أنصار السلام في إسرائيل كذبة كبيره

تم نشره الخميس 24 حزيران / يونيو 2010 11:38 صباحاً
أنصار السلام في إسرائيل كذبة كبيره
عبدالرحيم غنام

منذ أواسط السبعينيات ظهر على الساحة القربية عموما والساحة اللبنانية بما فيها منظمات المقاومة الفلسطينية في لبنان بعض الداعين الى التعاون مع اليسار ألإسرائيلي " حزب ميرتس " وبدأت إتصالات شبه سرية بين بعض المسؤولين من فصاشل فلسطينية يسارية مقاومة ،ولكن هذه الإتصالات والمباحثات لم تحافظ على سريتها كما كان يطمح الفلسطينيون الذين راهنوا على اليسار الإسرائيلي من اجل اختراق الطوق الفولاذي الذي يحيط الصهاينة انفسهم به وتطورت الإتصالات واللقاءاة الفلسطينية مع ما يسمى باليسار الإسرائيلي بعد إتفاقية كامب ديفي بين مصر برئاسة انور السادات الذي عزل مصر عن محيطها العربي ، وبعد الزيرة المشؤمة التي قام بها السادات الة فلسطين المحتلة وإلقائه خطبة الإستسلام والتسليم والتنازل عن حق مصر بدعم العرب والدخول في حرب مع الصهاينة في فلسطين في حال وقعت الحرب بين العرب والكيان الصهيوني المحتل ، وبذلك اصبح الموقف العربي ضعيفا بغياب مصر العرب التي حيدها السادات واصبحت خارك التضامن والصف العربي ، وهكذا نشطت بعض الجهات العربية التي كانت تنتظر ان يفتح المجال امامها لتحقيق اجندتها المرسومة مسبقا والقائمة على مصالح شخصية لأصحابها بعيدا عن المصالح الوطنية والقومية العربية ومصلحة الشعب الفلسطيني . امام هذا التهافت الذي تبنته بعض القوى والمنظمات العربية المرتبطه بأمريكيا ودول غربية متحالفة مع الكيان الإسرائيلي الصهيوني المدعوم عسكريا وماديا ومعنويا من قبل القوى الفاعلة في الغرب وفي الشرق الأوسط بما فيها بعض الدول العربية والذي ادى في مطلع الثمانينيات الى إخراج منظمة التحرير الفلسطينية والفصائي الفلسطينية المقاومة من لبنان وتوزيعها على عدد من الجول العربية وغير العربية مما شكل نكبة جديدة بالنسبة للفلسطينيين اقرب ما تكون من نكبة عام الثمانية والأربعين .
الكارثة الجديدة التي حلت بالثورة الفلسطينية والفلسطينيين في كل مكان اتاحت الفرصة امام ما يسمى بأنصار السلام في إسرائيل للتحرك وبحرية أكثر من السابق ، وقبل عقدين ونيف تحركت هذه القوى الإسرائيلية وبقوة على الساحة العربية  لإقامة التطبيع بين العرب والكيان الصهيوني قبل أن يتم السلام، والانسحاب الإسرائيلي وفق القرارات الدولية ، وشجع الصهاينة الصمت العربي على هذه التحركات التي ساهمت في إنتشارها قوى عربية يهمها ان تدفع بعجلة التطبيع مع إسرائيل الى الأمام لتحقق بعض اهدافها غير المعلنة ، وفعلاً نجح رجل الموساد العتيد " ديفيد كيمحي " في إنشاء ما سمي في ذلك الوقت بالتحالف العربي ـ الإسرائيلي الشعبي من أجل السلام ]، وعرف هذا التحالف بإعلان كوبنهاجن واستقطب هذا التحالف العديد من المثقفين العرب للانضمام إلى هذا التحالف المشبوه
حدث هذا في وقت كان العرب يرفضوى إقامة هذا التحالف مع ألإسرائيليين الصهاينة ويعتبرونه تحالفا مشبوها وعلى الدول والشعوب العربية رفضه ومقاومته ومقاطعة كل من يحاول ان ينضم الى هذا التحالف او يشجع عليه كونه تحالف لايشجع فى دعم عملية السلام او يؤدي الى إقامته كما يحاول هؤلاء ان يروجوا اليه ، وعلى العكس تماما فإنه يسهم في دعم توجهات الكيان الصهيوني في الاحتفاظ بالأرض وكسب التطبيع معاً، وهذا التطبيع أيضاً يهدف إلى كسر الحواجز بدون مبررات أو خطوات عملية لإقامة السلام الشامل العادل في الأرض المحتلة.
وبرر ـ دعاة التطبيع ـ وقتها إن هذا التحالف سوف يشجع قوى السلام في إسرائيل للدعوة إلى السلام وسيشكلون قوة ضغط على المؤسسة العسكرية الحاكمة للانسحاب من الأراضي المحتلة واعطاء الشعب الفلسطيني حقه في الاستقلال.
وهذه المجاهرة بدعاوى التطبيع، مست حتى " الثوابت"! بالغمز واللمز .حتى وصل الأمر ببعض المطبعين العرب الذين ظهرت عليهم علامات التلون في الفكر والأعراض في التطبيع مع الإسرائيليين بدؤا يروجون بضاعتهم الفاسدة من خلال اعتراضهم على استمرار العرب بالإبقاء على الثوابت مؤكدين ان الإهتمام بالثوابت " خلق لدينا كأمة عربية  ميلاً دائماً للابتعاد عن كل ما هو جديد طالما أنه لا يتوافق مع رؤيتنا وأمانينا. وعندما يصل الأمر إلى النظام العالمي فإن الكارثة تصبح محققة. فلو أننا نظرنا الى النظام الدولي الراهن نظرة فاحصة لوجدنا أن هناك الكثير من الجديد تحت الشمس الذي لا يؤدي بالضرورة إلى تدهور أوضاعنا، والواقع أن أي نظام يمكن التعرف عليه من خلال أربعة أبعاد" نمط سائد للتكنولوجيا"، وبناء للقوة والسلطة،هذا ما درج على الترويج له دعاة التطبيع مع الصهاينة  .و فد غاب عن ذهن هؤلاء او نسوا و ربما تناسوا أن إسرائيل، عبر تاريخها الطويل تلبس الحق بالباطل، وترفع شعار السلام وهي تخطط للحرب، وما قامت به دولة العدوان والإغتصاب والقتل والتدمير والقرصنة خلال العقدين الماضيين انما يؤكد هذا التاريخالإجرامي الطويل للعصابات الإسرائيلية الصهيونية التي لم تفكر يوما مجرد التفكير بالسلام وإعادة الحقوق لأصحابها .
والأن وبعد ان ثبتت إدعاءات الصهاينة الكاذبة ومن يسوقونهم في الوطن العربي والعالم الإسلامي نقول لهؤلاء المطبعين . إذا كنتم هذه المرة  على ثقة  = أن الإسرائيليين يريدون السلام فإن القضية لا تحتمل الطلاسم والألغاز والأحاجي، فإعطاء الحق لأصحابه هو الضامن الأكيد لأمن إسرائيل ووجودها، وهو الذي سيّكرس السلام الدائم الشامل بعيداً عن التحالفات المشبوهة، واللقاءات التليفزيونية، فلماذا إذاً هذه الأساليب التي لا تخدم قضية ولا تحرك واقعاً لإنهاء تكريس الاحتلال؟. بالطبع هذا ما لم ولن تفعله إسرائيل وعلى المطبعين مع هذا الكيان الذي يلحق الأذى والضرر البالغ بالفلسطينيين والعرب من خلال إستمرارهم بسياسة الإحتلال والإستيطان وبناء المستوطنات على انقاض منازل فلسطينية بعد هدمها وتشريد الفلسطينيين في وطنهم ، وما يجري في القدس الشرقية خير دليل على الصلف والتعنت الإسرائيلي وإصراره على مواصلة سياسته العنصرية العدوانية والتخطيط لشن الحروب المدمرة بحق الفلسطينيين اينما تواجدوا على المطبعين ان يراجعوا حساباتهم ويعودوا الى رشدهم والى الصف العربي قبل فوات الأوان  وهنا اود ان أؤكد ان ما يسمى بتحالف انصار السلام لايعدو كونه كذبة أسرائيلية انخدع بها بعض العرب فهل يعي هؤلاء الخدعة والكذبة الإسرائيلية الكبيرة التي انطلت عليهم ويتراجعون امام الحقيقةالإسرائيلية التي لم تعد تنطلي على احد ؟



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات