فنانون يستحضرون الطيب الصديقي في لمسة وفاء
المدينة نيوز - : استحضر فنانون من المغرب اليوم الخميس، في مشهدية مسرحية بعنوان "لمسة وفاء .. الفنان الراحل الطيب الصديقي" الكاتب والفنان المسرحي الطيب الصديقي الذي رحل اخيرا، وفاء له ولدوره الكبير في المسرح المغربي خصوصا، والمسرح العربي على وجه العموم.
والمشهدية التي جاءت ضمن فعاليات "ايام الشارقة المسرحية" وكتبها واخرجها المسرحي المغربي الدكتور مسعود بو حسين، قدمها المسرحيون عبد الحق الزروالي وامين نصور وفاطمة الزهراء من المغرب، مزجت بين مشاهد لعروض مسرحية شارك فيها الفنان الصديقي وكتابات وخطابات له مستلهمة من مواقف انسانية وفنية مرت عبر سنوات عطائه وادى شخصيته الفنان الزروالي.
وعلى صعيد متصل كانت ندوة "برامج المسرح الإذاعية ..الصوت ومداه"، ناقشت ليلة امس دور برامج المسرح الاذاعية في عكس الحراك المسرحي والتثقيف المسرحي واثراء حركة النقد ومدى نجاحها واسباب انحسار هذا النوع من البرامج.
واكدت الندوة التي عقدت ضمن فعاليات "ايام الشارقة المسرحية" في دورتها الــ26 مساء امس الاربعاء، وادارها الدكتور حسن رشيد من قطر، وشارك فيها الاعلامي الكويتي الدكتور فيصل القحطاني والناقد التونسي الدكتور محمود الماجري، اهمية تفعيل برامج المسرح الاذاعية.
وقال الدكتور رشيد إن الإذاعة ادت دوراً مهماً في تطور الحركة المسرحية العربية عموما، ومختلف الفنون، عموما، واصفاً إياها بـ"الرفيق المشترك لشتى الفنون"، قبل أن يقلب الذاكرة ويعود لأسماء برامج عديدة اهتمت بالمسرح في ستينيات القرن الماضي، بعضها ما يزال موجوداً وقائماً حتى الآن، متوقفا عند بعض التجارب التي تعكس الاهتمام بالمسرح، خصوصا في إذاعة قطر.
ومزج الدكتور الماجري بين ثلاثة محاور في علاقة المسرح بالإذاعة أولها مرتبط بالدراما الإذاعية نفسها، وثانيها متمحور حول تقديم مادة مرتبطة بالثقافة المسرحية، أما المحور الآخر فهو "إشهار" العمل المسرحي، والترويج له، مؤكدا أن الإذاعة أسهمت بوصول الأعمال المسرحية لشرائح اجتماعية مختلفة، رغم انحيازها لأعمال كوميدية في اغلب الاحيان، ما أوجد نوعاً من أنواع الثقافة السطحية عن المسرح.
ورأى أن من أهم جدليات علاقة المسرح بالإذاعة، غياب المؤشرات الدقيقة حول نسبة المشاهدة، فضلاً عن واقع البرامج الثقافية التي تقدم مادة معرفية، تكاد تكون مفتقدة للمتلقي الحقيقي، وهو ما اصطلح على تسميته بـ"المتلقي" الوهمي.
واستعرض القحطاني تجربته مع الإذاعة التي امتدت إلى 19 عاماً في الإذاعة الكويتية، وقدم فيها الكثير من البرامج التي احتفت بالمسرح، وفق صيغ اذاعية متعددة.
واشار القحطاني إلى خصوصية صناعة اعمال مسرحية معدة للإذاعة، في ظل حقيقة أن المسرح إبداع مرتبط بفعل "المشاهدة" بالأساس، في حين أن الإذاعة وسيط "سمعي"، وهي الحقيقة التي خلقت صعوبات كثيرة، وخصوصاً في مرحلة البدايات.
وعرضت مساء امس على مسرح قصر الثقافة بالشارقة مسرحية "شيطان البحر" من اخراج الفنان الاماراتي احمد الانصاري وتوليف الاماراتي مرعي الحليان من النص الاصلي لرواية "اللؤلؤة" للكاتب الاميركي جون شتاينبك والتي صدرت عام 1947.
العرض المسرحي الذي جاء نصه المنطوق بالمحكية الاماراتية ومزج بين عدة مدارس مسرحية، ورغم انه اتكأ على السينوغرافيا الا ان الاضاءة جانبها التوفيق في كثير من الاحيان، خصوصا في توالي مشاهد الاعتام والاضاءة او الانارة والتي غالبا ما غيبت الوجوه.
ووفق المخرج بتحريك وادارة الممثلين والمجاميع وبالتالي عدم اختلال الميزانين في العرض الذي تحدث في بنائه الخارجي عن صياد لؤلؤ في الوقت الذي يعقص طفله حديث الولادة عقرب يجد لؤلؤة كبيرة الحجم وزرقاء تغري بثروة طائلة من بيعها وهو الساعي لعلاج طفله والحاح زوجته التي يحبها وقلقها على طفلها فيما يتهادى الى سمع الناس حكاية تلك اللؤلؤة، بعد ان رفضت شخصية "المداوي" زعيم القرية، علاج طفله كونه صياد فقير لا يمتلك المال الكافي، ما يجعلهم يتقاطرون حوله طمعا بنيل نصيبا من ذاك الثراء فيما بدأت تسيطر على الصياد هستيريا الثراء المنتظر.
العرض الذي حضرت فيه لغة الجسد والاداء الحركي وغلبت عليه الاصوات المرتفعة وضوضاء الكلام التي لا مبرر لها على حساب الاداء التمثيلي العميق، تحدث في بنائه الداخلي عن تاثير المال وسطوته على الفرد والمجتمع ولا سيما ذلك المال وتلك الثروة التي تهبط فجأة على فرد او مجتمع تجعله يفقد الكثير من عناصر انسانيته في سبيلها، علاوة على نقده للسلطتين المدنية والدينية في اطار رمزي.
(بترا)