أمي أنتِ الأجمل بين أمهات العالم .. آخر رسائل ضحية الحافلة المدرسية لوالدته
المدينة نيوز :- لم تكن تتوقع أم الطفل الضحية نواف السلمي ذي السنوات الثماني، الذي لقي حتفه اختناقًا بعد نسيانه داخل الحافلة المدرسية، وإغلاق الأبواب عليه لمدة ست ساعات من قِبل السائق، أن تعود الحافلة نفسها التي تقله كل يوم محملة بحقيبة ونظارة وحذاء طفلها فقط دون جسد فلذة كبدها “نواف”، الذي كان يمازحها قبيل ليلة وفاته بقوله: “أنتِ الأجمل يا أمي من بين أمهات العالم أجمع”،وكان هذا آخر لقاء بينهما.
وتعيش الأم الأمرّين، الأول حسرة على فقدان ابنها، التي بسببها لم يفارق الدمع عينيها منذ يومين. والثاني بسبب اللامبالاة من وزارة التعليم التي لم تتصل أو حتى تواسيهم؛ ما جعلها في حالة نفسية يرثى لها.
شمعة المنزل
وبنبرة حزن وأسى روت أم الضحية نواف السلمي تفاصيل جديدة عن حياة فلذة كبدها، قائلة: طفلي المتوفى هو الابن الأوسط بالعائلة، وكان يتمتع بروح جميلة، وكان الجميع يحب المرح معه والسماع له، وكان يتمتع بخفة ظل، وبراءة ترسم ملامح وجهه الجميل، الذي كان يملأ المنزل علينا، وينيره بروحه.
أمي أنت الأجمل
وتابعت بقولها: قبيل ليلة وفاته كان يمرح معي، ويقول لي “أنتِ الأجمل يا أمي من بين أمهات العالم أجمع”. كانت هذه آخر الكلمات التي سمعتها منه قبل أن يخلد إلى النوم، ويذهب صباحًا إلى مدرسته عبر الحافلة المدرسية التي كانت آخر محطاته.
“سلفي” الوداع
وأشارت والدة الضحية إلى أن “نواف” كان يحب أن يلتقط صور السلفي، وكان قد التقط “سلفي” قبل الحادثة بيوم واحد فقط، لافتة إلى أنه من الشغوفين بالأجهزة الذكية واستخدامها، وكان يلعب مع أخيه طلال لعبة كرة القدم عبر المحاكاة، وغيرها.
صدمة مدوية
وبصوت خفيف متقطع، وبدموع لا تقف، قالت والدة الضحية: عند استقبال خبر وجود ابني نواف في المستشفى شعرت بشعور غريب جدًّا، ولم أكن مطمئنة، وتوجهنا فورًا إلى المستشفى، وكان في استقبالنا خبر وفاته الذي كان صدمة مدوية لي، ولم أصدق ذلك، وكنت أتوقع أنني في حلم.
تجاهل الوزارة
ولفتت والدة الضحية إلى تجاهل وزارة التعليم، ممثلة بوزير التعليم، حادثة وفاة فلذة كبدها، الذي ذهب بسبب الإهمال من قِبل السائق والمدرسة، وحتى لم يبادروا بتقديم واجب العزاء ومواساة ذويه!!
سوف نقاضي المتسبب
ولوحت والدة الضحية لعزمهم التقدُّم برفع دعوى قضائية تجاه كل من تسبَّب في وفاة ابنها نواف داخل الحافلة المدرسية، وتركه منسيًّا لمدة ست ساعات.
يُذكر أنه تم تحويل جثمان الضحية أمس إلى الطب الشرعي؛ وذلك بطلب من هيئة التحقيق والادعاء العام؛ للتأكد من سبب الوفاة، وعدم وجود شبهة جنائية، وذلك بعد تشكيك ذوي الضحية في صحة التقرير الطبي الصادر من المستشفى.
وأوضحت مصادر أنه تم استدعاء إدارة المدرسة والتحقيق من قِبل هيئة التحقيق والادعاء العام؛ وذلك استكمالاً للإجراءات اللازمة تجاه القضية. وأضافت المصادر بأن اللجنة السداسية المشكَّلة من قِبل إدارة تعليم محافظة جدة بدأت أعمالها صباح أمس.
وكان الناطق الإعلامي بشرطة منطقة مكة المكرمة، العقيد دكتور عاطي بن عطية القرشي، قد صرح بأن شرطة محافظة جدة بمنطقة مكة المكرمة باشرت بتاريخ 25 جمادى الآخرة 1437 إجراءات الضبط الجنائي بحادثة وفاة طفل سعودي الجنسية، يبلغ من العمر ثماني سنوات، داخل حافلة للنقل المدرسي. وذكر سائق الحافلة (عربي الجنسية – 36 عامًا) أنه لاحظ وقت خروج الطلاب في نهاية اليوم الدراسي وجود طفل داخل الحافلة فاقدًا الوعي.
وبانتقال المختصين من مركز شرطة الكندرة للموقع اتضح من خلال المعاينة والإجراءات الأولية أن الطفل قد فارق الحياة؛ فتم حفظ جثمانه لاستكمال الإجراءات اللازمة، وإيقاف سائق الحافلة لإحالته برفقة كامل الأوراق للجهة المختصة.
وبحسب صحيفة سبق قد فُجعت جدة بمصرع الطفل نواف السلمي، البالغ من العمر ثماني سنوات، اختناقًا داخل باص المدرسة، بعد أن تم إغلاق الأبواب عليه أكثر من ست ساعات من قِبل سائق الباص (من إحدى الجنسيات العربية)، بعد وصولهم إلى المدرسة صباح أمس.
يُذكر أن هذه الحادثة هي الثالثة من نوعها بمحافظة جدة، التي كان خلفها إهمال السائقين بالمدارس الأهلية.