بعد حادثة "حزام القماش".. تعرف على أغرب عمليات اختطاف الطائرات
المدينة نيوز - : بحزام من القطن مصنوع بدقةٍ وحرفية، أوهم المصري سيف الدين مصطفى (59 عاماً) قائد طائرة مصر للطيران المتجهة من الإسكندرية إلى القاهرة أنه يرتدي حزاماً ناسفاً، ما دفع الكابتن إلى إيثار سلامة الركاب، والانصياع لأوامر المختطف بتغيير مسار الطائرة، والتوجه إلى مطار لارنكا بقبرص.
خلال هذا الوقت، تضاربت الأنباء حول هوية المختطف، فمنهم من قال إنه ضابط سابق بالجيش، وآخرون قالوا إنه عضو بجماعة الإخوان المسلمين، فيما أشيع أن سبب اختطافه للطائرة هو رغبته في رؤية طليقته، ولم يمر الوقت حتى تغير المطلب إلى إطلاق صراح المعتقلين.
ورغم تضارب الأخبار عن هوية الخاطف والأسباب الدافعة وراء العملية، وبعيداً عن محاولات تطبيعها بطابع سياسي، خرجت السلطات المصرية والقبرصية لتؤكد أن مختطف الطائرة ما هو إلا شخص يعاني من اضطرابات نفسية، استطاع من خلال حزام مصنوع من القماش إيهام الأجهزة الأمنية بعملية الاختطاف.
ورغم غرابة هذه الواقعة، فإنها تضاف إلى سجلٍ حافلٍ ومثيرٍ لحوادث اختطاف الطائرات، والتي عدّ بعضها غريباً سواءاً لظروف الاختطاف، أو لطبيعة المختطف وأهدافه.
فيما يلي نستعرض أغرب حوادث اختطاف طائرات حول العالم بحسب موقع Oddee:
المختطف الذي استسلم مقابل البيرة
في 21 يونيو/حزيران من العام 1985، اختطف رجل يحمل مسدساً طائرةً من طراز بوينغ 737 تابعة لشركة Braathens SAFE تحمل على متنها 116 راكباً و5 من أفراد الطاقم، خلال رحلة محلية من مطار تروندهايم فايرنس (TRD) إلى مطار اوسلو بالنرويج.
شعر المختطف بالملل من المجتمع، وطلب التحدث إلى رئيس وزراء ووزير عدل النرويج. وفور هبوط الطائرة بمطار فورنيبو بمدينة اوسلو، تم السماح للركاب بمغادرة الطائرة، بينما ظل أفراد طاقم الطائرة الـ 5 على متنها كرهائن.
يُذكر أن المختطف، الذي كان يتناول الكحوليات خلال العملية بأكملها، قام بتسليم مسدسه إلى السلطات بعد ساعةٍ واحدةٍ مقابل الحصول على المزيد من البيرة، فلم تشهد أول عملية اختطاف بتاريخ النرويج أي خسائر.
الطيران بالمقلوب أنقذ الطائرة من محاولة الاختطاف
كان مهندس طيران شركة Federal Express اوبرن كالواي (42 عاماً)، يوشك على أن يتم فصله من العمل بسبب مخالفاته في تقديم التقارير حول ساعات الطيران الخاصة به.
ومن ثم، وضع خطةً تتمثل بركوب طائرةٍ وتحطيمها حتى تحصل أسرته على قيمة التأمين على حياته، والبالغة 2.5 مليون دولار.
وفي 7 أبريل/ نيسان 1994، صعد على متن طائرة من المزمع أن تتجه إلى سان جوزيه بكاليفورنيا، وكان يحمل حقيبة غيتار تحتوي على العديد من المطارق والمسدسات.
وحينما دخل كالواي إلى الطائرة وبدأ اعتداؤه، تلقّى كل من أعضاء الطاقم العديد من الضربات التي أدت إلى تحطيم جماجمهم، تبعه صراعٌ مطول مع مهندس الطائرة والطيار، حيث تمكن المسؤول الأول من السيطرة على الأمر وقام بمناورات هوائية شديدة الخطورة بالطائرة.
ولمحاولة إفقاد كالواي توازنه، لف بالطائرة يساراً على جانبها ثم التف بها بزاوية 140 درجة، حينها قام المسؤول الأول بوضع الطائرة بزاوية منحدرة. وأدى ذلك إلى دفع المتصارعين نحو ستائر المقاعد؛ ومع ذلك، بدأ جناحا الطائرة والمصاعد في الرفرفة. وفي هذه المرحلة، سمع طاقم الطائرة صوت الرياح تندفع نحو نوافذ مقصورة الطيار.
ونجح الطاقم في النهاية في السيطرة على كالواي واستعد للهبوط الاضطراري، وادعى كالواي الجنون المؤقت؛ ومع ذلك، صدر ضده حكمان بالسجن المؤبد في 15 أغسطس/آب 1995 بتهمة محاولة القتل ومحاولة القرصنة الجوية.
وحصل أفراد الطاقم على جائزة الوسام الذهبي لما قاموا به من أعمال بطولية، وهي أعلى جائزة يمكن أن يحصل عليها طيار مدني.
المخُتطِف هو الناجي الوحيد
تم اختطاف القارب الطائر التابع لشركة PBY Catalina والمعروف باسم "مس ماكاو" والمملوك لخطوط Cathay Pacific الجوية خلال رحلتها بين ماكاو وهونغ كونغ بتاريخ 16 يوليو/تموز 1948، فيما يعرف بأول عملية اختطاف طائرة في تاريخ العالم.
وكان العديد من ركاب طائرة Cathay من الأثرياء، ولذلك فقد كانوا هدفاً مغرياً للاختطاف. وكانت الخطة تتمثل في إجبار الطائرة على الهبوط بالقرب من جزيرة نائية على ساحل الصين حيث يمكن للمختطفين إخفاء الطائرة واحتجاز الأسرى كرهائن.
وذُكر في وقت لاحق أن امتعة أحد الركاب، وهو المليونير وونغ تشانغ بينغ تاجر سبائك الذهب من ماكاو، تحتوي على 3000 تائل من الذهب (التائل الواحد يعادل 50 جراماً).
ركب زعيم العصابة شيو توك، على متن الطائرة في ماكاو صحبة ثلاثة من شركائه، وجلس خلف الطيار الأميركي ديل كريمر مباشرةً، وبعد دقائق قليلة من إقلاع الطائرة، طلب المختطفون أن يسلم كريمر القيادة لهم ورفض كريمر.
واشتبك شيو توك ورجاله معه ومع طاقم الطائرة وقام الركاب أيضاً بالاشتباك مع المختطفين، وأصيب شيو توك بالذعر وأطلق النار على كريمر الذي انهار فوق أجهزة التحكم، ما أدى لسقوط الطائرة نحو البحر.
وشاهد اثنان من الصيادين تصادم الطائرة بالمياه، ووجدوا شخصاً فاقد الوعي يطفو على سطح الماء. وكان وونغ يو مان، الذي تم اعتباره أحد المختَطِفين، وقضى ثلاث سنوات بالسجن.
المختطف الغامض الذي أفشل FBI
في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 1971 وخلال عيد الشكر، قام رجل ذكر أن اسمه دان كوبر في مطار بورتلاند الدولي بشراء تذكرة ذهاب فقط على الرحلة رقم 305 التي تستغرق 30 دقيقة إلى سياتل.
وعقب إقلاع الطائرة، أرسل كوبر رسالة إلى مضيفة بالقرب منه نصها "لدي قنبلة في حقيبتي. وسأستخدمها في حالة الضرورة. أريدك أن تجلسي بجواري. فقد تم اختطافك".
وبعد أن أظهر ما يبدو كالمتفجرات داخل حقيبته، ذكر مطالبه وهي 200 ألف دولار (أكثر من مليون دولار وفقاً لقيمتها الحالية) وأربع مظلات وشاحنة وقود تكون مستعدة في سياتل لإعادة تزويد الطائرة بالوقود لدى وصولها.
وأخبرت مضيفة الطائرة المحققين في وقت لاحق قائلة "لم يكن عصبياً. بل كان لطيفاً ولم يكن قاسياً أو قذراً. بل كان هادئاً طيلة الوقت".
وبمجرد وصول الطائرة إلى سياتل، انصاع مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI لمطالبه. وفور التسلم، سمح كوبر لجميع الركاب وبعض أفراد طاقم الطائرة بالمغادرة. وبعد إعادة التزود بالوقود، أقلعت الطائرة 727 وعلى متنها الطيار وبعض أفراد طاقم العمل، الذين تمت مطالبتهم بالبقاء في مقصورة الطائرة حيث أغلق الأبواب عليهم، بينما قام كوبر بالقفز بالمظلة إلى مصير غير معلوم.
ورغم المطاردات المكثفة وتحريات مكتب التحقيقات الفيدرالية المتواصلة، لم يتم تحديد موقع مقترف العملية أو تحديد هويته مطلقاً. وتظل القضية بمثابة عملية القرصنة الجوية الوحيدة التي لم يتم حل غموضها في تاريخ الطيران الأميركي.
المختطف الذي مات في الوحل
في 25 مايو/أيار 2000، تم اختطاف رحلة الخطوط الجوية الفليبينية رقم 812 على يد رجل يحمل مسدساً وقنبلة يدوية. وأطلق النار على أحد الحواجز وطلب السماح له بدخول مقصورة الطائرة. وحينما تم رفض طلبه، طلب من الركاب وضع مقتنياتهم الثمينة داخل حقيبة قبل أن يأمر الطيار بالهبوط وتخفيف الضغط حتى يستطيع الفرار بواسطة المظلة التي صنعها.
ونظراً لعدم وجود حبل لفتح المظلة، فقد قام بصنع حبل مماثل من خلال ستائر الطائرة. وقبيل القفز، أصيب بالذعر وأمسك بالباب الخلفي وقامت مضيفة الطائرة بدفعه إلى الخارج.
وبعد ثلاثة أيام من عملية الاختطاف، تم العثور على جثة المختطف شبه مدفون بالوحل. ويبدو أنه نجا أثناء السقوط ولكنه لقي حتفه وسط الوحل.
الطائرة التي اختطفتها كوريا الشمالية ومصير ركابها غير المعلوم
في 11 ديسمبر/ كانون الأول 1969، تم اختطاف إحدى طائرات الخطوط الجوية الكورية NAMC YC-11 خلال رحلة محلية من قاعدة غانغ نونغ الجوية إلى مطار جيمبو الدولي في سيؤول على يد أحد عملاء كوريا الشمالية.
ونهض الرجل من مقعده بعد 10 دقائق من الإقلاع ودخل مقصورة القيادة، فغيرت الطائرة اتجاهها ثم لحقت بها ثلاث طائرات حربية من القوات الجوية الكورية.
وهبطت الطائرة في مطار سوندوك، حيث صعد جنود كوريا الشمالية على متنها وقاموا بعصب أعين الركاب ومطالبتهم بمغادرة الطائرة. وتم إخضاعهم للتلقين لنحو أربع ساعات خلال اليوم. وزعمت كوريا الشمالية القيام بذلك للاحتجاج على رئيس كوريا الجنوبية.
وبعد الحادث بـ 66 يوماً، وعقب محادثات مطولة بين الحكومتين، أطلقت كوريا الشمالية سراح 39 من الركاب ولكنها أبقت على الطائرة وطاقمها والركاب الباقين، ولم يتم التعرف على مصير الركاب الذين لم يعودوا.
مختطف الطائرة.. وسر فاطيما الثالث
السر الثالث لفاطيما، قصة تتعلق بظهور مريم العذراء لثلاث أطفال في البرتغال لتكشف عن سر لم يعرف مطلقاً؛ ومع ذلك، كان لورانس جيمس داوني، الأسترالي (52 عاماً)، فضولياً للغاية بشأن هذا السر.
كان داوني راكبا على متن رحلة طيران شركة Aer Lingus رقم 164 المتجهه من دبلن إلى لندن في 2 مايو/ آيار 1981. وقبل موعد هبوط الطائرة بنحو 5 دقائق، ذهب الرجل إلى دورة المياه وغمر نفسه بالغاز، ثم ذهب إلى مقصورة الطائرة ومعه ولاعة سجائر وطلب التوجه إلى إيران. وحينما أخبروه أنه لا يوجد وقود كاف، اختار تغيير المسار إلى فرنسا.
وهبطت الطائرة نهائياً في مطار توكيت وبدأت المفاوضات مع داوني. وطلب من البابا جون بول الثاني الكشف عن السر الثالث لفاطيما.
وبعد انقضاء 10 ساعات، اقتحمت القوات الفرنسية الخاصة الطائرة وألقت القبض على داوني. ولم يتم إطلاق النار على الإطلاق ولم يصب أحد. وتم الحكم على داوني بالسجن لـ 5 سنوات بتهمة القرصنة الجوية.