قطاع النقل العام .. أزمات وسلوكيات تحتاج الى ضبط

تم نشره الأحد 17 نيسان / أبريل 2016 10:49 صباحاً
قطاع النقل العام .. أزمات وسلوكيات تحتاج الى ضبط
قطاع النقل العام

الميدنة نيوز:- ضجيج عارم وأجساد تتدلى من حافلات متحركة، دخان كثيف يدخل رئتي الاخرين عنوة، وأصوات تنادي برفقة صفير مزعج: جامعة، جامعة، راكب، صويلح، البقعة، وسؤال ساذج من راكب: مجمع الشمال ؟ وصف واقعي لحركة سير الحافلات على عدة خطوط، تنطلق من مجمع الشمال باتجاه عدة مناطق مثل صويلح ، الجامعة ، السلط ، البقعة ، الزرقاء ....

يتساءل مواطنون، متى نضبط ساعتنا على موعد حركة الباصات ؟ فتأتي الاجابة من أمانة عمان وهيئة تنظيم قطاع النقل: عندما نجد الدعم اللازم للمشغلين بحيث تتحقق الجدوى الاقتصادية الخاصة بالتحرك مهما كان عدد الركاب.

دوار الداخلية الذي يعتبر موقفا للتحميل والتنزيل فقط بات يستخدم من قبل بعض سائقي الحافلات كمحطة ثابتة للتحميل مستغلين كثافة الركاب المتجمعين في المكان باتجاه الجامعة الاردنية وصويلح، ما يشكل مخالفة صريحة لاستخدامات مواقف الباصات .

وكالة الانباء الاردنية (بترا)، كانت شاهد عيان في جولة لها على عدة محطات باصات ومجمع الشمال، حيث اختلف سائقون مع (كنترولية) على أحقية كل منهم بالراكب، والفائز هو من يظفر براكب زائد من أجل أجرة يدفعها كاملة مهما كانت المسافة التي يقطعها .

وخلال الجولة تلقت (بترا) العديد من الشكاوى من الركاب تلخصت بالحمولة الزائدة، وعدم اكمال الخط، والسلوكيات المشينة لبعض (الكنترولية)، واجبار عدد من الفتيات على الجلوس في مقعد واحد لاصطياد عدد أكبر من الركاب المستعجلين .

ياسين الفار يسكن في منطقة جبل الحسين ويعمل في السلط ، يستخدم الباص يوميا من دوار الداخلية الى عمله، انتقد عدم وجود وقت محدد لانطلاق الباص من مجمع الشمال ليضبط الركاب ساعاتهم على وقت وصول الحافلات الى منطقة الداخلية تمهيدا للوصول الى الموقف الاخير.

ويشير إلى أن عددا من سائقي الباصات لا يكملون خط السير المحدد لهم، موضحا ان الباص غالبا ما يتوقف في منطقة صويلح، ويتفاجأ الركاب أن الجولة انتهت، ما يضطرهم الى استخدام وسيلة نقل اخرى من مجمع صويلح للوصول الى السلط .

ويستقل ابو مراد، باص الزرقاء الاوتوستراد العبدلي يوميا بأجرة 44 قرشا، علما بانه يدفع 45 قرشا وغالبا لا يستعيد الباقي كغالبية الركاب، ملخصا ملاحظاته على النقل العام؛ بعدم وجود مظلات للباص في محطات التحميل والتنزيل، والتي تشير الى مكان التوقف ما يؤدي بالباص الى الوقوف بشكل عشوائي، كما أن سلوكيات بعض محصلي الأجرة (الكنترولية) في الباص غير لائقة، حيث تكثر الشتائم واكثرها قسوة الذات الالهية وعلى مسمع من الجميع .

ويرى أن هناك اتفاقا ضمنيا بين (الكونترولية) والسائقين لاستفزاز الركاب، فاذا اشتكى احد الركاب من التدخين داخل الباص، اعطى السائق الكونترول سيجارة ليشعلها بين الركاب غير آبه بصحة الاخرين .

ويشير الى ان الرحلة من الزرقاء يوميا هي بمثابة خطر داهم، حيث السرعة الزائدة وفتح الباب أثناء السير ليتم المناداة على ركاب جدد علما بأن الباص يغص بالركاب اصلا .

وينتقد اسامة الباز الطالب في الجامعة الاردنية والذي يستقل الباص يوميا، سلوكيات السائقين باجبار ثلاث أو اربع فتيات على الجلوس على مقعد واحد ليجلس شاب أو اثنين على مقعد اخر، والادهى ان الأجرة تكون مضاعفة على حساب راحة الركاب.

محمد عبد اللطيف ، الذي يحمل بطاقة مأمور حركة في مجمع سفريات العبدلي، الذي انتهى العمل به منذ فترة، ما يزال يقوم بعمله كمراقب للخط في منطقة دوار الداخلية، ويأخذ اجرته من سائقي الباصات في المنطقة .

يعترف السائق ابو عمر انه من المستحيل ضبط مواعيد وصول الباصات وانطلاقها نظرا للازمة المرورية الخانقة، التي تعاني منها معظم الطرقات في المملكة، مدافعا عن سرعة الحافلات على الطرقات بحجة أن هناك طلابا يجب ان يصلوا الى جامعاتهم بالوقت المحدد ..

ويستنكر تعرفة الاجرة التي تحددها هيئة قطاع النقل مثل 37 قرشا على كل من خط عمان ماحص، وعمان الفحيص ، و 29 قرشا على خط عمان صويلح، و39 قرشا على خط عمان البقعة.

ويتساءل عن هدف القرش الراجع، الذي قد لا يتوافر مع الراكب او السائق، وهل هو لاثارة المشاكل بين الركاب والسائقين؟ ويبين انه وحسب نظام الهيئة فإن الاجرة لا تتجزأ مهما كانت المسافة المقطوعة من الخط ، حيث لا توجد آلية واضحة لحساب المسافة المقطوعة على المبلغ المدفوع .

الدكتورة عبلة وشاح مديرة الاعلام والاتصال في هيئة تنظيم قطاع النقل، تقول إن الخط اذا لم يكن مجزأ بالاصل فإنه من الصعب تجزئة الأجرة وبالتالي على الراكب دفع الأجرة كاملة مهما كانت المسافة المقطوعة .

وتشير إلى ان الخطوط المجزأة يكتب عليها مثلا :عمان صويلح السلط ، وبالتالي فان الاجرة مجزأة بين عمان وصويلح ، وبين صويلح والسلط وتدفع بالكامل بين عمان والسلط ، وهكذا بحسب التصريح المعطى للمشغل، ولها علاقة بالجدوى الاقتصادية للتشغيل .

وتعتبر أن تسعيرة الخطوط التي تكون 38 قرشا أو 44 قرشا مستندة الى الجدوى الاقتصادية للمشغل، مؤكدة اهمية تقريب السعر لأقرب خمسة قروش.

وتبين أن الهيئة لم تتلق شكاوى لتقريب السعر الى اقرب 5 قروش، " ولكن إذا وصلت لمرحلة المطالبة فان الهيئة ستقوم بالتقريب بطريقة لا تظلم المواطن ولا المشغل"، وفق ما تقول .

وبحسب وشاح فانه يتم الان اعادة دراسة مشروع انظمة النقل الذكية، الذي يتلخص بتوفير أجهزة لمراقبة مسار الحافلات، تكون مرتبطة بغرفة عمليات رئيسية في الهيئة، مشيرة الى ان هذا المشروع من شأنه ان يجعل الرقابة أكبر على حركة النقل في المملكة.

وتبين ان الهيئة طرحت العديد من دعوات الاستثمار في النقل المنتظم، موضحة ان القطاع يصطدم بعدم وجود دعم حكومي، اذ يحتاج المشغل في قطاع النقل الى حوافز ودعم على ضريبة الدخل والمبيعات، والجمرك.

وتوضح أن الهيئة تدعم اجرة النقل العام لطلبة ثلاث جامعات أردنية هي :(العلوم والتكنولوجيا والهاشمية والحسين)، بحيث تقوم الهيئة بدفع نصف الاجرة عن الطلبة .

ويؤكد مدير دائرة النقل في امانة عمان الكبرى المهندس عبد الرحيم وريكات، أن الامانة مسؤولة عن قطاع النقل العام من حافلات أو سيارات سرفيس او تكسي والتي يبدأ خطها وينتهي ضمن الحدود الادارية لمدينة عمان.

ويتمثل الجانب الرقابي لعمل الامانة في مجال النقل العام، وفق قوله بحيث يقوم المندوبون والمراقبون في دائرة النقل العام في الامانة داخل مراكز الانطلاق من المجمعات، بتأمين خدمة النقل، ومتابعة وضع الخطوط التي تشهد اكتظاظا ، واجراء اللازم من حيث تحويل خطوط معينة لتسيير حركة الركاب .

ويشير الى وجود عدة مواقع داخل عمان يتم استخدامها كمراكز انطلاق، علما انها للتحميل والتنزيل فقط ، لافتا إلى أن المشغلين عادة ما يبحثون عن حجم الركاب الاكبر، فمنطقة دوار الداخلية الذي يعتبر موقع تحميل وتنزيل ، يتعامل معه المشغلون على انه نقطة انطلاق وانتظار .

ويقول " حاولنا بالتنسيق مع ادارة السير منع التجمع هناك ، ولكننا نواجه بكم هائل من المواطنين يتجمعون للوصول الى اماكن عملهم"، مشيرا الى انه تم الاتفاق على ان تكون فترة الانتظار معقولة ليتم تخفيف الاكتظاظ خاصة باتجاه الجامعة الاردنية ".

وعن وقوف السائقين بشكل مفاجئ لالتقاط ركاب قال المهندس وريكات ان هذا السلوك يتطلب ثقافة بحاجة الى اعادة تأهيل سواء لدى السائقين او الركاب، مؤكدا ان تكون حركة الباص على يسار الطريق، مع الالتزام بالمسرب بالتحميل والتنزيل في المواقف المخصصة.

ويشير الى تركيب حوالي 230 مظلة على محاور النقل وأن العمل جار لاستكمال المنظومة التي تشمل 700 مظلة .

 (بترا) 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات