الحوار لغة العصر
![الحوار لغة العصر الحوار لغة العصر](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/47001.jpg)
الحوار لغة التواصل بين الكائنات الحية سواء الأنسان أو الحيوان أو النبات ايضا ، ولكل منهم طريقته الخاصة التي ميزه بها " الله سبحانه وتعالى " .
أمسكت قلمي وبدأت أفكر وأكتب عن هذا الموضوع وأنا جالسة على الشرفة ليلا في هدوء وأنظرالى القمر في السماء والنجوم وتخيلت " كيف النجوم بلا سماء وحاورت نفسي وتسآءلت " كيف الدموع بلا عيون "وكيف الطيور بلا غصون " وكيف العروق بلا دماء "وكيف الحنين بلا أشتياق " فقلت هذا هو الحوار ... حوار مع نفسي ومع الأخرين ، كلما تكلمت مع الناس وخاطبتهم أيضا حوار ، ولكن السؤال ما هو الحوار حقيقة ؟ بأعتقادي انه دائرة تدور حول نفسها لكل جزء فيها دوره ليتحدث ومن ثم تعود الدفه الى ربانها في النهاية . والسؤال الأخر هو من أين يبدأ الحوار؟ يبدأ منذ أن يكون الجنين في رحم أمه ومن ثم يستعمل يدية أو عينيه أو صراخه ليعبر عن حواره ومن ثم ينمو ذلك المخلوق البشري لتنمو كل ذرة في جسده لتحاور . حرية التصرف وحرية التعبير هي التي تحكم حوارنا في موقف حقيقي ، كان الحوار في السابق والتشاور فقط بين الرجال والمتحدث ذكرا بأعتباره مقدساً تحت شعار(العادات والتقاليد) وبأعتبار أن( الولد سند) وأن(هم البنات للممات)
وليس لها أي سلطه أو مشورة ، ولكننا في عصر تحررنا من بعض المعتقدات الخاطئه كحكم القوي على الضعيف وتسلط الأخ على الأخت وغيره، لأن المرأة أصبحت كالرجل في العمل والفكر وأتخاد القرار والمشورة أيضا في العائلة والمجتمع ومواقع صنع القرار ، كل هذا وأكثر وذلك لقناعة الأخرين بأن لكل إنسان حرية الأختيار والعلم والثقافة والعمل ... ويجب ان نضع أمام أعيننا بأنه تنتهي حريتنا عندما تبدأ حرية الأخرين كل هذه الأمور تبدأ في الأسرة وللأباء والأمهات والثقافة الأسرية الدور الأساسي في تعلم أبنائنا لغة الحوار التي هي لغة العصرعن طريق تعزيز ثقتهم بنفسهم ، وتعليمهم أداب الحوار الجاد والقيم ، وأهتمامنا بتحصيلهم العلمي والثقافي والمعرفي والثقه بعقولهم وتحفيزهم للأستنتاج والأصغاء لهم والأهتمام بآرائهم وعدم الأستهزاء أو النقد الجارح لهم . ولا ننسى الحوار الدائم بين الأزواج وأتخاد القرارات الصائبه التي لها الأثر الأيجابي داخل الأسرة في تخصيص الوقت الكافي لأبنائنا في تربية ومتابعة ومراقبة ومعالجة مشاكلهم بهدوء والأستماع لهم ونشعرهم بالأمان والدفء الأسري ، يجب أن تكون الأسرة برلمانا مصغرا يجري فيه الحوارات الدائمة بقيادة الوالدين وأحترام خصوصية كل من الأبناء والبنات والعمل على توجيههم كالمثل أو الحكمة الذي تقول " اذا كبر أبنك خاويه "
وعن عمر رضي الله عنه قوله : لاعب أبنك أو بنتك سبعا ...وأدبه سبعا ... وصاحبه سبعا . والمقصود في السبع سنوات الأخيرة عندما يبلغ من العمر اربعة عشر عاما وبهذه المرحلة تبدأ مرحلة الحوار الحقيقي بين الوالدين مع الأبناء وبعدها الأنطلاق الى المجتمع والثقافة المجتمعية والحوار مع الأخرين ، لأن الحوار بين الحضارات ضرورة قصوى من ضروريات الحياة في ظل السلام والأحترام المتبادل وتبادل وجهات النظر.
بالتفاهم والتواصل والصراحه والعلم والتكافل وهي الطريقة الوحيده للحوار وأساس التفاعل والحياه والتي هي من سمات عصرنا الحديث .