فيصل الفايز عنوان العشائر سياسية الجديدة
![فيصل الفايز عنوان العشائر سياسية الجديدة فيصل الفايز عنوان العشائر سياسية الجديدة](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/46732.jpg)
ي ظل الظروف السياسية المرتبكة الحالية ليس من الخطأ أن نعيد التجارب السياسية الناجحة ، التي أثبتت قدرتها ونجاحها، ووضعها في مقاعد الحكومة، والطلب منها بالالتحاق في الواجب الوطني وخاصة تشكيل مجلس النواب بعد التوثق من استمرارية قدرتها، ومدى شعبيتها للفوز في المجلس النيابي وقدرتهم على العمل في المجلس، فالعشرين عام الأخيرة حاضرة بوضوح بيننا بسلبياتها وإيجابيتها، وكم قلنا لندرس مدرسة فيصل الفايز السياسية والعشائرية والمتفهمة لجميع مكونات الشعب، ، و المدرسة الإعلامية التي صنعها باسل الطراونة في المركز الأردني الإعلامي الذي أجهض دون أن ندري بالرغم من قدرته بتشكيل حلقة تواصل فريدة بين الحكومة والإعلام وغيرها .
فكم أسعدني إعلان دولة فيصل الفايز بترشحه لمجلس نواب، فحلمنا أن ينتهي عصر يكون مجلس النواب معرضا للنمر الحمراء وقبة استقواء النواب الكبار على الصغار واللعب فيهم، وإعطائهم دروس خصوصية في مطعم البستان كي يعلموهم التعامل مع الحكومة وطرق الحصول على السفر وتحسين الأوضاع، وان يتحول مجلس النواب لما يشبه مراكز التدريب ، ولكنه هنا لتعليم السياسة لنواب لم يتعاطوا حتى مع قراءة مقالا الصحف وليس المراقبة والتشريع والسياسية النخبوية ، فاقتراح اسماء بحجم فيصل الفايز ، وعملاق الكرك ايمن المجالي الذي كانت الأعين تترقب إعلان اسمه ، وهو ابن الرمز هزاع، لعودة العمل السياسي المشترك الوطني المخلص وليس الشخصنة التي لا تشبع من مليء المشاريع والتفرد بعظمة السلطة ومن المتوقع أن نشهد نزول أسماء نخب تستحق الجلوس تحت القبة.
ما شهدناه في المجلس السابق كان درسا عميقا، لما وصلت به الحال حينما دعمت بعض القوى زج أسماء ليس لها بالعمل السياسي شان أو قوة أو خبرة، فنتج صدام سببه الجهل في التعاطي مع هذه المهمة رقابيا أو توزيع طرق الاتصال مع الدوائر الانتخابية، فيما عانى الكثير منهم أثار الصدمة النفسية بانتقال هائل من وظائف بسيطة إلى مجلس النواب، ولن ننكر ان الأردن تضرر من ذلك المجلس على مستوى الصدام الذي استمر طوال عامين بين أعضاء المجلس والأعلام والأحزاب وحتى مع المواطنين ، في ظل غياب تطبيقهم لمعنى النائب الخدماتي أو النائب الحزبي بعد دخولهم التيار الوطني، وحتى حصاد فشلهم وصدور قرار جلالة الملك بحلهم، سبب إصدار القوانين المؤقتة ، وغياب المجلس عن قضايا سياسية محلية .
المطلوب ليس الطامحين فقط في لقب سعادة، والجلوس فقط لمليء كراسي بحيث نشهد نواب لا نسمع لهم صوت طوال الأربعة سنوات سوى إثناء كلمات مناقشة الموازنة والتي يكبتها لهم بعض المقربين، إنما مجلس منتخب بحجم مجلس الأعيان ، فالذي يجب أن يصل إلى هذا المجلس هم النخب الذين يمتلكون الخبرة الواسعة في العمل الحكومي، أما حالات المراهقة السياسية والغرور الجنوني والجهل الذي رافق البعض فقد أساء للمجلس وللعمل الانتخابي وحينما ترى خلفية بعض النواب قبل وصولهم إلى المجلس فإنك تصاب بصدمة حقيقة وتسال مالذي يحصل في بلدنا.
اليوم حزب جبهة العمل الإسلامي لن يشكل الامل المرجو فقد شهد هذا الحزب تمزقا كبيرا بين أعضاءه ، وحرب اتهامات غير مقبولة سادها تشهير واتهامات، لن تؤهله ليكون منسجما والشعب غير معني بخلافات حمائم وصقور احدهم يأخذ أمره من الحكومة حسب وعود بالفوز والمناصب وإعادة الجمعية وآخرين من مكاتب حماس كما يقولون هم عن أنفسهم، وحالة التشظي هذه أنهكتهم في الانتخابات السابقة ولم يكن الحال كما هو اليوم بسوءه وفرقته، وحزب التيار الوطني مضطر بان يرشح الكثير من الأسماء التي كانت مع المجلس المنحل وسيواجه أزمة كبيرة في صراع الأسماء المرشحة وستولد خلافات كبيرة قريبا، واستفزازا للدوائر إذا ما لاحظوا أن الباشا يعيد أسماء كتلته ونوابه وهو يعي ماذا كانت ردود فعل الناس قبل عام فقط .
وإذا كانت العشيرة هي الاعب الأساسي في الحياة السياسية الأردنية بل القوى المحركة الفاعلة ، فإنها تأثرت برجال المال السياسي الذين ثبت أنهم لا يدفعون بسخاء سوى بفترة الترشيح، ويحجمون عن تقديم المساعدات بعد الفوز، لذا كان من الضروري الإيعاز لرجال الدولة المعروفين بثقلهم السياسي ورصانة مواقفهم، وقدرتهم على احتواء مطالب الدوائر وتشكيل قوى مشتركة بينهم وبين الحكومة، فالتسارعات السياسية الداخلية والخارجية لم تكن سهلة، والتهاون بإخراج مجلس نواب حسب الطلب ليس لمصلحة الوطن في ظل تخوف من انفجار اجتماعي يسببه بركان الاقتصاد وحمم الضرائب والبطالة.
إذن لتقود المهمة القيادات العشائرية والمتمتعة بخبرة سياسية تستطيع أن تجمع بين السياسية والثقل العشائري ، لتشكل موازين فاعلة لإعادة الهيبة لمجلس النواب وكسر الشخصنة والمصالح الصغيرة التي لاحقت بعض النواب، وإبعاد المبتدئين ، الذين تلاعبت بهم كل القوى الموجودة في الأردن، والتي عبرت عنها ناريمان الروسان بأنهم نواب يتحركون "بألو " وهذا يظهر هشاشة القوة التي يصنعها النائب نفسه أو يفقد حتى ثقته ينفسه، فلا يجوز قبول السقوط المظلي على المجلس كما رأينا في السنوات الأخيرة.
التوقعات تقول أن فيصل الفايز في طريقه إلى رئاسة المجلس وليس إلى كرسي عادي ، وهذه نتيجة عرفت منذ انتشار الخبر، وكذلك الحكومة والقوى العليا تريد أن تشير لأصحاب الثقل أن يترشحوا لمليء أماكن الفراغ السياسي الأخرى، وقطع طريق المال السياسي ونقل الأصوات في مناطق أخرى، وحالة فيصل الفايز تحتاج إلى دراسة فقد تمكن من الحفاظ على الرضا الكامل من الديوان أثناء عمله أو بعد استقالة حكومته،وكذلك على ثقله العشائري فهو ابن الشيخ عاكف الفايز الغني عن التعريف. ومع ذلك لم يعد سياسيا محافظا بل أنفتح على القوى السياسية والإعلامية وحتى شديدة المعارضة، حيث نشأت ظاهرة بان يقوم برعاية توقيع معظم الكتب التي يصدرها إعلاميون أردنيون من جميع الفئات ، وهو يتمتع بعلاقة طيبة ودائمة معهم ، ستمكنه من أن يكون ثقل حقيقي . مطلوب أن تتوحد وهي العشائرية والسياسية الفاهمة لمطالب جلالة الملك و لحال الشارع وللقوى الإعلامية.
Omar_shaheen78@yahoo.com