مسؤولون وأكاديميون: الحريات الإعلامية في الأردن مؤشر على تقدم العمل الإصلاحي
المدينة نيوز:– أكد مسؤولون وأكاديميون وإعلاميون ان تقدم الأردن على مؤشر الحريات الصحفية 8 درجات في التصنيف العالمي لحرية الصحافة لعام 2016، يأتي ثمرة للجهود جلالة الملك عبدالله الثاني في قيادة عملية الإصلاح بالمملكة.
وأوضحوا هؤلاء في تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، مساء اليوم الأربعاء، إن تصنيف منظمة مراسلون بلا حدود لحرية للأردن، يعد إنجازا وطنياً على صعيد تطوير الأنظمة والتشريعات الناظمة للعمل الإعلام الوطني، فضلاً عن أنه اعتراف عالميً بسير الأردن في الاتجاه الاصلاحي الصحيح.
وقال وزير الدولة لشؤون الاعلام الدكتور محمد المومني، "إن تقدم الأردن على مؤشر الحريات الصحفية 8 درجات في التصنيف العالمي لحرية الصحافة للعام الحالي، يؤكد دعم جلالة الملك عبدالله الثاني الدائم للحريات الإعلامية في المملكة".
وأضاف إن تصنيف الأردن في المرتبة 135 عالمياً للعام الحالي بعد ان كان في المرتبة 143 في عام 2015، وفقاً لتصنيف منظمة مراسلون بلا حدود لحرية الإعلام، يشكل دحضاً لكل من يشكك بتقدم الحريات الإعلامية بالأردن.
وأكد المومني ان الدولة الأردنية تؤمن بالحريات الإعلامية كجزء من منعة الدولة وقوتها، وأنه جزء لا يتجزأ من الأمن الوطني، كما أنها واثقة وتتسع للآراء والطروحات كافة حول السياسات المختلفة، وهذا جزء من العملية الديمقراطية وسمه من سمات الدولة الحديثة والمجتمع المتحضر.
وأوضح ان الصحافة الوطنية المسؤولة أثبتت أنها الأسمى والأمثل في خندق الوطن وموضع اعتزاز الأردنيين وحسن المحافظة على قيمهم وثوابتهم، مؤكداً أهمية سعي الجميع لتحصين المهنة النبيلة من الطارئين والدخلاء عليها، كما حيا الأقلام النبيلة والجريئة التي تخوض معارك الأردنيين وتدافع عن مستقبل أجيالهم.
أكد المفوض العام لحقوق الإنسان في المملكة الدكتور موسى بريزات، أن هذا التقدم وعدم التراجع شيء ايجابي في ظل ما يعرف بالارهاب وانفلات الإعلام الإجتماعي، مشيرا إلى أن المركز الوطني لحقوق الانسان يرصد مثل هذه التقارير الإيجابية ويحاول أن يبني عليها.
ودعا بريزات لمراجعة وتطوير القوانين، لتحقيق نتائج أفضل في مؤشر الحريات، ومن ذلك تطوير قانون الحريات العامة أو أي قانون يحدد مايشكل انتهاكات للأمن الوطني أو دعم الإرهاب، باعتبار أن هذه المصطلحات فضفاضة وتحتاج إلى التحديد، لتكون واضحة.
وأشار إلى أهمية إنشاء مجلس شكاوى الإعلام، لتحصيل حقوق المواطنين، دون اللجوء إلى المحاكم، لافتًا إلى أن ذلك كله سيجعل الأردن يحقق نتائج أفضل في المؤشر العالمي.
وقال بريزات إن الحريات في الأردن متقدمة وليست كما يحاول أن يصورها البعض، وأن الأردن كان الأول في الحريات الصحفية على مستوى الوطن العربي، وحصل تراجع بسبب غياب قانون واضح يحدد ما هي الانتهاكات والإساءات التي يحاسب عليها.
وقال نقيب الصحفيين ورئيس تحرير صحيفة الرأي الزميل طارق المومني إن الاردن حقق تقدما ملحوظًا في الحريات الصحفية، رغم أنه ما زال هناك بعض المؤشرات تحد من الحريات الصحفية في إطارها العام.
ودعا المومني الى التوقف عن توقيف الصحفي في قضايا النشر بموجب قرار تفسير القوانين الأخير الذي أجاز تطبيق قانون الجرائم الالكترونية وأصول المحاكم الجزائية على ما ينشر عبر الاعلام الالكتروني.
واشار الى أنه لم يسجل أي حالة خطف أو قتل لصحفي في الأردن التي أصحبت هذه الظاهرة في تزايد مستمر في كثير من دول العالم، خاصة في منطقة الشرق الاوسط، داعيا الى تعزيز منظومة الإصلاح الشامل التي يسير عليها الاردن.
وقال الزميل هاشم خريسات: "لا شك ان التقرير الأخير خطوة جيدة على طريق تعزيز الحريات الصحفية، والتي تعتمد على عدة وسائل ولاسيما التشريعات الناظمة لمهنة الصحافة وهي التي يحاول الأردن تطويرها، بما يعزز الحريات الصحفية".
وأضاف أن الكثير من العاملين في مجالات الصحافة والإعلام لا يحاولون الإستفادة من المدى المسموح لهم من حريات، وهذا يؤثر على مقياس مؤشر الحريات الصحفية، موضحا أن العمل جار لتشكيل مجلس لشكاوى الإعلام سيكون له دور في تعزيز الحريات الصحفية، لأنه سيتم الاستماع للصحفيين وشكواهم حول الحريات، لإزالة العقبات أمامهم.
وقال الدكتور إبراهيم الخصاونة أستاذ الإعلام في جامعة البترا: إنه "ليس غريباً على الأردن أن يتقدم بمؤشر الحريات الصادر عن مؤسسة عالمية، مؤكداً سعي الأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني على أن تكون فيه الحرية سقفها السماء.
وأضاف بأن التقدم الذي حظي به الأردن يؤكد حرص المؤسسات الإعلامية على المنافسة في ميدان الإعلام بشكل يليق بأخلاقيات المهنة ومهنية العاملين الذين هم على مستوى عالٍ في ميدان الإعلام.
وأكد الدكتور الخصاونة أن مناخ الحريات الإعلامية في الأردن موضع تقدير ويبعث على الارتياح وهو محط اهتمام المسؤولين ومؤسسات الإعلام وجميع أطراف المعادلة التي تحرص على أن يكون أداء الإعلام الأردني بمستوى الطموح.
وقال نائب عميد كلية الإعلام في جامعة اليرموك الدكتور خلف الطاهات، إن هذا الانجاز يأتي تتويجًا للجهود التي بذلها جلالة الملك عبدالله الثاني في تعزيز حرية الإعلام من خلال إنجاز عدد كبير من التشريعات والقوانين الناظمة لوسائل الإعلام، مشيرًا إلى توفر الإرادة السياسية لدى صناع القرار الأردني في إعطاء مزيد من الحرية للعاملين في المؤسسات الصحفية.
وقال أستاذ الإعلام في جامعة البترا الدكتور حسام العتوم إن هذا التقدم نتاج طبيعي للتحول الاستراتيجي الأردني في موضوع الإعلام، وخصوصاً بالتراجع عن الرقابة السابقة والحالية واللاحقة والاتجاه نحو الرقابة الذاتية المسؤولة المطبقة وسط المؤسسات الإعلامية الأردنية المختلفة، والتوجه لتوسيع مستوى التعددية الصحفية الإعلامية في المملكة.
وأكد أن هذا التقدم يعكس الرؤية الملكية في ما يخص الحريات الإعلامية، وحرص الحكومة على سلامة الصحفيين وحرية عملهم المهني النبيل، من خلال العمل على استقلالية وسائل الاعلام بشكل ملاحظ وتطوير الاطار القانوي لعمل ماكينة الإعلام الأردني.