انطلاق فعاليات المنتدى العلمي التربوي لمكافحة التدخين
المدينة نيوز - نظمت مديرية تربية وتعليم لواء الجامعة اليوم الخميس في مركز زها الثقافي المنتدى العلمي التربوي لمكافحة التدخين (كلنا بلا تدخين).
وقالت مديرة تربية وتعليم لواء الجامعة الدكتورة زينب الشوابكة خلال الفعاليات التي شارك بها ممثلون عن جهات رسمية وخاصة إن وباء التدخين مشكلة اجتماعية واقتصادية ذات أبعاد خطيرة تشكل عوامل الأخطار المهددة لصحة الإنسان وحياته.
وأشارت الدكتورة الشوابكة إلى أن آفة التبغ تفتك بما يقرب من 6 ملايين شخص سنويا في العالم، وأن 600 ألف منهم من غير المدخنين الذين يموتون بسبب استنشاق الدخان نتيجة التعرض له. مضيفة أنه بلغ عدد الوفيات عالميا بسبب تدخين التبغ وفاة واحدة من كل ثماني وفيات.
وقالت إن وزارة التربية والتعليم وإيمانا منها بضرورة مكافحة هذه الآفة والسيطرة على كل أشكالها، فقد قام وزير التربية والتعليم بالتعميم على جميع المديريات والمؤسسات بضرورة الالتزام بالضوابط والإجراءات المتعلقة بالتدخين في الأماكن العامة، وقامت الوزارة بإعداد خطة متكاملة تتضمن إجراءات تنفيذية لمنع التدخين في الوزارة والمديريات والمدارس.
وحذر رئيس قسم التوعية والتثقيف في إدارة مكافحة المخدرات النقيب أنس طنطاوي من مخاطر الحشيش الصناعي (الجوكر) المخدر الذي يروج له على شكل مادة تبغية مشابهة للمادة التبغية الموجودة في السجائر. مؤكدا أن هذه المواد هي كيميائية الصنع، سامة وقاتلة، يتم مزجها مع مواد عشبية وصفها بعض الأطباء "بالمواد القذرة".
وأشار إلى أن هذه المواد يتم الترويج لها عبر المواقع الإلكترونية العالمية وتباع على شكل بخور أو أعشاب طبيعية أو تبغ، ويتم التسويق لها على أنها طبيعية وليس لها أضرار جانبية، وأنه لا يمكن الكشف عنها في الفحوصات المخبرية لإقناع الشباب بها وهذا غير صحيح. مشددا على أن المختبرات الجنائية قادرة على كشف جميع المواد سواء كانت كيميائية أم طبيعية.
وكشف طنطاوي عن مجموعة من الأضرار لمادة الجوكر منها الإدمان السريع جسديا ونفسيا، وفقدان التركيز والتغير المفاجئ بوظائف الدماغ، وإحداث خلل بالقدرات العقلية والجسدية والانفعالية، والجنون المطبق وحالات الفزع مشيراً إلى أن الضرر الأكبر والأهم لهذه المادة هو الموت المفاجئ بسبب النزيف الحاد في الدماغ أو السكتة الدماغية المفاجئة وتسمم الكبد.
وكشف مدير مديرية التوعية والإعلام الصحي في وزارة الصحة الدكتور مالك الحباشنة أن متوسط حجم الإنفاق الأسري على التبغ ومشتقاته في الأردن بلغ (423) دينارا سنويا.
وأشار إلى أنه خلال الخمس سنوات المقبلة سينخفض معدل استخدام التبغ سينخفض إلى 11,8 بالمئة من خلال تطبيق قانون شامل لمنع التدخين، وستنخفض ما نسبته 5,5 بالمئة من المعدل من خلال حملات إعلامية مكثفة، وأن ما نسبته 3 بالمئة من المعدل سينخفض من خلال تحذيرات صحية متينة، فيما ستنخفض ما نسبته 4,6 بالمئة من المعدل العام لاستخدام التبغ بموجب الحظر الشامل للتسويق مع الإنفاذ، كما أن ما نسبته 1,4 بالمئة ستنخفض من خلال سياسة شاملة للإقلاع عن التدخين.
وأضاف أن الانخفاض الملموس حاليا في حجم المدخنين مرده لاتجاه الشباب المتزايد في تناول النرجيلة.
وأضاف الحباشنة أن حوالي 275 ألف وفاة سيتم تجنبها خلال 15 عاما من خلال خفض نسب الأمراض المرتبطة بالتدخين.
وقال رئيس الجمعية الأردنية لمكافحة التدخين الدكتور محمد الشريم إن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو مكافحة التدخين والقضاء على هذا الوباء والظاهرة الخطيرة، مشيرا إلى أن الأردن من أوائل الدول العربية التي اتخذت إجراءات قانونية حيال المدخنين في الأماكن العامة.
وأكد أن الجمعية الأردنية لمكافحة التدخين منذ انطلاقها قامت بالعديد من حملات التوعية والندوات وورش العمل والمؤتمرات للحد من هذه الظاهرة الخطيرة. مضيفا أن التدخين يعد أكبر مسبب يؤدي للوفاة في القرن الحادي والعشرين حيث يقدر ضحاياه بأكثر من 6 ملايين إنسان في العالم.
وبين الدكتور الشريم أن فلسفة واستراتيجية الجمعية في التعامل مع آفة التدخين التي تعصف بالمجتمعات، تنطلق من إيمان علمي ومنهجي راسخ أساسه أن التدخين هو مشكلة الوطن وخطيرة الأبعاد.
وكشفت الخبيرة في مجال مكافحة التدخين ومعالجة الإدمان الدكتورة هبه أيوب عن وجود سياسات لشركات التبغ لإضعاف برامج مكافحة التدخين، واستخدام تلك الشركات للعديد من الأساليب والطرق للسيطرة على الأسواق والتأثير في صناع القرار.
وأشارت أيوب إلى أن استراتيجيات صناعة التبغ تكمن في إضفاء الشركات المصنعة للشرعية على أعمالها من خلال اتباعها لطريق العمل الخيري وتمويل الأنشطة (المسؤولية المجتمعية)، وإجراء ورش التدريب للعاملين في وسائل الإعلام، وتمويل البحوث الداعمة لمكافحة التبغ، والتدخل في السياسات وعمليات صنع القرار كالبحث عن الحلفاء وزادة النفوذ بين راسمي السياسات والهيئات التنظيمية، والمشاركة في اللجان وتقديم التعليقات، وتقديم التبرعات والهدايا والرحلات.
وعن كلفة علاج الأمراض المرتبطة بالتدخين، أشارت رئيسة قسم الإعلام والتثقيف الصحي في مديرية صحة محافظة العاصمة المهندسة ميسون مكاحلة إلى أن الكلفة تصل إلى المليار ونص المليار دينار أردني.
وقالت مكاحلة إن الإحصائيات تشير إلى أن الأردن في أعلى قائمة الدول في موضوعه انتشار التدخين وأن حجم المشكلة كبير وأثاره الصحية والاقتصادية والاجتماعية أكبر على الجميع.
وأضافت أن عملية التثقيف الصحي التي تقوم بها مديرية الصحة تسعى نحو تحقيق الأهداف المرجوة وتغيير السلوك السلبي لسلوك صحي للإقلاع عن التدخين. وشارك في المنتدى العلمي التربوي، الذي جرى خلاله عرض لقصائد وفيديوهات توعوية، خبراء ومتخصصون وفاعليات مدنية ورسمية وشباب من مختلف القطاعات التعليمية. بترا