خادم الصائمين كرّس حياته لإطعام الصائمين ورحل قبل الشهر الفضيل
المدينة نيوز :- وسط حالة من الحزن ودّعت مدينة سكاكا في ساعة متأخرة من مساء الأحد (3 أبريل 2016)، فقيدها منار الطارف الذي يُدعى خادم الصائمين عن عمر يناهز ال62 عاماً، وهو صاحب ذاك المشهد الذي يتكرر سنوياً منذ 16 عاماً؛ حيث يطبخ بنفسه 300 وجبة يوميّاً، ويوزعها على الصائمين في رمضان، والذي انتقل إلى جوار ربه بعد معاناة مع المرض.
وفقاً لما جاء في صحيفة عاجل الإلكترونية، فقد قام رواد شبكات التواصل الاجتماعي بتدشين هاشتاق حمل اسم #منار_الطارف، عددوا فيه مناقب الفقيد، داعين له بالرحمة والمغفرة، فقال مريح المريح: “عظم الله أجرك يا سكاكا، رحل إنسان من أطيب الرجال، وقلب نقي يشع بالمحبة لكل الناس.. كان بعيداً عن العنصرية والفئوية، متواضعاً إلى أقصى حدود التواضع، بسيطاً إلى أبعد حدود البساطة، رجلاً عمليّاً لا يعترف بالطبقية.. فطرياً يعامل الصغير بمعاملة الكبير.. رحمك الله يا منار”.
في شهر رمضان الماضي قامت صحيفة عاجل بالتواصل مع الرائد الكشفي والمشرف التربوي بإدارة التعليم بالجوف “منار محمد الطارف”، لإلقاء الضوء على عمله الخيري خلال الأعوام الـ16 السابقة. وعند سؤاله عن دوافعه خلف هذه الفكرة، فقد قال: “الدافع وراء تفطير الصائمين هو طلب اﻷجر والمثوبة من الله عز وجل لي ولوالدي وأمواتي وكل من له حق علي”.
وعند سؤاله عن أبرز الصعوبات التي يواجهها في عمله هذا، قال: “الحمد لله لا توجد صعوبات بفعل الخير، ومنطقة الجوف تزخر بأهل الخير، وكل جوفي يتمنى عمل الخير والشواهد كثيرة وموجودة”. وأضاف: “التعب بإعطاء وجبة الإفطار لصائم ألذ عندي من أي سفرة طعام، أما من ناحية عائلتي فهم داعمون لي، ويدعون لي بالتوفيق الدائم، ويحبون الأكل من طبخي في رمضان، ويمازحونني دائماً برائحة الطبخ في هندامي”.
أما عندما تم سؤاله عن كيفية التوافق بين الإرشادات الطبية ومهام عمل الخير، فقد أجاب: “صحيح أنني أعاني من فشل كلوي، وأقبع تحت طائلة الغسيل الكلوي ثلاث مرات باﻷسبوع، ولكنني سأواصل عمل الخير ما دام اﻹيمان والعزيمة واﻹرادة موجودة”.