الدكتور عابد: "لا يتوقع وجود للبترول في الأردن بكميات تجارية" والأسباب جيولوجية

المدينة نيوز :- نظمت كلية الموارد الطبيعية والبيئة في الجامعة الهاشمية محاضرة علمية بعنوان: "هل يوجد بترول في الأردن؟" والتي عقدت ضمن سلسلة النشاطات التي تعقدها اللجنة العلمية والثقافية في الكلية، وتحدث فيها الأستاذ الدكتور عبدالقادر عابد أستاذ الجيولوجيا في الجامعة الأردنية سابقاً بحضور عميد الكلية الأستاذ الدكتور عيسى مخلوف، والأستاذ الدكتور محمد الصغير عميد الدراسات العليا، والدكتور فايز أحمد عميد أكاديمية الأراضي الجافة، وعدد من أعضاء هيئة التدريس في الكلية والأكاديمية، وجمهور من الطلبة. وأدار المحاضرة الدكتور خليل خضر الذي أكد على أهمية اطلاع طلبة الجامعة على الواقع الجيولوجي في الأردن من خلال استضافة علماء وخبراء في هذا المجال.
وقال الدكتور عابد "إنه، ولأسباب جيولوجية، لا يتوقع أن يوجد البترول بكميات تجارية في الأردن تضاهي الكميات في دول الخليج العربي أو العراق، ولا حتى تلك الموجودة في واليمن وسوريا". وأوضح أن الأسباب الجيولوجية التي تحول دون ذلك "قلة عدد الصخور المولدة للنفط على مدار الحقب الجيولوجية التي مرت على الأردن، وهي صخور مختلفة عن تلك الموجودة في دول الخليج العربي والعراق"، وأضاف "حتى عندما أصبحت بعض الصخور مولدة للنفط مثل الصخر الزيتي ارتفعت منطقة الأردن عن البحر في الحقب الجيولوجية البعيدة وتوقف الترسيب الذي تشكل المواد العضوية أساسا لتشكل الحقول النفطية، وعلى هذا الأساس لم ينضج الصخر الزيتي بشكل كافٍ ويتحول إلى نفط، وذلك بسبب جيولوجي هام هو حدوث حفرة الانهدام".
وأضاف "أن الحقول النفطية التي تتواجد في الدول المحيطة بالأردن بعيدا جدا عن الحدود الأردنية، فحقول الخليج العربي الغنية بالنفط تبتعد حوالي (2000) كيلومتر عن الأردن، وحقول شمال العراق تبتعد حوالي (1000) كم". مبينا "أن النفط لا يمكن أن يهاجر أو ينتقل في هذه المسافات الشاسعة جداً بالإضافة إلى اختلاف البيئة الجيولوجية بشكل واضح". ومُذَكِّراً "بعدم وجود نفط في شمال السعودية، وغرب العراق، وجنوب سوريا، وشرق فلسطين" وهي المناطق المحاذية للحدود الأردنية.
وبين أن من شروط تشكل النفط "وجود الصخور المولدة له، والدفن الكافي لإنضاجه عبر ملايين السنين، وجود الصخور الخازنة له، ونسبة المواد العضوية في الصخور". وأشار إلى أنه في حالة الأردن "عدم وجود بعض هذه الشروط أو قلتها أو عدم كفايتها" لكنه ترك الباب موارباً لدراسة بعض أنواع الصخور في بعض الحقب الجيولوجية وخاصة التي تشكل فيها المادة العضوية نسبة (6%) مثل حقل الريشة ومنطقة البحر الميت ووادي السرحان" مع تأكيده "بعدم وجود كميات تجارية" كبيرة في تلك المناطق وغيرها.
لكنه أشار إلى "وجود كميات كبيرة من الصخر الزيتي في مناطق مختلفة في الأردن"، وقال: "إنه أمام هذا الواقع الذي تمثل في عدم وجود البترول بشكل تجاري، ووجود الصخر الزيتي بكميات كبيرة وهذه حقيقية كانت معلومة منذ فترة ماضية؛ وجب علينا بناء كفاءات علمية وبحثية جيولوجية قادرة على تطوير صناعة الصخر الزيتي وإيجاد تقانة محلية متطورة دون الاعتماد على سياسية استيراد الخبراء التي لم تثبت جدواها بالإضافة إلى كلفتها العالية".