سيلاجيتش: الحوار والتعددية يخلقان الطاقة والابداع

المدينة نيوز - : اكد رئيس جمهورية البوسنة والهرسك الأسبق الدكتور حارث سيلاذيتش اهمية ان تسود لغة الحوار الايجابي البناء وتتعزز وتتبلور لان الاصل في الحوار الاختلاف في الرأي والذي لا بد فيه من النقد وليس كل نقد جلد للذات ولا اعتداء على الاخر وعليه فالحوار والتعددية يخلقان الطاقة والابداع.
وبين الدكتور سيلاذيتش في محاضرة بعنوان "الإسلام والنظام العالمي" اليوم الخميس في جامعة العلوم الاسلامية العالمية اهمية ان تسود التعددية والتعايش وروح السماحة بين الحضارات والذي نحن احوج ما نكون اليه اليوم، وللحضارة الاسلامية موقع الصدارة فيه والاصل في قوله تعالى "وجعلناكم شعوب وقبائل لتعارفوا".
واشار الى أن هناك دولا كثيرة تشكل مثالا حيا تسود فيها روح التعددية والتعايش واحترام الكرامة الانسانية منها الاردن والبوسنة والهرسك، لافتا الى أن هناك من يقتل ويدمر باسم الاسلام وليس له علاقة بالإسلام لانه يمنع ذلك، والاسلام يمثل الحضارة والتقدم والازدهار والحفاظ على كرامة الانسان.
واوضح ان هناك من يتكلم عن التعددية والتسامح كمبدأ وكأسلوب حياة في اوروبا لكن هذه التعددية وهذا التسامح ليس عميقا وربما ليس صادقا فالتعددية ليست ان نتعايش بجانب بعضنا بعضا وليس التسامح ان لا نتدخل في شؤون بعضنا بعضا ولكن التعددية الصحيحة تعني الحياة المشتركة وان يكون النظام العام السائد حصيلة ومجمل الثقافة المشتركة وان يكون لثقافة وفلسفة كل فئة دينية او عرقية مساهمة في الثقافة العامة والنظام العام.
وحول دور مؤسسات الامم المتحدة، قال انها لا تخدم الانسانية بطريقة جيدة، وعليه لا نستطيع ان نتحدث عن قيم العدالة والدليل الحي يتجسد بفلسطين التي يعيش شعبها حبيس قفص منذ اكثر من ستين عاما وهو يمثل عارا على الانسانية وقيمها النبيلة، اضافة الى ما حدث في البوسنة والهرسك وما يحدث في سوريا والعراق وغيرهما.
واستدرك بالقول ان تلك المؤسسات الدولية عموما غير كافية وغير عادلة ولكنها ضرورية ولا نستطيع تبديلها فهي منابر نستطيع ان نؤثر فيها الى حد ما، مشيرا الى ان الهرم العالمي وبعد الثورة التكنولوجية والمعلوماتية الهائلة والتي بات فيها الملايين من البشر يشاركون في صنع القرار، اضافة الى اهمية دور الاعلام في ايصال الخبر الموضوعي لكل الناس.
ودار في نهاية المحاضرة حوار مستفيض شارك في اعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة وطلبتها تمحور حول اهمية الحوار البناء والايجابي بين الحضارات وان يكون هو اللغة السائدة ما يجنب الحضارة الانسانية الكثير من الازمات، واهمية نشر صورة الاسلام السمحة والمشرقة والقائمة على الحفاظ على كرامة الانسان والدعوة الى الخير والفضيلة ونبذ التطرف.بترا