بالعـربي .. لا
يتداعى الزمن، يستيقظ، يزدهر، يؤرق عزماً وإرادة، يمزق الشرانق المتآكلة، ينبض بالحب، يكسر ويتكسر، يطوع ولا يطيع، ينشر رذاذه كحبات مطر عسيرة الولادة، يرفع ذراعة السمراء، يتجاوز الفواصل والحواجز، يستصرخ الأرض، ترتفع الحمم، ويفوح النداء، كعطر يضمخ الأرض العربية.
.... هذا أنا الزمن العربي الجديد.. توقفوا قليلاً وتطلعوا نحو قرص الشمس وتعلموا القيطعة فقد سقط من سقط، والموج الهادر الجبار، يطهر الأرض من الغزاة...
.. سنديانه فلسطينية جديدة، عـُرف قبلها، وستسجل للزمن وللتاريخ الذي لا يموت، ولقوى الظلام وأقزام الإحتلال كلمة " لا " مهما كانت النتائج، ومهما كان الذُل الذي أطبق فكيه على أمة العرب... لأن عجلة الزمن العربي تسير كما تشتهي وتحب.. وكلمة " نعم " تتكرر مرات ومرات.. نعم لنهب الثروة العربية، نعم لسحق الكرامة العربية، ونعم.. وايتها النعم ماذا فعلت بنا ؟؟
الآن " لا " .. لكل من يخطط وبما يملكه من حنكة وخبث لصياغة خارطة عربية جديدة بما يحقق مصالحه وأهدافه المستقبلية، مهما يظن نفسه دارساً واقعنا، فلا دول وهمية، وتغيب الدولة المعاصرة، لا " للبـصّم " على القرارات التي يتخذونها، ولن نستسلم لسياسة التجهيل....
يا ايتها الستينة الفلسطينية، معك سنردد " لا " لأنها أعظم الكلمات، فإرفعي هامتك.. فقافلة ناجي ومريم ستصل إليك، يا نساء العرب إبقين على كلمة " لا " للتهجير، لا للتوطين، لا لهدم المنازل، لا للقهر ولنهب الثروات، لا للإحتلال، فأنتم الباقون وهم المطاردون، ومهما بقي زيت وزيتون فأنتم الباقون..
فأمة العرب إستفاقت من جديد، فقصائد عنترة والمتنبي لا تموت، وكل الأرض العربية لم تشهد منذ عقود صوت واحد، لا للذل والمهانة، فها هي بشائر الخير من كل مكان، تتحدى عنجهية الإحتلال وتأتي إليكن ولن تكوني وحدك.