس تاريخ وحضارة الأردن بأسلوب تعليمي مبتكر، ليروي قصة الأردن في الماضي والحاضر وليتطلع إلى المستقبل، كما يهدف إلى ربط الأردن بالثقافات المختلفة.

فعاليات الجلسة الثانية

وتناولت الجلسة الثانية ورقة للدكتور فروك كينكيلمن المعهد الألماني البروتستني للآثار في ألمانيا التاريخ والمشاريع الحالية.

وتحدث مدير إدارة الشرطة السياحية العميد جمال أبوناصر بالإنابة حول دور إدارة الشرطة السياحية في توفير بيئة سياحية أمنة. مؤكداً أن السياحة والأمن يشكلان جناحا طائرٍ لن يستقيم له التحليق ما لم يعملا بتكاملٍ للوصول إلى غايتهما، مشيرا إلى أن الأمن السياحي أصبح ركيزةً هامةً من ركائز العملية السياحية وحلقةً مكملةً للخدمات التي تقدمها المملكة الأردنية الهاشمية لزوارها من خلال إدارة الشرطة السياحية0

وأكد الأستاذ الدكتور نزار أبوجابر من الجامعة الأردنية الألمانية على أهمية إيجاد مدخل سياحي بيئي للتوعية بأهمية السياحة الجيولوجية في الأردن والمنطقة.

وقدم الأستاذ الدكتور عمر الغول من جامعة اليرموك ورقة حول "أسماء الأماكن في الأردن وجه من وجوه التراث الحضاري تنبغي حمايته" وذكر أن الأماكن اكتسبت أسماءها خلال فترات زمنية طويلة، وتعكس أسماء المواقع علاقة الإنسان ببيئته، منتقدا قيام جهات رسمية وخاصة غيرت الأسماء التقليدية إلى أسماء حديثة لا صلة لها بالتاريخ القديم، مؤكدا على ضرورة الحفاظ على أسماء الأماكن القديمة وعدم تغييرها، حتى تبقى جزءًا من التراث الحضاري للأردن يساهم في رسم هويته التاريخية والمعاصرة. كما تحدث الأستاذ الدكتور عبدالله الشرمان من جامعة اليرموك حول "أثر الاضطرابات الإقليمية على السياحة".