ندوة تناقش الحوار وآدابه من منظور اسلامي باليرموك

المدينة نيوز - نظمت كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة اليرموك اليوم ندوة عن الحوار وآدابه ومنطلقاته من منظور اسلامي، وذلك ضمن أنشطة وبرامج كلية الشريعة.
خلال الندوة تحدث عميد الكلية الدكتور محمد العمري وقال ان الحوار يعد وسيلة من وسائل الاتصال الاجتماعي لتبادل الأفكار وصولا لمعرفة الحقائق وفهمها، ويعد من أقدم طرق الاتصال التي بدأت قبل وجود البشرية منذ حوار الله عز وجل مع الملائكة.
وبين أن مفهوم الحوار مرتبط بمفهوم المجادلة فالقرآن الكريم جعل من الحوار مجادلة، ومن المجادلة حوارا، لكن الحوار فيه قدر كبير من التقارب بين الأطراف المتحاورة لوجود قواسم مشتركة بينهم، كما يرتبط ارتباطا وثيقا بعلم المنطق القائم على مبدأ اقناع الطرف الآخر بالمسلمات والمقدمات وبالتالي الاقتناع بالنتيجة.
وأشار الدكتور العمري إلى أن الهدف من الحوار هو الوصول إلى إثبات الحق وإظهار الحجة، وإبطال الباطل، وتفنيد الشبهات، مشددا على التزامه بمنهج علمي، وأن يكون سليما من التناقض، لافتا إلى ان الحوار جائز في غير الثوابت والمسلمات، كالمسائل القابلة للاجتهاد فهي محل للنقاش وذلك للوصول إلى المراد من الله تعالى ورسوله الكريم، وذلك كاختلاف الأئمة الأربعة في الأمور التي تطلبت اجتهادا من علماء الأمة.
وقال إن الله عز وجل خلق الإنسان على درجة كبيرة من التباين من حيث المقدرات، ودرجة الفهم وتقديرهم للأشياء، فالاختلاف في فهم الحقائق أمر فطري بين الناس، وذلك كالاختلاف بين المسلمين وغير المسلمين بنظرتهم للمرأة وللمال وطريقة عبادة الله عز وجل.
وأكد الدكتور العمري على أن المسلم معني ببيان وتبليغ حقيقة الإسلام لكل البشر ومجادلتهم بالتي هي أحسن، لكن مدى اقتناع الطرف الآخر مرتبط بدرجة تفهمه واستعداده لقبول الحقائق، ومدى توفيق الله عز وجل للأطراف المتحاورة.