ورطه .. الفنان
![ورطه .. الفنان ورطه .. الفنان](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/47583.jpg)
هل يستطيع الفنان أن يكون تاجراً؟؟ الآن ربما !!! ولو أطلق هذا السؤال في الماضي لكان الجواب لا وألف لا.. وإذا تساءلت لماذا ؟ جاءك الرد بأن الفن والتجارة كالزيت والماء لا يمكن، أن يمتزجان لاختلاف طبيعتهما، لكن الزمن – على ما يبدو- يروض فيما يروض الأفكار، وما كان في البارحة يعتبر غريباً يصبح اليوم مألوفاً .. وتختلف الإجابة مع أن السؤال هو نفسه، وبدلاً من لا .. وألف لا .. نعم ونعم، فقد أصبح من الجنون في هذا العصر أن تضع برزخاً بين عالمي التجارة والفن، وإلا ذهب بك الجوع كل مذهب ... وخاصة اذا كنت فناناً .. تسافر بفنك.. يسمو بك وتسمو به.
أعرفه تمام المعرفة، فنان صدح بصوته، ونال المديح تلو المديح من خلال التصفيق والهتاف، وأخذ من الألقاب أجملها وأحلاها.. وأخر رسم بريشته وألوانه، أجمل المناظر وأحلى الصور لشخصيات، وتهاتفت عليه محبو الفن الأصيل لإقتناء ولو واحدة من لوحاته..
بحثت عن الإثنين .. الأول باع عوده، وبدلات حفلاته التي كان يحيها ليقتات.. والأخر رمى بريشته وألوانه في مخزن تتجاذب الفئران فيه حكايا وحكايا عن الفن الأصيل...
لماذا...
يقول الثاني.. قلت وداعاً للفن لأحمي استقلاليتي الفنية والفكرية، وأن لا أعيش في مجال يتناقض مع إهتماماتي الأساسية، أريد أن لا أبتعد عن مواقفي، أريد أن أبقى على إتصال مع حضارتي وثقافتي، أنا لست حبراً على ورق، ولا الفن مجرد لوحة معلقة على حائط في متحف يحيطه الحراس، وأجراس الإنذار.
أما الأول .. فقال..
الغناء يعني طرب، أداء، كلمة، لحن، والأغنية الأن لا تملك كل هذه الصفات، أن تكون فناناً فعليك أن تكون مع الناس، وليس ضائعاً في زحام المارين، فأنا لست بضاعة تباع وتشترى، وأكون لمن يدفع أكثر.. لا أستطيع أ، اكون لغزاً ولا سراً، اريد ان تصل الأغنية الى الأذان وليس الا طاولات لعب الورق، أتمنى أن تعود الكلمة الى موقعها وتأثيرها.. كل ما أراه وأشاهده الأن هو عبارة عن ألاعيب، ومسرح يجمع بين المضحك والمبكي، إنني اصاب بالدهشة، لهذه القدرة العجيبة عند الإنسان كيف بإمكانه إستيعاب هذه اللعبة وسط هذه المعمعة التي تسمى فناً..