حلم زينة يتحقق... التقت ابنها بعد ١١ عاماً وأبكت الجميع!

تم نشره الخميس 28 نيسان / أبريل 2016 03:30 مساءً
حلم زينة يتحقق... التقت ابنها بعد ١١ عاماً وأبكت الجميع!

لم تصدّق زينة أنّ الفرصة حانت بعد الانتظار والوجع. 

وضع القدر الإعلامي مالك مكتبي في طريقها. حمل بيده جواز سفرها وطلب منها ما لم تكن تتوقّعه: توضيب الحقيبة من أجل السفر إلى فنزويلا للقاء ابنها علي بعد حرمان السنوات.

حلقة أخرى من "أحمر بالخط العريض" (أل بي سي آي)، تبنّى فيها مكتبي وفريق برنامجه قضية أمّ سُلخ ابنها عنها، ولم تجد سبيلاً للحفاظ عليه في وجه زمن قاسٍ ومجتمع يمارس النكران. متلعثمة، متوتّرة، قلبها يخفق سريعاً، هي زينة. 

نظرت الى الطائرة بوجل، بهيبة، برجاء ألا تحرمها هي الأخرى لقاء حبيب العمر. زينة ومكتبي في مطار رفيق الحريري الدولي، تجرّ حقيبة السفر، وتجرّ خلفها مئات الأمنيات والصور.

 قالت لمكتبي إنّ حلمها سُرق حين أخذ طليقها منها ابنها وهو لا يزال طفلاً في سنّ الثلاث سنوات. 

راحت تعدّ الوقت: "٢١ ساعة وأصل. لا تخبر طليقي بخطتنا. أخشى أنه قد يخرّب كلّ شيء. فلندع الأمر مفاجأة". زينة خائفة كأوراق خريف في مهبّ الريح. "في الدقيقة الأخيرة قُبيل ركوب الطائرة، بمَن تختارين الاتصال لو سُمح لكِ بذلك؟"، سألها مكتبي الذي رافق وفريق البرنامج حلمها وجرحها وأشواقها- وبذل أقصى إمكاناته بإقناع الطليق وتحضير أوراق السفارات، وهو مجهود تطلّب أشهراً ليتحقق الحلم- "بأبي"، أجابت، فكلّمت الأب الذي بكى ألماً على فراق حفيدته، كما بكت الأم ألماً واحتراقاً على فراقه وأوجاع الابنة.

لحظات مؤثرة جعلت العين تدمع والقلب يشعر بأنّ الكون لا يساوي شيئاً أمام دمعة أم، لحظة ضمّت زينة ابنها إلى قلبها. ضمّته بحرقة. بشوق يضاهي أشواق المحرومين جميعاً على هذه الأرض.

 تمنّت لو أنّ اللحظة لا تنتهي. لو تصبح عمراً، ليظلّ علي في قلبها، وفي روحها وأنفاسها. أهدته كرة قدم، ونظارات احتفظت بها من طفولته، أهدته إياها يوم كان صغيراً. أصبح علي شاباً، بطول أمّه تقريباً. ١١ عاماً مرّت على الفراق، وعلى احتراق قلب زينة. 

كانت آخر شخص يراه وهو في الثالثة، فحرص مكتبي على أن تكون هي أول مَن يراه بعد الفراق. فرح، زوجة طليقها، قدّمت نموذجاً عن الضمير بجماليته، فكانت خير واسطة لجمع علي بأمه بموافقة والده بعد جهد الاقناع. علي في لبنان مع فرح والماما والعائلة، بعدما ظنّت الأمّ أنها هي التي ستسافر للقائه. أبى مالك مكتبي أن تشكره أو تشكر فريق العمل. قال إنّ عهداً عليه أن يجمع شمل الأحبة بما يستطيع في برنامجه.

لم تنتهِ القصة هنا، التقى الجدّ أيضاً علي. هرع إلى المطار بـ"البيجاما". هرع لضمّ حفيده إليه، لا سيما أنه لم يره يوماً إلا عبر الصور. بكى وأبكانا.

 حلقة شفافة بإنسانيتها وصراحتها ورغبتها في جمع ما تفرّق مهما كلّف من تعب وتوتّر ومسؤولية وقلق. برنامج يعرف جيداً كيف يخرج من الستوديو ليقدّم مادة إنسانية راقية باتت اليوم تُفتَقد، و"أحمر" لا يزال يثبت أنه يملك مفاتيحها بمهارة.




مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات