حتى كرة القدم!!
![حتى كرة القدم!! حتى كرة القدم!!](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/47217.jpg)
لا أعلم كيف تساقطت دموعي عندما شاهدت هدف أمريكيا في الدقيقة 91 وما تبعه من احتفال لأبناء العم سام لذلك الهدف اللعين؛ ولكنني أعلم جيداً أنّ دموعي ليست على كرة القدم وإنما دموع الحسرة والقهر على لعبة أمريكيا الكبرى في جزيرتنا الحبلى بالحروب والويلات.
لا أكره شعب أمريكيا ولكنني بكل تأكيد أكره سياستها وساستها وحكوماتها, أكره ديمقراطيتها الكاذبة, وأكره احتلالها للعراق ولأفغانستان, أكره تسلطها على رقابنا وعلى سطوتها وبطشها, أكره ذلّنا عندما أشاهد جنديا أمريكيا يدوس ببسطاره على أسير, من حقي أن أكره أمريكيا وأكره جيشها عديم الضمير.
مثلي كمثل أي عربي مسلم تابعت بكل شغف مباراة الجزائر وكلي أمل أن نحقق إنتصاراً على أمريكيا حتى لو كان هذا الانتصار بكرة القدم, شجعت الجزائر بكل جوارحي وتفاعلت مع حفيظ الدراجي ومع لاعبي الجزائر, كنت أدعوا الله عز وجل بهدف ينسينا للحظات ذل أمريكيا لنا, كنت أقفز مع كل فرصة ضائعة وأفرح مع كل فرصة سانحة.
في الدقائق الأولى من المباراة أرسل رفيق جبور كرة صاروخية لا تصد ولا ترد ولكن للأسف تمكنت القوات الدفاعية (العارضة) من سدّها ومنعتنا من الفرحة, كما تمكن الدفاع الأمريكي من قطع العديد من التمريرات الخطيرة المرسلة إلى كريم مطمور من نذير بلحاج؛ فبينما مهاجمو المنتخب الجزائري يقاتلون المنتخب الأمريكي بكافة الأسلحة المشروعة, تقف قواتنا العربية بصمت وسكون دون أي حراك ودون حتى أن تفكر في مهاجمة من هاجمونا في العراق وأفغانستان وفلسطين أو حتى الدفاع عنهم.
أما خط الوسط الجزائري حسان يبدة ومهدي لحسن وكريم زياني وفؤاد قادير كانوا رائعين بمساعدة المهاجمين، وبالتقهقر للخلف للدفاع عن كرامتنا الكروية.
الهجوم البربري الأمريكي من العلوج على المنتخب الجزائري العربي الأصيل تصدى له بشجاعة الحارس وهاب رايس مبولحي رغم قوة صواريخ المهاجمين الأمريكين إلا أنها باءت بالفشل الذريع وصمد المنتخب الجزائري.
وفي نهاية الشوط الثاني نال التعب من أغلب لاعبي الجزائر واستغلت أمريكيا هذه الفرصة وقامت بالعديد من الهجمات ولكن دفاع الجزائر الفذ وعلى رأسهم عنتر يحيى ومجيد بوقرة ورفيق حليش والحارس الأمين والرائع مبولحي تمكنوا من الصمود والتصدي وإحباط العديد من الهجمات.
أمام هذه الصور المباشرة والروح الدفاعية والهجومية لمنتخب الخُضر كنت أتذكر تلك القصص التي مارسها الجيش الأمريكي في العراق والتي تنتهك كرامتنا في الصميم, كنت أتذكر جريمة سجن أبو غريب وفضائح بلاك ووتر وتشريد الآلاف وقتل الأبرياء واغتصاب العراقيات وتدمير بلاد الفرات, وفي الدقيقة 91 جاء هدف أمريكيا القاضي وسط فرحة لاعبي أمريكيا فتذكرت تلك الدبابات التي أسقطت بغداد وسط فرحة الخونة والعملاء.
هدف أمريكيا القاتل قتل أحلام المنتخب الجزائري للتأهل, كما قتل حريتنا منذ أكثر من ستين عام.
لم أتابع المباراة بروح رياضية وإنما بروح عربية مقهورة يئست من حكامها وعلقت آمالها على منتخب الجزائر العربي, شكرا لك يا منتخب الجزائر لأنك حاربت ببطولة وكرامة لـ 90 دقيقة, وكنت نداً قوياً نتشرف به.
رغم أن هناك فرق شاسع وكبير ولا توجد أي مقارنة؛ بين شعب يُقتل ودماء تروي الوطن وبين كرة قدم تُلعب وعرق يتبخر في الهواء إلا أن هناك قاسم مشترك هي أمريكيا ولذلك وجب التنويه.