بن حويرب يتنبأ بأن تكون "العربية" الثانية ضمن أهم عشر لغات مستقبلا
المدينة نيوز:- يرى الباحث والمؤرخ في شؤون التراث واللغة العربية جمال بن حويرب، "أن ثمة مستقبلاً للغة العربية وأنها حية لا تموت"، متنبئا بان تحتل العربية، المرتبة الثانية ضمن أهم عشر لغات في المستقبل.
وقال بن حويرب في محاضرة القاها مساء أمس الاثنين في منتدى عبدالحميد شومان الثقافي، بعنوان "مستقبل اللغة العربية"، انه استنادا إلى تقرير صدر عن المجلس البريطاني اللغة العربية "تحتل اللغة العربية المرتبة الثانية ضمن أهم عشر لغات في المستقبل". وبين أن اللغة العربية امتازت بحيوية استطاعت من خلالها أن تتفوق في العراق على اللغتين الآرامية والسريانية، وفي إيران انتصرت على اللغة الفارسية، وفي الشّام على اللغتين السريانية واليونانية، وفي مصر على اللغتين القبطية واليونانية، وفي المغرب على اللغة البربرية، وفي الأندلس على اللغة الإسبانية.
وحويرب يعمل مستشارا ثقافيا في حكومة دبي وعضوا منتدبا لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم.
وعرض حويرب لآراء عدد من المستشرقين باللغة العربية ومنهم المستشرق الفرنسي أرسينت رينان الذي قال "من أغرب المُدْهِشَات أن تنبت تلك اللغة القومية وتصل إلى درجة الكمال وسط الصحارى عند أمة من الرُّحل، تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها ودقة معانيها، وحسب نظام مبانيها، ولم يُعْرَف لها في كل أطوار حياتها طفولة ولا شيخوخة ولا نكاد نعلم من شأنها إلا فتوحاتها وانتصاراتها التي لا تُبَارى، ولا نعرف شبيهاً بهذه اللغة التي ظهرت للباحثين كاملة من غير تدرج وبقيت حافظة لكيانها من كل شائبة".
وتحدث بن حويرب عن نشاطات مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم في مجال اللغة العربية، مشيرا إلى أنه في عام 2013 أطلقت المؤسسة مبادرة "بالعربي" لتؤكد دورها في دعم اللغة العربية ضمن منظومة الاحتفالات باليوم العالمي للغة العربية ودورها المحوري في دعم القاعدة المعرفية والعلمية والثقافية سعياً الى تشجيع المثقفين في العالم العربي والإسلامي.
وأشار إلى أن المؤسسة استطاعت ان تجعل من تلك المبادرة احتفالية وطنية في الدولة وان تنتقل بها الى عدد من الدول العربية الأخرى مثل البحرين والكويت والأردن وغيرها، لافتا إلى انها كانت سباقة في نقل تلك المبادرة الى اجندة (اليونسكو) في باريس والمساهمة في وصولها الى مستوى عالمي من الاهتمام.
وقال انه سعيا وراء استدامة هذا الجهد في السنوات المقبلة أصبح من المهم مأسسة هذه المبادرة ضمن مؤسسية متكاملة تسعى الى استمراريتها وانتشارها وتوسعها خدمة للغة العربية والناطقين بها والمهتمين بتعلمها.
يذكر أن جمال بن حويرب مؤرخ وأديب إماراتي متخصص وصاحب تجربة مهمة في توثيق الحركة الثقافية والإبداعية لإمارة دبي وباقي إمارات الدولة والخليج العربي، إلى جانب اضطلاعه بالعديد من المهام الثقافية واهتمامه بالشعر الشعبي والروايات المنقولة وكتب التراث العربي والإسلامي، كما يقوم بإعداد وتقديم البرنامج الشهير "الراوي" خلال شهر رمضان الفضيل في تلفزيون دبي، وهو برنامج تاريخي أدبي يوثق لشخصيات عامة أثرت بشكل إيجابي على جانب من جوانب الحياة في دبي والإمارات خاصة والخليج عامة.
أدار المحاضرة وزير الثقافة الاسبق استاذ الادب العربي في الجامعة الاردنية الدكتور صلاح جرار.
(بترا)