الفن مهنة تختلف عن سواها من المهن الأخرى ... فالفنان يتوقف عن المواصلة عندما يجد نفسه غير قادر على التميز بإعتباره وجهة نظر المجتمع وضمير الناس المتكلم ، وهناك عدد كبير من الفنانين توقفوا في بداياتهم لان الفن كما اراه مثل النبتة يحتاج الى الماء .. الشمس .. السماد.. لكي تنمو وعندما لا تتوفر هذه الاشياء يذبل هذا الكائن ويتوقف عن العطاء . في النهاية انا لا اؤمن بتقاعد الفنان رغم تقدمه في السن لأنه ممكن ان يتحول الى خبير او مراقب للظواهر الجديدة، الكثير من الفنانين والمخرجين وغيرهم أعربوا عن أستيائهم مِن موضوع تقاعد أو أعتزال الفنان وتركه لعمله مهما تكن ظروفه التي تحيطه ، إن اكثر الفنانين الكبار والرواد غير مرتبطين بداوئر رسمية ومازالوا يتواصلون في عطائهم ، الفنان التشكيلي تزداد علاقته بلوحته وألوانه وممثل المسرح الذي يرى نفسه فوق الخشبة الى النهاية اللهم الا في حالة الأعاقة الشديدة او المرض العضال، اما الفنان الحقيقي فانه لا يتقاعد و لايعتزل ويبقى لأن الأعتزال للفنان يعتبر النهاية الحتمية له كأنسان وفنان .. لأنه دائما يبحث عمّا هوجديد لفنه وشعبه ويبقى دائما في رحلة دائمة ونهر متدفق لا يتوقف .. فالفنان يبقى في الذهن وفي عقول الناس. وهناك مسألة أخرى وهي أن يزداد فعل الفنان بخبراته ورحلته مع مشواره الفني من خلال انتقا ئيته الجديدة المستمدة من هذه الرحلة واكتشاف وإبتكار إمكانات جديدة للحياة . وهنا تنحسر فرصته في الحياة وهذا ما نلمسه في بلداننا الشرقية من خلال التقليل من الظهور في الادوار والمشاركات ولكنه في النهاية... لا يتقاعد ولا يعتزل .