واقع عربي مخجل ومبك
![واقع عربي مخجل ومبك واقع عربي مخجل ومبك](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/47792.jpg)
لاادري هل أبدأ بالبكاء والنحيب ، أم أضع رأسي بين الرؤوس دون مبالات بما يجري ( واقول يا قطاع الرؤوس) ، أم اغض النظر عن الواقع العربي المزري الذي وصلت اليه امتنا العربية والإسلامية التي ورد ذكرها بالقرآن الكريم الذي أنزل من عند الله بلغتها تكريما من العزيز القدير لرسوله العربي الأمي محمد صلى الله عليه وسلم وللعرب بقوله تعالى " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر" صدق الله العظيم .
أشعر بالخجل من نفسي كعربي.. وأنا أتابع هذه الأيام أخباراً عجيبة تتحدث عن الإجتماع الخماسي العربي او بالأصح عن القمة العربية المصغرة والتي عقدت في طرابلس يوم الإثنين الماضي والتي انبثقت عن قمة العرب في سرت الليبية تلبية لطلب الرئيس الليبي معمر القذافي والهدف من عقدها كما قيل هو وضع الأسس اللازمة خلال خمس سنوات يمكننا من إقامة الإتحاد العربي
لاادري لماذا اختار الملوك والزعماء العرب مجموعة من الدول العربية الأقل قدرة على إتخاذ القرارات الملزمه من غييرها التي تمتلك قدرة التأثير والإقناع ومعظم التي اختيرت لبناء اسس تشكيل الإتحاد العربي تعاني من إمكانية تقسيمها وشرذمتها لتصبح كل منها اكثر من دولة فكيف بالله عليكم يمكن لهذه الدول من تحقيق النجاح في وضع اسس سليمة لإقامة دولة الإتحاد العربي ؟، وللعلم فقط فإن القمة الخماسية قد فشلت في التوصل الى اتفاق .
هذا من ناحيه ومن ناحية أخرى تفننت الصحف الفلسطينية والعربية بنشر خبرعن نية السيد محمودعباس زيارة قطاع غزة قريبا وذلك نقلا عن تصريح ل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قوله : افكر جديا في زيارة غزة في اي لحظة .وتشير مصادر صحفية اخرى ان حماس ترحب بزيارة عباس لقطاع غزة رسميا لا إعلاميا وتضاربت المعلومات والتعليقات على ذلك فظهرت بعض العناوين والتعليقات بعضها يثير المخاوف من هذه الزيارة ويلمح ان حياة ابو مازن ستكون في خطر اذا ما قام بهذه الزيارة وبعضها الأخر يرفض ان تتم هذه الزيارة كونه حسب رأيها " لااحد يرحب بالمتخاذلين في غزة ".واسمحوا لي ان اوسع الدائرة قليلا واستعرض بعض عناوين الصحف العربية الأخرى الخاصة بالواقع العربي "المؤسف بحق " والأكثر خجلا من سابقاتها الفلسطينية المبكية الى حد النحيب .
فا لأوضاع العربية الأن في اسوأ حالاتها السياسية والإقتصادية والإجتماعية وتعاني من عدم الإستقرار، فمثلا مصر اكبر واقوى دولة عربية تعيش حالة صراع دائم بين السلطة التي تمسك بكل مقدرات مصر وتتحكم بمصير الشعب وتتبع سياسات لاتتناسب مع مصالح مصر الوطنية ولا القومية مما دفع المعارضة والجماهير المصرية المطحونة تعرب عن سخطها وتلجأ الى المطالبة الجادة بالتغيير ومناصبة النظام المصري العداء العلني كما هو قائم قائم الآن .
وإذا إستعرضنا الأوضاع في لبنان وفي اليمن والعراق وغيرها من الأقطار العربية ومعظمها غير مستقرة وتعاني من عدم التوافق بين ألأنظمة الحاكمة وأحزاب المعارضة فيها . اضف الى الدول المذكوره دول عربية اخرى غير مستقرة وتنخر كياناتها الخلافات والإنقسامات التي تصل الى حد الصراع المسلح .
باختصار فالعناوين التي تزخر بها الصحف العربية والتي استعرضت القليل منها لكم تكشف عن مدى تردي العلاقات العربية ـ العربية ، والعلاقات الداخلية في عدد من الأقطار العربية عامة والعلاقة بين اخوة الدم في فلسطين وكأنهم ليسوا اصحاب قضية واحدة ، وكأنه لايوجد لهم عدو يتربص بهم جميعا ويتطلع الى انتزاع القدس من بين ايديهم وإلى اللحظة المناسبة للفتك بهم جميعا .
إن هذه الحال المؤلمة.. لشعب فلسطين .. ولسائر شعوب الأمة العربية.. باتت تشكل سبة تاريخية.. لن تغفرها الأجيال لكل من تسبب فيها.. أو شارك في الوصول إليها .. أو حال بين عودة اللحمة إلى الجسد الفلسطيني الواحد حتى الآن.. والتاريخ – كما نعرف – لا يرحم.. لقد حان الوقت لكي تفتح الأبواب.. والقلوب .. والعقول على مصاريعها.. ويتلاقى العرب جميعا على التفاهم وإنهاء خلافاتهم ، وأن يتفق أصحاب القضيةعلى لقاء المسؤولين وليس لقاء التوقيع على وثائق لا قيمة ولا وزن ولا أهمية لها اذا لم تسبقها الارادة الوطنية والشجاعة الوطنية والمصلحة الوطنية وتقود إليها
وفي الختام أؤكد بالنسبة للشأن الفلسطيني ان الوقت فقد حان لكي يلتقي وعلى جناح السرعة القادة الفلسطينييون وعلى رأسهم كل من أبو مازن وإسماعيل هني وخالد مشعل وقادة الفصائل الأخرى وعلى ارض فلسطين وليس بالخارج ليضعوا نهاية كريمة لخلافات عمقت الجرح.. وضاعفت النزيف.. وباعدت بين أبناء فلسطين وبين حلم الدولة .. واستحقاقاتها .
كفانا كأمة سطرت تاريخا مشرفا ورائدا على المستوى العالمي ما ولنا اليه من التردي .