معالي وزير الخارجية غائب بسبب الإصابة
قبل أي شيء وحتى لا يقال أننا نُفاول على الرجل , أوأننا نتمى له السوء , فالاصابة التي عنيتها هي إصابة فكرية نفسية , وليست بدنية جسدية , والفكرة أتت في أن معالي ناصر جودة مصاب , من حمى كأس العالم الذي نعيشه هذه الايام , ففي احدى المباريات التي كنا نتابعها , وكان فريق غانا الافريقي يلعب , والسؤال عن لاعب إسمه إسيان , وكالعادة نتابع المبارة ونتحاور , وكان موضوع الطفلة الاردنية الشهيدة دانه خليفات في سلطنة عمان مسقط مطروح للنقاش , فسألني احد الحضور : يا أخي اين وزير خارجيتنا الاردني ناصر جودة ؟؟؟؟؟ , وعندما هممت بالاجابة صرخ المعلق الرياضي على التفزيون بصوت عالي : إنه غائب بسبب الاصابة !!!!!!!!!!, فأشرت الى محدثي : هذا هو الجواب : غائب بسبب الاصابة.
أين أنت يا معالي وزير الخارجية ؟؟؟؟ , ما مدى الاصابة ؟؟؟؟ , وكم من الزمن ستغيب عن الملاعب ؟؟؟؟ , هل لك عودة من جديد؟؟؟؟ , أم أنك ذاهب الى الإعتزال ؟؟؟؟ , فمن بعد جولتك التاريخية وزيارتك المفأجئة القوية الفريدة من نوعها الى الطفيلة الشقيقة الابية في شهر آذار الفائت
وانت مختفي , لا حس ولا خبر , هل فعلا كما أسميتها انا سابقا تعليقا على زيارتك للطفيلة الإنجاز الأعظم ؟؟؟ , هل بعد تلك الزيارة الاسطورية لم يعد يُرضيك أو يكفيك إلا زيارة بنفس المستوى والزخم والتأثير ؟؟؟ , عجيب وغريب بل انه أمر مريب , ما هذا السكون ؟؟؟ , ما هذا الصمت ؟؟؟؟ , فبعد نشر قصة الطفلة دانه خليفات الشهيدة في المياه الغريبة , والأسئلة تنهالُ علينا من كل حدب وصوب , ما موقف السفارة الاردنية في مسقط , وأين وزارة الخارجية ؟؟؟ , نعم أعلم أنه هنالك إتصالات خفيفة من النوع المتوسط , بين عائلة الطفلة الشهيدة وبين وزارة الخارجية عبر السفارة الاردنية المشكورة على جهود اشخاصها مضاف لهم الملحق العسكري, وهذه الاتصالات على شكل تصبيرة , ولكن ألم يكن الامر يستحق تصريحا بسيطا , مُقتضبا يُشعرنا أنكم موجودون أحياء تُرزقون , فقط كلمتان : نحن نتابع الموضوع وسنوليه جُل إهتمامنا ولن نُقصر مع اي اردني خارج المملكة .
كلمات إضحكوا بها على ذقوننا , حتى وإن لم نقبلها على الأقل يكون أنكم قُلتموها , وبالحد الادنى نتأكد من مستوى إهتمامكم حتى وان كان على الزيرو ولكنه موجود . ولنا فيه طموح وطمع أن يرتفع , أما أنكم غائبون مُغيبون , لا في العير ولا في النفير , فأي الكلمات ستوصف حالكم , وأي العبارات ستلخص مخاضكم , ومن يجرؤ في زمن طالَعَا في العلالي يا أسعار ويا ضرايب سيقف معكم وينتصف لكم .
افلستم في وقت إغتنى به العالم خارجيا , دول ظهرت على الخريطة لم تكن تُذكر إلا بزلزال أو بركان , ودول أصبحت تتصدر العناوين , ودول قادمة من قريب الى ظهور مُدوي على الساحة الدولية الخارجية , وأنتم رضيتم بالسكون في قلعتكم المرعبة على طريق المطار , أم تراكم يا معالي جودة أنشاتم كاميلوت فيها ونحن لا نعلم ؟؟؟؟.
هي وخزة إبرة لنرى ان كان الجسد فيه من الروح بقية , ولنعلم ان وزارة خارجيتنا تتنفس بشكل طبيعي وليس عبر الاجهزة الاصطناعية , ولتتذكر يا معالي ناصر جودة ان الصفحة الاولى من جواز السفر الاردني عبارة عن رسالة من جلالة الملك لكم انتم خاصة كوزارة الخارجية , وان كنتم قد وصلتم الى مرحلة لا جديد , فاستدعوا كل السفراء في الخارج , واغلقوا السفارات , وأصدروا قرارا : ان وزارة الخارجية الاردنية مغلقة الى إشعار مؤجل بسبب أعمال الصيانة و التجديد , ولنرى إن كان بإمكانكم بعد فترة ان تعودوا الى الملاعب أصحاء سالمين قادرين على الركض والملاحقة والمتابعة , وإن لم تكونوا وانتهت فترة صلاحيتكم , فاعتزلوا وأعطوا الامر لمن يقدر عليه , فوطني يعج بالخبرات والامكانيات القادرة على العودة وبقوة للساحة الدولية , ولكنكم العثرة والحجرة التي تسدُ في وجوهنا الطريق , فتنحوا وأكبروا أنفسكم بالتنزه عن حب المناصب والبرستيج , وأصغروها في سبيل رفعة الاردن وشعبه .
الى كل من سن سيفه الان ليدافع ويحاول إصلاح ما أفسده الدهر , أقول : انا لم أتطرق الى موضوع سياستنا الخارجية الاردنية التي يقودها جلالة الملك حفظه الله ورعاه , ولكنني إقتصرت في نقدي على وزارة الخارجية الاردنية وسياستها كمؤسسة حكومية من المفترض أنها تعمل لمصلحة أبناء الوطن والوطن كله , فهدؤا من روعكم قليلا , ولا تُثاروا وتنتفضوا للرجل , فناصرجودة في كاميلوت لا يعلم شيئ , وإن كان من يقول ان حاله كحال زملائه البقية , نقول : ممكن ولكننا لا نصمت بحجة انهم كلهم سارحة والرب راعيها , فأرحنا بها يا لانسيلوت , فكاميلوت فقط موجودة في مخيلتك.
