الإستخبارات الإسرائيلية تكشف السبب الحقيقي لسحب بوتين قواته من سوريا
جي بي سي نيوز - : ذكر ملف ديفكه الثلاثاء : أن خلافات شديدة نشبت بين موسكو وطهران حول مستقبل الحرب في سورية، كما نشبت خلافات أشد مع الأسد فيما يتعلق بمستقبله السياسي، الأمر الذي قاد الرئيس السوري بوتين للأمر بسحب القوات الروسية من سورية.
لقد قال بوتين أن القوات السورية المتواجدة في القاعدة الجوية هميمين بالقرب من اللاذقية والقاعدة البحرية في طرطوس ستبقى في سورية، وهذا يعني أن غالبية القوات الروسية المقاتلة في سورية ستبقى ولن تنسحب. فبوتين لن يتخلى عن القاعدتين الجوية والبحرية في سورية، فهما تتيحان لروسيا تواجدا عسكريا شرقي البحر المتوسط.
وتجدر الإشارة إلى أن بوتين الذي أعلن عن بداية الانسحاب الروسي من سورية لم يشر إلى الزمن الذي سيتم فيه الانسحاب، كما أنه لم يعلن أن روسيا بعد الانسحاب لن تتدخل في الحرب السورية. وقد أطلقت العديد من التقديرات في أعقاب بيان بوتين، والتي تشير إلى أن روسيا ستتمكن من العمل العسكري عن بعد، من السفن الحربية الروسية الموجودة في بحيرة قزوين والبحر الأبيض، إذا طرأ تدهور على وضع قوات الأسد خلال المعارك القادمة.
وأفاد الموقع المقرب من الإستخبارات الإسرائيلية كما رصدته مراسلة جي بي سي نيوز في الناصرة : برزت قبل حوالي شهر دلائل أولية لإمكانية انسحاب القوات الروسية من سورية، حيث بدأ الجيش الروسي بتسيير قطار جوي وبحري كبيرين حملا لسورية دبابات ثقيلة من طراز تي -90 ومدفعية ثقيلة متحركة. وقد قدرت الجهات المختلفة أن بوتين يسعى عبر ذلك لحسم المعركة في شمال سورية حول مدينة حلب، وفي الجنوب وبشكل أساسي عبر احتلال مدينة درعا. لكن اتضح الآن أن هذه التقديرات لم تكن صحيحة.
وتفيد مصادر الموقع أن خلافات شديدة نشبت بين روسيا وإيران منذ زيارة وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان لموسكو، حيث طالب الإيرانيون من بوتين أن لا يسهم في التوجه الأميركي الرامي للتوصل إلى وقف النار في سورية، وأن الحرب يجب أن تتواصل. لقد ظن الإيرانيون في البداية أن بوتين يتعاون معهم في سورية، بيد أنهم ذهلوا حينما اكتشفوا أنه يتعاون مع الرئيس الأميركي.
إن الخلافات القائمة بين بوتين والأسد تتلخص وتتمحور حول اعتقاد الروس بأن على الأسد أن يستقيل من منصبه بصورة تدريجية، بيد أن الأسد لا يفكر في ذلك. ويبدو أن بوتين مل الحوار المتواصل مع الإيرانيين والسوريين، والتي لا تسفر عن نتائج لحل مشكلة الحرب. لذا عمد بوتين إلى وضع دمشق أمام حقيقة: إذا كنتم لا تريدون وقف الحرب، فإن ذلك يجب أن يتم بشرط واحد، وهو أن لا أكون أنا في خضمها. ( المصدر : جي بي سي نيوز ) .