يعلون : بقاء سوريا موحّدة "مجرّد أمنيات" ودويلة علويستان تحصيل حاصل
المدينة نيوز :- قال وزير الجيش الإسرائيلي موشي يعالون الاثنين، انه لا يتوقع حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في زمنه.
وقال الوزير الذي كان يتحدث في معهد "وودرو ويلسون" للأبحاث، إن الفلسطينيين والإيرانيين لا يريدون الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، ورغم ذلك فإن "إسرائيل أثبتت أنها مشروع ناجح بشكل كامل، نوفر مساعدات حتى لأعدائنا، مثل الماء الذي نوفره حتى لغزة، والفوائد الاقتصادية التي يغنمها الفلسطينيون من وضعنا (إسرائيل) الاقتصادي المنتعش".
وتناول يعلون في حديثه وتنقل العديد من العناوين والقضايا ، كالحروب في اليمن وسوريا وليبيا والعراق و ما أسماه "التحريض الفلسطيني" ولكنه حرص أن يعود مرة تلو الأخرى ليشير إلى أن إسرائيل هي البلد الوحيد المستقر في المنطقة، مكتفيا بإشارات سطحية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والأوضاع الراهنة والمستقبل، متفاديا المسؤولية الإسرائيلية في الاحتلال أو التركيز عليه أو احتمال انتهائه (الصراع) في المدى المنظور وقال "المشكلة الأساسية هي الاحتلال منذ عام 1967 ...ولكن بعضهم يقولون الاحتلال منذ عام 1948 أي أن وجودنا مهدد وغير شرعي- إنهم يشككون في حق وجودنا. لنجلس ونتحدث بهدوء عن طبيعة علاقاتنا المستقبلية".
وانتقل يعالون إلى القول بأن "الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو أساس الصراعات القائمة، أو أن حل هذا الصراع هو أساس الاستقرار هو قول ليس صحيحاً..انظروا حولكم إلى كل هذه الصراعات التي تدور في المنطقة والتي تثبت أن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ليس أساسيا لجلب الاستقرار، مع العلم بأننا نرغب في أن يكون هناك حل لصراعنا مع الفلسطينيين".
وأضاف "ولكن الحقيقة هي أن أبو مازن هو شخصية /ضعيفة/ ليكون له أي أثر في القول، فهو لا يسيطر على غزة، ولا على كثير من الفلسطينيين، والسلطة الفلسطينية هي سلطة مثقلة بالفساد وانعدام الكفاءات وغياب الرؤية علماً أن هناك تعاوناً أمنياً بيننا وبينهم".
وأردف يعالون قائلاً "أبو مازن يتحمل اللوم في إغلاق باب المفاوضات..لقد رفض الالتزام ببنود اتفاق أنا بوليس ..رفض مشروع (إيهود) أولمرت..رفض كل ما قدمناه من أجل التوصل إلى حل".
وأضاف يعالون "نحن نفضل أن يدير الفلسطينيون شؤونهم بعيداً عنا..لا نريد أن نحكمهم، ولكن الواقع هو أنهم يعتمدون علينا بكل شيء.. حتى غزة..أقول دعونا نركز على الوضع الاقتصادي ونحسن هذا الوضع ونرى كيف لهذه الأوضاع أن تتطور".
وعند سؤاله من مدير الجلسة أرون ميلير، نائب رئيس معهد ويلسون ( الذي عمل كمفاوض أميركي خلال المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون)، عن تداعيات عدم التوصل لاتفاق مع الفلسطينيين قال يعالون "أنا لا أرى حلاً على زمني.. نحن ندير شؤون الضفة الغربية واستطعنا تدمير شبكات الإرهاب التي كانت موجودة هناك.. وأبو مازن استفاد من نتائج إحباط الشبكات الإرهابية".
ودان يعالون ما أسماه "التحريض المستمر ضد إسرائيل وضد اليهود القادم من السلطة الفلسطينية والقوى الفلسطينية المختلفة" على حد قوله.
وأعرب يعالون عن رفضه أي جهود دولية لحل مأزق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية مُصراً على أن "المفاوضات المباشرة فقط هي التي تقبل بها إسرائيل وأن الحديث عن مشروع فرنسي أو مشروع مؤتمر دولي كلام فارغ لن يحدث ولن يؤدي إلى حل" كون هذا النوع من الاقتراحات يشجع "التعنت الفلسطيني".
وقال يجب أن ترتبط أي مساعدات أميركية للسلطة الفلسطينية "بضرورة إدانة الإرهاب ووقف التحريض على إسرائيل..واعتراف الفلسطينيين بأن إسرائيل هي دولة الشعب اليهودي".
وحث يعالون مستمعيه على محاربة المقاطعة التي يقودها الفلسطينيون مصراً على أن إسرائيل ليست دولة عنصرية أو دولة فصل عنصري "ابرتهايد". وفق زعمه .
واعتبر يعلون أن السعي من أجل الحفاظ على سوريا موحّدة، "مجرّد أمنيات"، معرباً عن دعمه لـ"مناطق حكم ذاتي للعلويين والأكراد".
تعليق الوزير الإسرائيلي، جاء في سياق جلسة نقاشية حضرها في "مركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين" بواشنطن التي يزورها، حيث اعتبر أن محاولة الحفاظ على وحدة سوريا من قبل بشار الأسد أو أي قيادة سياسية أخرى هو "مجرد أمنيات".وتابع في الجلسة التي سبقها لقاؤه بوزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر "ليست هناك طريقة لبقاء سوريا موحدة، لذا فلنسع إلى طريقة يمكن أن نحظى من خلالها بنوع من الفيدرالية مع أولئك الذين يقبلونه، ومن ثم محاربة الآخرين".
وأوضح أن "هناك أقاليم قد تأسست بالفعل في المنطقة، فلدينا إقليم علويستان أساساً يقوده بشار الأسد، ولدينا كردستان السورية سلفاً، وتعلمون أن الأتراك في الشمال ليسوا مسرورين بهذا، لكن في نهاية المطاف هناك حكمٌ ذاتي للأكراد في سوريا"، وفق قوله ملمحاً في الوقت ذاته إلى "إمكانية حصول الدروز على حكمهم الذاتي أيضاً".إلا أن يعلون استبعد أن "يحظى السوريون السنة بإقليمهم بسبب عدم توحّدهم"، قائلاً، "عندما يتعلق الأمر بالسنة فهناك داعش، وجبهة النصرة، وأتباع القاعدة، وعناصر الإخوان المسلمين، والسنة المتمدنون كذلك".ووصف الوزير الإسرائيلي، ما يحدث في الشرق الأوسط بـ"الزلزال السياسي".
وحذّر يعلون، من الدور الإيراني في المنطقة قائلاً "بكل تأكيد فإن المسيطرين في طهران، بطريقة ما هم مسيطرون في بغداد عن طريق الحكومة الشيعية هناك".
ولفت إلى أن إيران "تهيمن على بيروت عن طريق حزب الله وهم الآن يهيمنون على دمشق"، مهاجماً الاتفاقية النووية التي وقعتها الولايات المتحدة و5 دول كبرى مع إيران العام الماضي للحد من نشاط إيران التسلّحي النووي، معتبراً أنها "ستمهّد لظهور الحلف الراديكالي الشيعي الذي سيستغل الاتفاقية لتأمين هيمنتهم".