ليبرلاند دولة لا تزال بلا مواطنين ورئيسها يعد بأن تكون جنة أوروبا!
المدينة نيوز- في الثالث عشر من أبريل الماضي ضج العالم بإنشاء دولة جديدة، دولة ليست كأي دولة أخرى، إنها ليبرلاند، الدولة المجهرية بمساحة 7 كيلومتر مربع فقط، وتقع على الضفة الغربية لنهر الدانوب في منطقة غير مأهولة بين كرواتيا وصربيا، مؤسسها التشيكي “فيت جيدليكا”. ليبرلاند لا تزال دولة بلا مواطنين على الرغم من أن طلبات المواطنة انهالت عليها منذ اللحظة الأولى لولادتها!
وفي أحدث لقاء له عبر صحيفة “الإنديبندنت” البريطانية، تحدث جيدليكا عن نظرته المستقبلية لدولته الوليدة، والتي حين أعلن عن قيامها لأول مرة، تعاملت معها الحكومات ووسائل الإعلام على أنها مزحة ليس أكثر. تحاول هذه الدولة الوليدة إنشاء جنة تحررية على مساحة 7 كيلومتر مربع، بـ 400 ألف مواطن! لكن وبجهود شرطة الحدود الكرواتية لا تزال ليبرلاند، خالية من السكان تمامًا، إلا من مبنى متهدم مهجور!
إعلان قيام دولة ليبرلاند قريبًا..
لجيدليكا خطة لكسر حصار الشرطة الكرواتية عبر مجموعة من “الليبرلانديين” وليس هناك ما يمكن القيام به لوقفهم على حد قوله. ومن الجدير ذكره، أن تلك المنطقة التي يسعى فيها جيدليكا تأسيس دولته هي محل خلاف بين كرواتيا وصربيا، ومنذ إعلان تأسيسها فقد وضعت كرواتيا حرس الحدود، وقد تم اعتقال مجموعة من الأشخاص الذين حاولوا العبور إلى هذه المنطقة المتنازع عليها. كما يرى أنه من الجيد قيام كرواتيا بإغلاق الحدود، فهو لا يزال بحاجة لعام آخر لترتيب الأمور والعناية بحدود دولته، وتوقيع اتفاق مع وكالة أمن خاصة للقيام بذلك.
ويخطط جيدليكا خلال الصيف بإقامة احتفالية للدولة بالقرب من المنطقة المتنازع عليها، والتي ستكون حدثًا إعلاميًا كبيرًا، حيث سيحضر 5000 شخص، كما ستتم دعوة أفضل الفنانين الداعمين لليبرلاند. وصرّح جيدليكا أنه لن يكون هناك ما يوقف 5000 شخص من تولي زمام الأمور في ليبرلاند!
وهنا لا بد أن نسأل: هل جيدليكا يلمح للقيام بخطوة تصعيدية إذا لم تسمح كرواتيا لليبرلانديين إنشاء دولتهم في الوقت المحدد؟
جواب جيدليكا بأنه من الأفضل لكرواتيا أن تعطي الضوء الأخضر لتحركهم، وأنه على ثقة بأنهم سيقطعون الحدود، فيقول:” انظروا كيف أن اللاجئين يعبرون الحدود بكل سهولة الآن، فليس هناك ما يوقف 5000 شخص من عبورها أيضًا”.
ليبرلاند.. جنة أوروبا التحررية
ليبرلاند دولة محمية من قيود الحكومة، وخالية تقريبًا من الضرائب، كان ذلك ما جذب الناس واستحوذ على تفكيرهم. سيكون في ليبرلاند خمسة قوانين فقط، ومسئوليات الدولة الوحيدة هي العدل والأمن والدبلوماسية. أما الضرائب فسيتم دفعها على أساس تطوعي، وسيكون للمواطنين حرية تدخين الماريجوانا، وقيادة السيارة بالسرعة التي تحلو لهم، كما بإمكانهم حيازة البنادق، كل ذلك يحق لهم طالما أنهم لم يؤذوا أحدًا.
وبالنسبة لاقتصاد الدولة فسيعتمد على الخدمات المالية، ويطمح جيدليكا في جعل ليبرلاند جنة ضرائيبية أي خالية من الضرائب. أما نظام الرعاية الصحية فهو الأكثر جدلًا، فليبرلاند لن تقدم خدمات صحية من أي نوع. ويسترجع جيدليكا في ذلك خمسة أيام قضاها في المستشفى في بلاده التشيك.
كان هناك رجل يأتي كل يوم إلى المستشفى شبه ميت نتيجة جرعة زائدة من المخدرات، حيث تُقَدَّم له الرعاية الصحية، ويخرج ثم يأتي في الليلة التي تليها. وبنظر جيدليكا “أن ذلك جزءًا من النظام الاجتماعي المجنون، فقد كان ذلك الرجل قادرًا على قتل نفسه في كل يوم، ثم تنفق الدولة عليه الأموال لإبقائه على قيد الحياة ، فذلك ليس نظامًا طبيعيًا!”.
وفي إجابة مثيرة للجدل له على هذا السؤال: هل معنى ذلك أن مدمن المخدرات يجب أن يُترك حتى يموت؟ كان الجواب على النحو التالي: إن كان هناك شخص يدمر حياته، فلماذا يكون هناك نظام يعمل على الحفاظ على حياته؟! أما الفقراء فتتولى مسئوليتهم جمعية خيرية أو كنيسة، وذلك دون وجود أي قوانين تحظر التمييز على أساس المعتقدات الدينية.
مع كل ما سبق، هل سيُكتب النجاح لقيام دولة ليبرلاند أم أنها ستبقى تصورات في مخيلة جيدليكا؟ وينبغي أن نسأل أي منطق سليم يقبل بأن تكون هناك دولة لا قوانين بها ولا رعاية صحية؟ وكذلك أي منطق سليم يقبل بأن ترى جارك يموت دون أن تنقذه؟ قد نقبل أن تكون ليبرلاند دولة مجردة من القوانين، لكن ما لا يُعقل أن تكون مجردة كذلك من العواطف الإنسانية والضمير الحي؟!